“شكرا جنوب أفريقيا”.. دولة لا هي عربية ولا مسلمة عرّت أنظمة سايكس بيكو
شارك الموضوع:
وطن – دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسماً بعنوان “شكرا جنوب أفريقيا” تصدر التريند، تعبيراً عن امتنانهم للبلد الذي أجبر “إسرائيل” على المثول أمام محكمة العدل الدولية للمرة الأولى في تاريخها بتهمة جريمة الإبادة الجماعية ووضعها في الزاوية الضيقة.
وكان “جنوب افريقيا” البلد الذي حارب الفصل العنصري على أرضه لسنوات طويلة سابقة واجه الكيان الإسرائيلي المحتل، متهماً إياه بجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة أمام محكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي بهولندا مما جعل الكيان الصهيوني الغاصب في أزمة.
وجوبا أن نطلق هاشتاق شكر للدولة الإنسانية جنوب أفريقيا، والتي عانت من تاريخ مقارب جدا لتاريخ فلسطين.#Thanks_South_Africa pic.twitter.com/8ortRCjPYL
— Fouad Assolmy (@FouadAssolmy) January 6, 2024
وسم “شكرا جوب أفريقيا” يتصدر
وفي طلبها الذي قدمته في 29 ديسمبر/كانون الأول، اتهمت بريتوريا إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية بما يتعارض مع اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية لعام 1948، والتي وقّعت عليها جنوب أفريقيا وإسرائيل. وتحتفظ الأطراف الموقعة على المعاهدة بحقها في منع الجريمة ووقفها.
- اقرأ أيضا:
“بينما العرب نيام”.. دولة غربية تتجه نحو مقاضاة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بعد جنوب إفريقيا
وتستند جنوب أفريقيا في دعواها إلى حقيقة مقتل آلاف الفلسطينيين وتشريدهم بشكل جماعي وتدمير منازلهم إلى جانب التصريحات التحريضية التي أدلى بها عدد من المسؤولين الإسرائيليين والتي تصور الفلسطينيين على أنهم دون البشر وأنه يتوجب إنزال العقاب الجماعي بهم، وهو ما يمثل إبادة جماعية ودليلا على النية بارتكابها.
وتباينت ردود وتعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي حيال خطوة جنوب افريقيا التاريخية.
وعلقت الإعلامية “غادة عويس”: عندما تكون ضحية مأساة تاريخية حصلت بالفعل، لن تسكت عن مأساة شعب آخر. أما أن تزعم أنك ضحية وتتخذ من شعب آخر ضحية لك فهذا يعني أن كل روايتك وتاريخك كذب بكذب” –في إشارة إلى الكيان الإسرائيلي الذي يدعي المظلومية- .
وقال “ماهر شاويش” :”ما شهدناه اليوم هنا في مدينة لاهاي الهولندية وشاهده الملايين عبر محكمة العدل الدولية هو جهد قانوني احترافي وإنساني بامتياز يستحق الشكر والثناء والتقدير”.
وأضاف أن “التاريخ سيسجل هذا الإنجاز بوصفه اصطفافاً إلى جانب دعم وإسناد الحق والعدل في مواجهة الظلم والطغيان”.
وعقبت “ايمان اسماعيل”: “لم نكن نتوقع هذا الإنجاز الرائع الذي أقدمت عليه جنوب أفريقيا من إقامة دعوى قضائية ضد إسرائيل.”
موقف دولة ليست عربية ولا إسلامية يفضح حكام العرب
وأضافت: “دولة ليست عربية وغير إسلامية لكن موقف جنوب أفريقيا جعلنا جميعأ نشعر بالحرج الشديد لأن حكامنا لم تصدر منهم هذه المساندة لأهل غزة العزة”.
وفي السياق ذاته قالت “سارة”:” لن يحس بألمك إلا إنسان عاش نفس تجربتك”.
وتابعت:” سكان جنوب افريقيا يعرفون حقاً ما معنى الإبادة الجماعية، وما معنى التمييز العنصري، وما معنى أن يتم إقصائك من الحياة فقط لأنك لا تشبه الآخرين، ربما في لونك أو في دينك أو في عاداتك وتقاليدك”.
وقال د.حذيفة عبدالله عزام :”شكر الله سعي جنوب إفريقيا التي كفتنا مؤنة الدول العربية والإسلامية”.
واستدرك :”حرمهم الله جل في علاه أن يسجلوا لهم موقفا واحدا في معركة الأمة”.
وعقّب”ناصر البروي”:”كل الشكر والتقدير من كل أحرار العالم لجنوب افريقيا على هذه المواقف الجبارة، وهي تعتبر نقطة تحول لصالح الفلسطينيين الأحرار.”
وتساءل آخر:”كيف ينظر المواطن العربي وهو صاحب القضية إلى رئيسه أو أميره إذا نجحت جنوب أفريقيا في وقف الإبادة الجماعية على غزة “.
وعلق “وقاص القاضي”:”فعلها نيلسون مانديلا وانتصر لفلسطين رغم أنه ميت وعجز عنها حكام العرب رغم أنهم من المفترض أحياء!!”.
التوقعات بشأن قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
ويتوقع الفريق القانوني لجنوب أفريقيا صدور قرار من محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة؛ ويرى أنه من الصعب على المحكمة تجاوز الحقائق القانونية التي تم تقديمها، والتي تثبت وجود نية مسبقة للإبادة الجماعية، وفق ما قاله المتحدث باسم الفريق زين دانغو.
شكراً جنوب أفريقيا 🇿🇦 pic.twitter.com/pd7z42zS5Y
— أدهم أبو سلمية 🇵🇸 Adham Abu Selmiya (@adham922) January 11, 2024
وفي تصريحات صحفية، أكد دانغو أن الفريق قدم قضية تفصيلية، ووضع فيها عدة أمور من بينها وجود إبادة جماعية، مضيفا “لقد دعمنا هذا الأمر بالنصوص القانونية، وأوضحنا أن نية الإبادة المسبقة موجودة”.
ووفقا للمتحدث، فقد أوضح الفريق القانوني “بشكل دقيق أهمية وجود نية الإبادة عند القيادة الإسرائيلية بدءا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرورا بقادة الجيش ووصولا إلى الجنود”.
كما بيَّن الفريق “ضرورة صدور القرار الذي يطلبه لإدخال المساعدات بشكل عاجل”، وفق دانغو، الذي أوضح أن الفريق “يتحرك وفقا للقانون، ومن الصعب ألا تحصل قضيته على الضوء الأخضر من المحكمة بالنظر إلى قضايا سابقة مشابهة”.
وفي حال رفض طلب جنوب أفريقيا “فستكون هناك أسباب سياسية، لكن الفريق لا يعتقد ذلك؛ لأنه أوضح أهمية هذه القضية على مستقبل القانون الدولي والمحكمة نفسها في حال لم تصدر قرارا لصالحنا”، حسب المتحدث.
أما لو وافقت المحكمة على الطلب، فإن إسرائيل ومن يدعمها سيكونون مطالبين بوقف هجماتهم فورا على سكان القطاع؛ لأنهم يقولون إنهم يحترمون القانون، كما يقول دانغو.