وطن – وصفت صحيفة “هآرتس” العبرية في تقرير لها طلبات حركة المقاومة الإسلامية حماس لتحرير المحتجزين الإسرائيليين لديها في قطاع غزة، بأنها طلبات مرتفعة الثمن جداً وتعني “اعتراف حكومة الاحتلال وجيشه بالفشل”.
وأشارت الصحيفة في تقرير كتبه المحلل العسكري “عاموس هارئيل”، إلى فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه من حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة.
ويقول “هارئيل” إنه من أجل التوصل إلى صفقة جديدة في قطاع غزة، ستطلب حركة حماس وقفاً دائماً لإطلاق النار والتزاماً إسرائيلياً بعدم المس بقيادتها.
ويعني ذلك حسب المحلل الإسرائيلي انتهاء الحرب من دون أن تحقق أهدافها المعلنة من قبل الاحتلال وبخلاف ما يمكن أن يفهم من بعض التقارير الإعلامية، فإنه لا يوجد بعد على الطاولة أي عرض تسوية بشأن صفقة جديدة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
هآرتس: “ثمن مرتفع تطلبه حماس لإطلاق الأسرى”
وذكر التقرير أن هناك أفكار يطرحها الوسطاء من قطر ومصر بدعم أميركي تتضمن طلبات من حماس تبدو مرتفعة جداً.
ولفت “هارئيل” إلى أن الحديث يتعلق بأمرين إضافيين متعلقين بعضهما ببعض إلى جانب إطلاق الأسرى ومقاتلي النخبة في طوفان الأقصى (الجميع مقابل الجميع) وهما وقف دائم لإطلاق النار والتزام بعدم المس بقيادات حماس.
وكرر الكاتب أن موافقة تل أبيب على مثل هذه الصفقة تعني نهاية الحرب بشكلها الحالي واعتراف الحكومة والاحتلال بالفشل مرتين. الأولى في بدء الحرب والثانية في تحقيق الأهداف الطموحة التي رسمها الاحتلال لنفسه في أعقاب العملية العسكرية.
ويقول تقرير “هآرتس” إن في قيادة الاحتلال الأمنية والسياسية من يدّعون أنه لا مفر من الموافقة على طلبات حماس، نظراً إلى أن الأهداف تتصادم مع الهدف الآخر وهو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
-
اقرأ أيضا:
هآرتس تفضح فشل جيش الاحتلال في معاركه البرية.. كيف يخدع نتنياهو الإسرائيليين؟
كيف ردت حماس على العرض الإسرائيلي الجديد المقدم عبر مصر؟
اعتراف بفشل فظيع للاحتلال في غزة
ويؤكد هؤلاء ذاتهم أن الاحتلال فشل في 7 تشرين الأول/أكتوبر فشلاً فظيعاً عرّض المستوطنين في منطقة غلاف غزة للقتل والأسر.
ويلزم ذلك وفق من يعتقد ضرورة القبول بشروط حماس إصلاح الوضع حتى لو كان الثمن الاعتراف بالفشل وبالنسبة لحماس، الهدف لم يعد التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، وإنما تطمح إلى مسار يؤدي في نهايته إلى وقف إطلاق نار يضمن بقاء الحركة في السلطة ويحمي قيادتها من الاستهداف وفق هآرتس.
ويجد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صعوبة كبيرة في هذا الاتجاه لهذا يتهرب حالياً ويماطل. فهو من جهة ينشر كل يومين وعوداً فارغة حول الحرب حتى النصر. ومن ناحية أخرى، ينقل لحماس إجابات غامضة عبر الوسطاء.
كل ذلك يجعل ظاهرياً أنه من الممكن الحفاظ على وضع يُظهر وكأن هناك مفاوضات، من دون تقدم حقيقي نحو التوصل إلى صفقة.