“إتاوات المعبر” ومتاجرة بآلام الفلسطينيين.. بلومبيرغ تُحرج السيسي بأدلة موثقة
شارك الموضوع:
وطن – وثقت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية شهادات فلسطينيين أكدوا إجبارهم على تقديم رشاوى ضخمة مقابل مغادرة غزة ضمن تقرير ليس الأول من نوعه، إذا أكدت العديد من التقارير الإعلامية ـ كانت وطن قد رصدتها سابقاً ـ ذات الأمر .
وقالت الوكالة إن نظام السيسي يعتمد مبدأ الدفع مقابل العبور مستغلاً معاناة المدنيين العالقين على الحدود، وحاجتهم لعلاج أبنائهم وجرحاهم حيث تفرض عليهم مبالغ باهظة للسماح لهم بالعبور إلى مصر من خلال معبر رفح.
وفي ظل الإغلاق الرسمي للمعبر الحدودي واستمرار حرب غزة غادر فقط عدد محدود من الفلسطينيين الذين يحتاجون للمغادرة، وفق ما نقلته Bloomberg التي نقلت شهادات العديد من النازحين الفلسطينيين لتوثق مأساتهم بالدلائل التي لا يمكن إنكارها.
10 آلاف دولار للشخص الواحد!
وبحسب المصدر وجد بعض الغزاويين أنه يمكنهم الخروج من القطاع إلى مصر إذا توفر ما يكفي من المال. حيث تجبر سلطات السيسي الفرد الواحد الذي يريد الخروج على دفع نحو 10 آلاف دولار أمريكي، ويضطر بعضهم لطلب المساعدة عبر الإنترنت لعلاج أبنائه.
ونقلت “بلومبيرغ” شهادة سيدة تدعى ياسمين ذكرت أنها إحدى هؤلاء اللواتي أردن الخروج من القطاع. وقالت إنها جمعت 28 ألف يورو (31 ألف دولار)، وأخرجت والدتها وشقيقاتها الثلاث وابنة أختها إلى مصر.
وأشارت ياسمين إلى أنها دفعت 6500 دولار عن كل شخص “عبر مُنسِّق” مع المسؤولين المصريين الذين يتقاضون الرشاوى.
وعن ذلك علقت السيدة التي رفضت الكشف عن اسم أسرتها خوفاً على أفرادها من الانتقام: “أختي مريضة وهي الآن بالمستشفى ولولا التنسيق لا نعرف ما كان سيحدث لها”.
وتؤكد ياسمين حالها حال الآلاف في غزة، أن تلك كانت الطريقة الوحيدة للخروج من القطاع. فيما تنكر السلطات المصرية ذلك رغم تأكيد تقارير عديدة هذه الممارسات.
-
اقرأ أيضا:
مفاجأة كشفها عن معبر رفح.. محامي إسرائيل يؤكد مشاركة السيسي بحصار غزة (فيديو)
إنكار لمسؤولي السيسي
ويقول مسؤولو سلطات السيسي مثل ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إنه لم يتم تحصيل أي رسوم إضافية رسمياً من القادمين من غزة.
ورفض رشوان الشهادات التي تتحدث عن فرض رسوم للسماح بعبور الفلسطينيين إلى قطاع غزة.
ويتناقض حديث رشوان مع عشرات بل مئات الشهادات والتقارير التي تؤكد واقعاً مختلفاً حسبما ذكرته “بلومبيرغ”.
ومن تلك الشهادات ما ذكرته “آية” التي وصلت إلى غزة من الإمارات، وهي حامل في الصيف الماضي وأنجبت طفلتها الأولى في القطاع.
وقررت آية البقاء مع عائلتها لفترة؛ وبعد شهر اندلعت الحرب وفرَّت آية ووالداها وإخوتها وابنتها المولودة حديثاً أكثر من مرة قبل أن تصل إلى مدينة خان يونس الجنوبية.
وهناك أصيبت السيدة بشظايا ونُقلت إلى المستشفى، وتروي كيف بدأت عائلتها مفاوضات لإخراجها للعلاج في المستشفيات المصرية.
قوائم مشبوهة
وأوضحت آية أن الوسيط طلب مبلغ 13 ألف دولار لإدراجها وطفلتها في القائمة، وبعد مساومات خُفض المبلغ إلى 10 آلاف دولار.
وأضافت آية: “زوجي أخذ قرض لدفع المبلغ وحين ظهر اسمها في القوائم التي قدمتها مصر إلى إدارة معبر رفح في الجانب الفلسطيني تمكنت السيدة أخيراً من المغادرة.
ووفق “بلومبيرغ” فإن آلية إدراج الأسماء في تلك القوائم لم تكن واضحة.
-
اقرأ أيضا:
“كوهين مصر”.. مصرية تفضح السيسي:”لبستنا العار وبتسرق الفلسطينيين” (فيديو)
وانتشرت عشرات الحملات عبر الإنترنت ظهرت مع الأخبار حول “التنسيق” الباهظ الثمن، لإنقاذ حياة العديد من المرضى الذين يحتاجون لدعم طبي عاجل.
وبالرغم من فتح المعبر بصورة أكثر انتظاماً، من الأحد إلى الخميس خلال الأعوام الماضية كان عبور الحدود يقتصر على بضع مئات من الأشخاص يومياً.
ويضطر عشرات الآلاف من الراغبين في الخروج إلى التسجيل قبلها بأسابيع أو أشهر لدى السلطات التي تدير المعبر.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد ذكرت حول ذلك أن بضع مئات فقط من الجرحى، تمكنوا من المغادرة إلى مصر للحصول على رعاية طبية متقدمة عبر معبر رفح.