وطن – “لننسَ جمال خاشقجي، الصحفي الذي قُتل بوحشية في قنصلية سعودية، وجميع زملائه الذين تعرضوا للسَّجن أو الرقابة أو المضايقة في السعودية ولنتجاهل حقوق المرأة ومجتمع الميم في المملكة؛ ولنغض النظر عن القتل الجماعي بحق المهاجرين على الحدود السعودية-اليمنية. انظروا هناك، السعودية تستضيف كأس السوبر، وإنتر ميلان، وريال مدريد.. إنها دولة تضم كريستيانو رونالدو ونيمار، وليست دولة القمع والانتهاكات الحقوقية المتفشية”.
هكذا استهلّت منظمة هيومن رايتس ووتش، تقريرًا لها تحدثت فيه بشكل مفصل، عن استخدام الحكومة السعودية لكرة القدم الأوروبية لغسل سمعتها.
وقالت المنظمة، إن الغسيل الرياضي يعمل على تلميع سمعة السعودية عبر استضافة الأحداث الرياضية الكبرى التي تجتذب اهتماما إعلاميا إيجابيا واسع النطاق بهدف صرف الانتباه عن انتهاكات الدولة المضيفة.
وأضاف التقرير أن السعودية تنتهج هذا الأمر، منذ عدة سنوات، وتعتزم الاستمرار في هذا الأمر.
استضافت المملكة مؤخرا كأس السوبر الإسبانية لكرة القدم للرجال، وهي على وشك استضافة كأس السوبر الإيطالية، وهما مثالان على أحداث رياضية وغير رياضية عديدة تستضيفها السعودية ضمن “رؤية 2030”.
وأشارت المنظمة، إلى أنّ هذا الأمر يندرج في إطار برنامج بمليارات الدولارات يدعمه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بهدف تنويع اقتصاد البلاد وإعادة تأهيل صورة المملكة.
وفي مايو / أيار الماضي، أصدر مدافعون عن حقوق الإنسان، ونشطاء، ومثقفون سعوديون “الرؤية الشعبية للإصلاح في المملكة العربية السعودية”.
وتتضمن هذه الوثيقة، سلسلة من المبادئ والإصلاحات التي ينبغي أن تشكل الأساس لتكون السعودية دولة تحترم الحقوق.
-
اقرأ أيضا:
“تبييض صورة المملكة”.. مسؤول سعودي يعترف بالهدف من إنفاق المليارات على كرة القدم
وتضمنت الوثيقة، مطالب بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، واحترام الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات، وتعزيز حقوق المرأة والوافدين والأقليات الدينية، وإلغاء التعذيب وعقوبة الإعدام، وإصلاح نظام العدالة، وإعادة توزيع ثروات البلاد.
لكن بدلًا من الامتثال لالتزاماتها الحقوقية وبدء حوار مع الأطراف في المجتمع المدني، قمعت السلطات السعودية جميع أشكال المعارضة.
واختارت السلطات، بدلًا من ذلك الاستثمار في الحملات والفعاليات الرياضية وغيرها التي تغسل سمعتها.
وبعد حصولها بالفعل على حقوق استضافة معرض “إكسبو 2030” و”دورة الألعاب الآسيوية 2034″، قد تحصل الحكومة السعودية قريبا على حقوق استضافة كأس العالم لكرة القدم للرجال “2034، وكأس العالم للنساء 2035 ــ وهو أمر مدهش نظرا إلى معاملة النساء في المملكة، وفق التقرير.
وقالت المنظمة: “كرة القدم الأوروبية، الغارقة في الديون، تخاطر بجعل نفسها دُمية بأجر مرتفع في أيدي آلة الدعاية السعودية، ما يعزز تصور الحكومة السعودية بأن مكانتها على المسرح العالمي لن تتهدد جرّاء انتهاكاتها الحقوقية الصارخة – طالما استمرت في الاستثمار في الأحداث التي تصرف انتباهنا عنها”.