ابن سلمان يُعمق الأزمة بين الجارتين.. ما سر انقلابه على الجزائر وانحيازه لملك المغرب؟
شارك الموضوع:
وطن – أصدر الديوان الملكي السعودي قراراً ينحاز لصالح المغرب في أزمة “الصحراء الغربية” مع الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو الانفصالية، ويقضي بعدم استعمال الخرائط التي تُقسم أراض المغرب والامتناع عن استعمال لفظ “الصحراء الغربية” في كافة المؤسسات السعودية.
وجاء في نص القرار الذي احتفت به وسائل الإعلام المغربية التابعة لسلطات محمد السادس: “منع استخدام عبارة “الصحراء الغربية” أو خريطة المملكة المغربية المجزأة، والتأكيد على جميع الجهات بالالتزام بمقتضياتها”.
وقالت المصادر إن هذه التعليمات وجهت من السلطات السعودية إلى المسؤولين عن الجامعات ومؤسسات التدريب التقني والمهني، وجمعية الكشافة وإلى جميع المتدخلين في قطاع التعليم العالي والمهني والإلكتروني ومختلف المؤسسات في السعودية.
ما هو رد الجزائر؟
وتساءل متابعون عن الرد المتوقع من الجزائر بعد هذا القرار الذي لاشك أنه سيزيد من توتر العلاقات بين البلدين.
ما هي ردة الفعل العسكر الحاكم في #الجزائر ؟ بعد قرار #المملكه_العربيه_السعودية الشقيقة .#الصحراء_المغربية pic.twitter.com/GTpCRjHpsX
— khalidoo 🇲🇦 (@khali_d81) January 25, 2024
وكانت أزمة جديدة قد ظهرت على السطح بين السعودية والجزائر عام 2017، فجّرتها مباراة بين فريقيّ “عين مليلة” و”معسكر غالي”، في دوري الدرجة الثانية لكرة القدم، بعد أن رفعت الجماهير الجزائرية لافتة تجمع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس أمريكا حينها دونالد ترامب، ما اعتبرته المملكة “إهانة”.
وأظهرت اللافتة نصف وجهيّ العاهل السعودي وترامب، وأسفلها عبارة بالإنجليزية “two faces of the same coin”، أي (وجهان لعُملة واحد)، وإلى جوارهما صورة للمسجد الأقصى وأسفله عبارة (البيت لنا والقدس لنا)، ما أحدث سجالًا كبيرًا بين السعوديين والجزائريين على مِنصات التواصل الاجتماعي آنذاك.
وتطور الأمر ليعلن السفير السعودي لدى الجزائر سامي بن عبدالله الصالح وقتها، أنه “جاري التأكد من الأمر للقيام بما يلزم”. وقال في تصريحات للصحف السعودية “ننتظر رد السلطات الجزائرية بشأن التيفو المسيء للمملكة”.
وتفاعل مغاربة وجزائريون بشكل واسع في منصات التواصل مع القرار الذي يعد انحيازاً سعودياً كاملاً للمغرب دون أي اعتبار للطرف الآخر.
وعلق إبراهيم بتغريدة على منصة (إكس) كتب فيها: “لو إجتمعت كل “الدواوين الملكية” و معهم دواوين زحل و المريخ ستبقى التسمية القانونية والرسمية والشرعية لهذا الأقليم الغير محدد المصير هي : الصحراء الغربية..!”.
وأضاف المغرد أن من وصفه: “نظام المخزن (نظام محمد السادس) يعتبر محتل بالقوة لهذا الأقليم.. طال الزمن أم قصر الحل الوحيد لهذه المعضلة الأقليمية يكمن في تطبيق”.
وسخر أحمد غراب من القرار السعودي وكتب متندراً: “لم نعلم بعد أن مقر الأمم المتحدة والمؤسسات المنبثقة عنها قد أمسى مقرها مدينة الرياض ببلاد الحجاز بدلاً من نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية ، وتحت رعاية آل سعود حكام وأمراء بلاد الحجاز”.
ويشار إلى أنه في سبتمبر من العام 2017، وخلال لقاء جمع فريقي زامبيا والجزائر في إطار تصفيات كأس العالم 2018، رفعت الجماهير الجزائرية وقتها لافتة مضادة للمملكة.
وتعيد هذه الأزمات بين الرياض والجزائر إلى الواجهة خلافات سياسية تُعكّر صفو العلاقات بين البلدين منذ تسعينات القرن الماضي، على خلفية تباين مواقفهما حيال عدد من القضايا العربية والإقليمية، لاسيما في سوريا وليبيا واليمن.
مغاربة يتفاعلون
أما المغربي نورالدين كتب: “خطوة مهمة اتخدتها المملكة العربية السعودية بعد اعلان عن برقية موجهة إلى كافة المصالح الخارجية والاعلام والتعليمي تقضي بعدم استعمال مصطلح الصحراء الغربية أو خرائط المغرب مبتورة”.
وأضاف نور الدين: “يتوقع أن تلقى هذه الخطوة تأييدا إيجابيا من قبل دول الخليج وتلهمها لاتخاذ إجراءات مماثلة”.
وشكر متابعون مغاربة السعودية على الخطوة متسائلين: “هل الجزائر القوة الضاربة التي ستقطع علاقاتها مع السعودية وتسحب سفيرها أم لا؟”.
السعودية ترفض خريطة المغرب مجزأة
شكرا جزيلا للسعودية ملكا وشعبا على مواقفهم الصريحة
السعودية ارض الأنبياء و المغرب ارض الأولياء
فلا عجب إن يكون بين المملكتين هذا الود والإخاء
👈لنرى هل الجزائر القوة الظاربة سوف تقطع علاقاتها مع السعودية وتسحب سفيرها ام لا 🤔 pic.twitter.com/9119nZBFNZ— Leɛyun 🇲🇦 ۞ (@5_ersito) January 25, 2024
ورأى أحمد ذكي في تعليقه أن هذه الخطوة السعودية لن تغير شيئاً على أرض الواقع معلقاً: “هذا لايغير شيئا… تحت ضربات مقاتلي البوليساريو سترضخ كل الدول الي الامر الواقع….مثل ما وقع في اليمن اكثر من خمس سنوات تحت ضربات الحوثي آل سعود استسلموا”.
وكان ممثل المملكة العربية السعودية، حسن بن محمد العمري قد ذكر في مداخلة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أن “الرياض ترفض أي مساس بالمصالح العليا للمملكة المغربية أو التعدي على سيادتها أو وحدة ترابها الوطني” وفق زعمه.
وعبّر العمري عن دعم السعودية للجهود التي يقوم بها المغرب من أجل إيجاد حل سياسي واقعي لقضية الصحراء المغربية على أساس التوافق، بناء على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وتحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي أواخر عام 2015، كادت العلاقات بين الجزائر والسعودية تدخل مرحلة بالغة الخطورة، حد الاقتراب من القطيعة الكاملة؛ بسبب رفض الجزائر التعاون مع السعودية في مشاريعها لحصار ما وصفته بالتمدد الشيعي في المنطقة العربية، وقرارها الاستثمار في الأراضي الصحراوية وهي في حالة نزاع.
وكانت صحيفة “المغرب إنتليجنس”، تحدثت عام 2022 عن ظهور”توترات جديدة في العلاقة بين الجزائر والسعودية بسبب المغرب.
مضيفة في تقرير لها رصدته (وطن) آنذاك أنه “لا شيء يسير على ما يرام بين الجزائر والرياض منذ الإلغاء المفاجئ وغير المتوقع لزيارة ولي عهد السعودية، في نهاية يوليو 2022، بسبب رفض الجزائر كل مقترحات الوساطة السعودية في ملف “المغرب والصحراء”.