وطن – هزّت دولة النيجر خلال الأيام الماضية فضيحة تمثلت في محاولة تهريب 1400 كيلو غرام من سبائك الذهب كانت في طريقها إلى دبي، وتم ضبطها في مطار “أديس أبابا” بإثيوبيا.
والمفاجأة أن وجهة هذه الشحنة المهربة كانت إلى إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة، التي باتت تستميت في الحصول على الذهب من الدول الإفريقية مستخدمة سلاحي الرشوة والنفوذ، وظهرت مؤخرا فضائحها بهذا الأمر في السودان أيضا.
وتشمل الموارد الطبيعية في النيجر إضافة إلى الذهب اليورانيوم والنفط، الماس، الفحم، المياه الجوفية العذبة، ويقال إنّ أراضيها تدخّر الـكثير الغير المُعلن عنها.
تفاصيل ضبط شحنة ذهب مهربة كانت في طريقها لدبي
ووفق موقع “lanouvelletribune” الفرنسي فإن الكمية المضبوطة تبلغ قيمتها أكثر من 60 مليار فرنك إفريقي، ولم يُضبط مع الشحنة الضخمة وثائق رسمية بينما كانت الشحنة في طريقها إلى دبي.
وأثار هذا الاكتشاف المفاجئ العديد من التساؤلات حول أصل هذا الذهب وملكيته.
وأشار المصدر إلى أنه في مواجهة هذا الوضع، أمر الجنرال عبد الرحمن تشياني رئيس ما يُعرف بـ ” المجلس الوطني لحماية الوطن”، بتجميد جميع تصاريح التعدين الجاري تنفيذها في البلاد.
ويأتي هذا الإجراء الاحترازي في سياق متوتر، حيث يشكك الرأي العام في قدرة السلطات على السيطرة على قطاع التعدين. ويعتبر الإعلان عن تجميد التصاريح بمثابة رد مباشر على أزمة الثقة التي سببتها هذه الفضيحة.
ولفتت الصحيفة إلى أن تداعيات هذه القضية لم تقتصر على المجال السياسي، بل أثرت على المجال الإداري أيضا إذ تم إعفاء 82 موظفًا من مختلف الإدارات المعينين في مطار نيامي من مهامهم وإعادة توزيعهم.
وعلاوة على ذلك، أثارت هذه القضية سخط القسم النيجري في منظمة الشفافية الدولية، التي تشكك في إمكانية خروج مثل هذه الكمية من الذهب من المطار الرئيسي في البلاد دون أن يتم اكتشافها. مما أثار مخاوف جدية بشأن مدى الفساد والاتجار غير المشروع في قطاع التعدين في النيجر.
وإبّان الانقلاب، أوقفت فرنسا مساعداتها للنيجر وهي (120 مليون يورو في السنة، وكذلك ألمانيا التي كانت مساعدة مماثلة، وعند إيقافها قالت عناصر النظام القديم المتواجدون في فرنسا إن النيجر ستنهار خلال 3 أشهرٍ من دون المساعدات.
-
اقرأ أيضا:
الإمارات البوابة الرئيسية.. “رويترز” تفضح عمليات تهريب الذهب بالمليارات من إفريقيا
عمليات تهريب متكررة
وروى “إدريس آيات” الباحث في الشؤون الدولية والاستراتيجية والمتخصص في شؤون أفريقيا والشرق الأوسط، عن رئيس الجمارك في مطار النيجر أنّ كميات كبيرة معتادة من الذهب تخرج كلّ أسبوع دون تسجيل إما إلى فرنسا أو الإمارات، أو إلى دولٍ أخرى في آسيا.
•النيجر🇳🇪
•الإمارات🇦🇪
•فرنسا🇫🇷ضبطت عملية تهريب 1400 KLG من النيجر تم ضبطها بمطار إثيوبيا، وكانت وجهتها النهائية دبي الإماراتية.
بحسب السلطات قيمتها تزيد عن 60 مليار فرنك (100 مليون$).
أكّد لي رئيس الجمارك في مطار النيجر أنّ مثله يخرج كلّ أسبوع دون تسجيل إلى إما فرنسا،… pic.twitter.com/YheBBC7nIc
— Idriss C. Ayat 🇳🇪 (@AyatIdrissa) January 27, 2024
ووفقًا له، حاول رئيس المطار مرةً التحقيق في الذهب المهرّب من المطار دون ضرائب أو تفتيش، فاتصل رجل الأعمال الفرنسي من المطار بالقصر الرئاسي، وفي اليوم الثاني تم فصله عن عمله، من قبل الحزب الحاكم السابق حزب تاريا ( للرئيس محمدو إسوفو/ محمد بازوم)، ولم يتوقف هذا التهريب أو يكتشف إلا بعد هذا الانقلاب المثير للجدل!.
نهب ثروات البلدان
وأضاف المصدر أن الإعلام الغربي كان يصور دولة النيجر كأحد أفقر بلدان العالم لفترة طويلة. ولذلك، تظهر حوادث مثل اعتراض شحنات ذهب مهربة هذه بقيمة تتجاوز المائة مليون دولار أمريكي، والتي تحدث بشكل دوري، واقعًا مختلفًا عن هذه الصورة.
وتشير هذه الحوادث إلى وجود ثروات طبيعية هائلة في النيجر، مما يدحض الفكرة السائدة عن فقر البلاد.
وختم “إدريس آيات” تغريدته بقوله :”المؤسف في جميع ما سبق، هو أنّ دبي الإماراتية لحقت بالمدن التي تساهم في نهب ثروات البلدان المُفقّرة في أفريقيا!”
وأرفق آيات تغريدته بمقطع فيديو للكمية المضبوطة حيث ظهرت المئات من سبائك الذهب فوق طاولة داخل إحدى القاعات.
إتجار غير مشروع بالذهب
ووفقا لمبادرة الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية، صدرت النيجر رسميا 235 كيلوغراما من الذهب في عام 2022، بقيمة تبلغ نحو 10 ملايين يورو.
ومع ذلك، تكشف التحقيقات أن دولة الإمارات العربية المتحدة استوردت ما يزيد عن ذلك بكثير، بقيمة 457 مليون يورو من الذهب من البلاد، مما يسلط الضوء على فجوة كبيرة تعزى إلى الاتجار غير المشروع.
وتسلط هذه الفضيحة الضوء على التحديات التي تواجهها النيجر في تنظيم قطاع التعدين وفي مكافحة الفساد.