شعبيته تزداد.. MME: هكذا يواجه عمران خان غضب الدولة في باكستان
شارك الموضوع:
وطن – سلط موقع “ميدل إيست آي” البريطاني الضوء على قضية عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني السابق، بعدما قضت محكمة باكستانية بالحكم عليه وعلى زوجته بالسجن 7 سنوات لكل منهما في قضية زواج غير قانوني.
وذكر الموقع أن المواجهة السياسية بين رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان والمؤسسة العسكرية القوية في البلاد، دخلت مرحلة جديدة.
3 أحكام خلال أسبوع
وصدر بحق خان حكمين منفصلين بالسجن هذا الأسبوع – أحدهما لمدة 14 عامًا والآخر لمدة 10 سنوات – بتهم الفساد وتسريب أسرار الدولة، وصدر بعدهما حكم ثالث اليوم بتهمة أن زواجه غير قانوني.
كما حُكم على وزير الخارجية السابق شاه محمود قريشي ، أحد مساعدي خان، بالسجن لمدة 10 سنوات في قضية أسرار الدولة، التي دارت حول نشر “شفرة” دبلوماسية سرية أرسلها سفير باكستان لدى الولايات المتحدة .
وحكم على خان آب/أغسطس 2023 بالسجن لمدة ثلاث سنوات في قضية فساد أخرى، لكن محكمة الاستئناف علقت الحكم في وقت لاحق.
وشكك الكثيرون في صحة سلسلة التهم الموجهة ضد خان، إلى جانب عدالة محاكماته، التي شابتها مضايقات فريقه القانوني.
ومن المتوقع أن تتم تبرئة عمران خان في نهاية المطاف من جميع التهم، ولكن من الواضح أن هناك استراتيجية تعمل على خلق حلقة من القضايا الجنائية حوله تدريجياً.
وبات جلياً حسب “ميدل إيست آي” المساعي التي تعمل عليها أطراف سياسية في باكستان لكي يظل خان غارقاً في قضايا أخرى حتى لو تمكن محاموه من إسقاط بعضها.
حقائق سياسية في باكستان
و يسلط ذلك الضوء على الحقائق السياسية على الأرض في باكستان، حيث لا يزال خان وحزبه يتمتعون بشعبية كبيرة وأهمية سياسية.
وبعد إقالة خان من السلطة في أبريل 2022، ظهرت مرونته في مواجهة الشدائد وصموده دون التحرك المعتاد للزعماء حول العالم الذي يعمدون في مثل حالاته إلى عقد صفقة سياسية ومغادرة البلاد.
وأدى هذا السلوك إلى رفعه بين الناخبين وتحويله إلى إلى شخصية ذات مكانة كبيرة في البلاد، خاصة بعد الفشل الذريع لخليفة خان في توفير الإغاثة الاقتصادية للبلاد من التضخم الهائل.
وأدى القمع المستمر لمؤيدي خان إلى زيادة التعاطف مع رئيس الوزراء السابق، حتى بين الدوائر الانتخابية التي ربما عارضت سياساته.
-
اقرأ أيضا:
بعد حبسه 7 سنوات .. صور زوجات عمران خان الثلاث وقصته مع كل واحدة
أثر كبير في مواجهة خان للمؤسسة العسكرية
وكان لموجة الدعم التي تلقاها خان أثراً كبيراً على صاحب المصلحة الرئيسي في السلطة في باكستان: المؤسسة العسكرية.
وبدلاً من إلقاء اللوم على خصومه السياسيين في إقالته من السلطة، قال خان إن الجيش، المدعوم من الولايات المتحدة، هو المسؤول عن سقوطه.
واستندت حجة خان إلى محتويات الشيفرة التي تكمن في قلب قضية أسرار الدولة، والتي يُزعم أن مسؤولاً أمريكياً أثار فيها المخاوف مع الباكستانيين بشأن زيارة خان لروسيا – وهي القضية التي أدت إلى تعقيد العلاقات الثنائية.
وهذا ما جعل الجيش في النهاية لاعبًا أساسيًا في الملحمة السياسية، حيث أصبح خان قوة سياسية تواجه جيش البلاد.
تحدي هيكلي لدور الجيش
وقد أوضح اعتقال خان العام الماضي، أن سياساته وخطابه يشكلان تحديًا هيكليًا لدور الجيش وامتيازاته.
وشهدت باكستان موجة عارمة من الاحتجاجات الغاضبة العام الماضي حيث خرج أنصار عمران خان، عقب اعتقاله في قضية فساد، وقاموا بأعمال احتجاج عنيفة لأيام عدة، وهاجموا منشآت عامة وعسكرية.
ووفق “ميدل إيست آي” فإن ما جرى مع عمران خان من قضايا يسلط الضوء على الوضع المتدهور للنزاهة القضائية في البلاد، وهو الأمر الذي أبرزته بشكل أكبر الاستقالات الأخيرة لكبار القضاة .
ذكر الموقع أنه ربما لن يكون الحكم الأخير الصادر بحق خان هو الحكم الأخير. وقد يواجه اتهامات جديدة. لكن توقيت الأحكام الأخيرة تم تصميمه بعناية لإضعاف عزيمة قاعدة ناخبيه في يوم الانتخابات، إلى جانب إرادتهم في تحدي أي مخالفات انتخابية محتملة.