وطن – قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إنه بينما تخوض إسرائيل والولايات المتحدة مفاوضات شاقة لإنهاء الحرب على غزة وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فإن هناك عقبة كبيرة تتمثل في وزير الأمن القومي، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
وأضافت أن بن غفير اكتسب شهرة منذ توليه منصب وزير الأمن القومي قبل عام. وكان أعلن أن اليهود هم الملاك الشرعيون لـ”أرض إسرائيل”، وهو ما أضاف بعداً مثيراً للجدل إلى المباحثات الجارية.
وكان من ضمن تحركات إيتمار بن غفير الأخيرة قيادة حملة لتوزيع بنادق هجومية على المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وبرر هذه الخطوة بأنها إجراء دفاعي لصد أي هجمات مشابهة لهجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت الصحيفة إن الوزير اليميني المتطرف يحظى الآن بدعم كافٍ داخل الائتلاف الحاكم، ليشكل تحدياً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي تصريحات لافتة، حذر بن غفير من أنه سيعارض أي صفقة مع حماس لإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين المحتجزين بتهمة “الإرهاب” أو إنهاء الصراع قبل هزيمة حماس هزيمة كاملة، كما قال.
وأضاف أن بنيامين نتنياهو على مفترق طرق، وعليه أن يختار الاتجاه الذي سيذهب إليه
موقف بن غفير يضع نتنياهو في مأزق
أوضحت الصحيفة أن هذا الموقف يضع نتنياهو بين مطرقة الجهود الدولية الداعمة للتوصل إلى حل سريع للحرب، بما يشمل مفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وسندان الضغوط المتنامية داخل الفصائل اليمينية المتطرفة في إسرائيل.
وأفادت بأن جزءاً كبيراً من الإسرائيليين، خاصة في التيار اليميني، يرى أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول يمثل فرصة لرسم مسار جديد لإسرائيل.
وأشارت إلى أن هذا المسار يعتمد على استيطان قطاع غزة الذي مزقته الحرب، وهو ما يشكل تناقضاً صارخاً مع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لإجراء مفاوضات حول إنشاء دولة فلسطينية.
ويقترح الوزير اليميني المتطرف إقامة مستوطنات إسرائيلية في غزة وتقديم حوافز مالية للفلسطينيين ليخرجوا منه، ويتماشى هذا المقترح مع أفكار الإسرائيليين اليمينيين، فيما يضيف تأثير بن غفير داخل الائتلاف الحاكم تعقيداً إلى عملية صنع القرار بالنسبة لنتنياهو، كما ذكرت الصحيفة.
بن غفير يهاجم بايدن
وقال بن غفير أيضاً، إنه يعتقد أن إدارة جو بايدن تعرقل جهود الحرب الإسرائيلية، وإن المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب سيمنح إسرائيل حرية أكبر لقمع حماس.
وبحسب الصحيفة، يفاقم هذا الانقسام الأيديولوجي المعضلة التي يواجهها نتنياهو، الممزَّق بين ضرورة التوصل إلى حل، وخطر تعرضه لعزلة على الساحة الدولية، وفقدان الدعم المحلي إذا سحب بن غفير تأييده له.
وقال يوهانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي في القدس: “بن غفير له تأثير كبير على نتنياهو. وآخر ما يحتاجه نتنياهو إجراء انتخابات مبكرة، وبن غفير يدرك ذلك”.
وبينما يعجب البعض بالنهج الشعبي الذي يتبناه الوزير اليميني المتطرف، يعتبره منتقدون شخصية استفزازية مستعدة لتصعيد الصراعات لتحقيق مكاسب شخصية، وفق “وول ستريت جورنال”.
وقال مسؤول في المعارضة الإسرائيلية: “حين يفتح بن غفير فمه، يتسبب في جدل عنيف يجعل من الصعب علينا خوض الحرب وإعادة المحتجزين إلى الوطن”.
وأشار إلى أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة تفكران الآن في الاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية رغم المعارضة الإسرائيلية للفكرة.