في أفغانستان.. أحدث شركاء إيران من السُنة

“وطن – ترجمة خاصة”- قالت صحيفة هآرتس العبرية إن البراغماتية الإيرانية كشفت الأسبوع الماضي عن العلاقات بين المعتدلين والمحافظين في البرلمان الجديد، واستعداد طهران للتعاون مع حركة طالبان ضد داعش، مما يسمح لإيران بزيادة نفوذها في المنطقة.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن أن هذا الأسبوع جيدا للبرلمان الإيراني، حيث انتخب مرة أخرىعلي لاريجاني رئيسا لمجلس النواب ليبدأ فترة ولاية ثالثة على التوالي. كما أن النائبان له يتنتميان إلى فصيل إصلاحي، سيعمل جنبا إلى جنب مع 17 امرأة، مقابل أربعة فقط في عام 1984.
ولفتت إلى أن لاريجاني شقيق صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية في إيران، وشقيقه الثالث جواد لاريجاني الذي درس الفلسفة والرياضيات ويخدم خامنئي كمستشار للسياسة الخارجية جنبا إلى جنب مع علي أكبر ولايتي.
وأوضحت هآرتس أن علي لاريجاني واحد محافظا ولكن ليس متطرفا، ولديه اتصالات جيدة مع الإصلاحيين بزعامة الرئيس حسن روحاني، وأعرب عن تأييد علني أثناء وقوفه إلى جانب الرئيس في أي مفاوضات بشأن اتفاق نووي والعمل على إسكات المعارضين للاتفاق.
وشددت هآرتس على أن فهم هذه الروابط الأسرية أمر مهم ليس فقط لرسم شجرة العائلة الخاصة بالقيادة الإيرانية، لكن هي أساس لدحض التصور القائل بأن إيران تدار بشكل خاص من قبل المرشد الأعلى، وفقا لعقيدة جامدة وموحدة.
وبالإضافة إلى ذلك، تتم عملية صنع القرار بطريقة خطية من أعلى إلى أسفل، لذ يمكن للمرء أن يتصور، على سبيل المثال، عندما يلتقي أخوة لاريجاني لتناول العشاء ليس فقط يعبرون عن رأيهم حول الطعام، ولكن يتناقشون معا لصياغة مواقف لتقديمها للمرشد الأعلى.
وأوضحت هآرتس أنه خلال هذا الأسبوع تم الكشف عن تعاون إيران مع طالبان في أفغانستان لتكون بمثابة قوة عازلة لمنع داعش والقاعدة من الضرر بإيران أو اختراق أراضيها، رغم أن كانت حركة طالبان قبل ذلك من ضمن أعداء إيران، حيث كانت قد ساعدت طهران مقاتلي تحالف الشمال في أفغانستان ضد الحركة عندما كانت طالبان في طريقها للاستيلاء على حكم البلاد.
وطبقا لهآرتس كانت ترى إيران حركة طالبان تشكل تهديدا للأيديولوجية الدينية الخاصة بإيران، لذا تعاونت مع الولايات المتحدة في حرب غير معلنة ضدهم بعد احتلال أفغانستان في عام 2001، مؤكدة أن إيران لا تخجل من التعاون العسكري مع المتطرفين طالما أنها تخدم مصالحها.
وقالت الصحيفة إن اتصالات طالبان مع إيران خلال الوقت الراهن تأتي لسبب آخر، حيث إنه من المهم من الناحية الاستراتيجية أنها لا تسمح للسعودية بالتأثير على الحكومة الأفغانية، وهذا يعد مثالا آخر لاستراتيجية إيران للاختراق من خلال الشقوق وكسر المنظمات المحلية، عبر الحروب أو العمليات السياسية ويتم ذلك في اليمن، وأيضا في الجبهة الفلسطينية من خلال علاقاتها مع حماس، على الرغم من أن المنظمة خاصة بأهل السنة.