بعد عبث الإمارات فيها.. كيف يبدو المشهد في ليبيا بذكرى ثورة 17 فبراير 2011؟
شارك الموضوع:
وطن – لا تزال ليبيا في الذكرى الـ 13 لاندلاع الثورة فيها تعاني لوضع أسس دولة ديمقراطية حديثة ومزدهرة، فكيف يبدو المشهد فيها بعد ثورة 17 فبراير/شباط 2011.
أطاحت ثورة 17 شباط/فبراير بنظام معمر القذافي عام 2011 ضمن موجة ثورات الربيع العربي، بعد اندلاع الثورة في تونس ومصر.
ولا يزال الليبيون في كل عام يتذكرون أجواء النصر والفرح الذي عمّ أنحاء بلادهم بعد مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي في أكتوبر/تشرين الأول 2011.
وكان الهدف من هذا الحراك الانتقال بليبيا إلى مرحلة جديدة تؤسس للحرية والعدالة والديمقراطية بعد الإطاحة بنظام الرجل الواحد.
في مثل هذا اليوم .. لم ولن أنسى شباب مدينة أجدابيا في الساعات الأولى من يوم #17_فبراير.. المد العفوي للشعب يتقدمهم طليعة الشباب .. بين الإثارة والذهول قمت بإلتقاط هذه الصور لهؤلاء الشباب.. أبناء اللحظة الأولى .#ليبيا pic.twitter.com/mIRm4SiUK9
— منصور عاطي Mansour Atti (@MansourAtti87) February 17, 2024
وعن ذلك كتب منصور عاطي: “في مثل هذا اليوم .. لم ولن أنسى شباب مدينة أجدابيا في الساعات الأولى من يوم 17 فبراير.. المد العفوي للشعب يتقدمهم طليعة الشباب .. بين الإثارة والذهول قمت بإلتقاط هذه الصور لهؤلاء الشباب.. أبناء اللحظة الأولى”.
المجلس الوطني الانتقالي بعد الإطاحة بالقذافي
وقد تشكّل في سبيل ذلك المجلس الوطني الانتقالي برئاسة المستشار مصطفى عبد الجليل ليكون الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي وواجهة للثورة الشعبية المتواصلة.
ورغم بوادر إيجابية تشير إلى إمكانية انعقاد حل قريب وشامل لا تزال ليبيا تعاني من بوادر الصراع السياسي وانسداد الأفق.
وتم التحضير في ذلك الوقت لأول انتخابات تشريعية حرة ديمقراطية لطالما غابت عن ليبيا لأكثر من 4 عقود.
و انعقدت تلك الانتخابات في يوليو/تموز 2012 لانتخاب 200 عضو للمؤتمر الوطني العام بمشاركة نحو مليوني و900 ألف ناخب.
وكتب بدر شنيبة عن ذكرى الثورة الليبية في 17 فبراير: “ثورة فبراير مبادئ بإذن الله ستتحقق يوما ما بسواعد شبابها أو على أيدي الأجيال القادمة. لن ننسى تلك الشمعة التي أنارت ظلمة أيامنا”.
ثورة فبراير مبادئ بإذن الله ستتحقق يوما ما بسواعد شبابها أو على أيدي الأجيال القادمة.
لن ننسى تلك الشمعة التي أنارت ظلمة أيامنا.#ثورة_17_فبراير #ليبيا pic.twitter.com/S2AlCUmUnc— Bader Shniba بدر شنيبة (@BaderShniba) February 17, 2024
انتخابات 2014 والانقسام الداخلي
وفي يونيو من العام 2014 جرت انتخابات أعضاء هيئة تأسيسية، لصياغة مشروع دائم للبلاد، وجرت في الشهر نفسه انتخابات مجلس النواب.
لكن الانقسامات كانت حائلاً لاكتمال الإنجازات الديمقراطية وعائقاً أمام أي أمل في التوصل إلى اتفاق يحقق التغيير الذي حلم به الشعب في 17 فبراير.
لم تتمكن ليبيا حتى الآن من صياغة دستور دائم وتشكيل مؤسسات دولة موحدة، بينما يستمر الصراع بين حكومتي الغرب والشرق رغم أن الأولى تحظى باعتراف دولي.
شارعنا 2011 في الصفوف الاؤلى الحماس والخوف يملأ قلوبنا لم نتلقى لا تعليمات من الغرب ولا غيره حركنا شعورنا بالأخوة مع الذي يقتلون في بنغازي وكانت الهتافات فداءً لبنغازي ولم ننادي بإسقاط النظام الا عندما اثخن في قتلنا
(وتحية لجماعة الدعم كانو حنينين قدام الامن الشعبي والمطوعين pic.twitter.com/6N9fC5rr6x
— عادل خصيب🇱🇾 (@kaseb_adel) February 15, 2024
فراغ سياسي ودستوري في ليبيا
أدى إخفاق البرلمانيين في وضع دستور للبلاد إلى فراغ سياسي ودستوري، استغلته الثورة المضادة بقيادة الجنرال المدعوم من الإمارات خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا.
وعمل خليفة حفتر على تقسيم المؤسسة العسكرية، وحاول السيطرة على الثروة النفطية ما أدى إلى انهيار الاقتصاد، واشتعال حروب أفقرت الشعب وتسببت في انتشار الفوضى في كافة أنحاء البلاد.
ووجد الليبيون أنفسهم في الوقت الحالي أمام حكومتين هما: حكومة الوحدة الوطنية “مدعومة دوليًا”، والحكومة التي يدعمها مجلس النواب بعد سنوات من الحروب والاشتباكات الدامية.
وشهدت ليبيا تقلبات سياسية واجتماعية عديدة أدت إلى تعاقب عدة حكومات على إدارة شؤون البلاد، بعضها لم يتم الاعتراف بها دوليًا.
17 فبراير 2011، يوم الانطلاق، وبإذن الله سنحقق دولتنا المدنية التي ننشدها، كل عام وأحرار ليبيا بخير 🇱🇾 pic.twitter.com/ogKLOqUGIJ
— رمضان البركي (@r_elbraki) February 17, 2024
التدخل الإماراتي في ليبيا
وكان التقرير السنوي للجنة العقوبات الدولية عام 2017 قد أكد خرق دولة الإمارات وبصورة متكررة نظام العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا، من خلال تجاوز حظر التسليح المفروض عليها.
قدمت أبوظبي للانقلابيين على الشرعية كحال دول عربية عدة مثل اليمن ومصر والسودان الدعم العسكري لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على أنها شحنات مواد غير قاتلة.
-
اقرأ أيضا:
هكذا نهبت الإمارات مليارات القذافي السرية.. تفاصيل تنشر لأول مرة عن الثروة الضائعة
وأدى هذا الدعم لزيادة قدرات قوات حفتر الجوية التي كان لها الدور الأكبر في تزايد أعداد الضحايا في النزاع الدائر في ليبيا.
أخبروا أبناء الشُّهداء بأن العيد عيدهم فبدماء #آبائهم صُنِعت أعيادنا#فبراير_ثورتي 🇱🇾✌🇱🇾❤#هلا_فبراير 🇱🇾🔥🇱🇾☝
17 فبراير يا أجمل تواريخ العمر#Dalal_Raffa pic.twitter.com/4TpzOUY9kC— دَلاَل🌸🔑❄🇱🇾 (@DalalRaffa) February 17, 2024
فشل في دخول طرابلس
ورغم دعم حفتر من روسيا والإمارات ومصر وتدخل قوات مرتزقة من فاغنر فشل الانقلابيون في دخول العاصمة طرابلس.
ولمنع استمرار دوامة العنف والحرب الداخلية توصلت الأطراف الليبية لتشكيل مجلس رئاسي بقيادة محمد المنفي، وحكومة الوحدة الوطنية الحالية بقيادة عبد الحميد الدبيبة.
لكن اندلعت خلافات متكررة بين حكومة الوحدة ومجلس النواب تسببت في عرقلة الانتخابات التي كانت مقررة نهاية العام 2021 وبقي الحال على ذلك حتى يومنا هذا.
-
اقرأ أيضا:
مشروع الإمارات في ليبيا سيدفن مع حفتر.. ابن زايد أمر حميدتي بإرسال مزيد من المرتزقة لنجدة جنرال أبوظبي
وفيما كانت تستعد حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها أممياً للاحتفال بذكرى ثورة 17 فبراير/شباط، أعلنت الحكومة المكلفة من مجلس النواب إلغاء الاحتفالات الرسمية بحجة التضامن مع ضحايا العاصفة دانيال التي ضربت مناطق ومدن الجبل الأخضر وكان لهذه الحكومة دور كبير في سقوط الضحايا.
تهنئ بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا الشعب الليبي بمناسبة ذكرى ثورة 17 فبراير وتظل ملتزمة بدعمه في سعيه لتحقيق مستقبل تملؤه الوحدة والسلم والإزدهار. pic.twitter.com/V38iqBvdBt
— EU in Libya (@EUinLibya) February 17, 2024
وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا تفاعلت مع ذكرى ثورة 17 فبراير بتغريدة جاء فيها: “تهنئ بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا الشعب الليبي بمناسبة ذكرى ثورة 17 فبراير وتظل ملتزمة بدعمه في سعيه لتحقيق مستقبل تملؤه الوحدة والسلم والإزدهار”.