بعد رصد أعطال في كابلات إنترنت بحرية.. هل بدأ الحوثيون استخدام السلاح الذي يرعب العالم؟

وطن – كشفت وكالة بلومبيرغ، أن كابلات الإنترنت البحرية قبالة سواحل اليمن التي تربط أوروبا بالهند لأعطال، ويتعين على شركة الاتصالات المالكة له إيجاد طريقة لإصلاحه في منطقة حرب.

وقال برينش باداياتشي، كبير المسؤولين الرقميين في شركة Seacom Ltd الجنوب إفريقية المسؤولة عن الكابل، إن الشركة اكتشفت عطلاً في الكابل يوم 24 فبراير.

وقدّر أن هذا العطل في مياه يتراوح عمقها بين 150 و170 متراً في منطقة يستهدف فيها الحوثيون السفن بالمسيرات والصواريخ.

وأشارت الوكالة إلى أن هذا الحادث يسلط الضوء على مدى ضعف البنية التحتية البحرية الحيوية، خاصة في البحر الأحمر الذي يضم قرابة 16 منظومة كابل تربط أوروبا بآسيا عبر مصر.

وبينما تمكنت شركة Seacom من إعادة توجيه اتصالات الإنترنت سريعاً إلى كابلات بديلة، يتعين عليها إيجاد طريقة للتغلب على مشكلة إصلاح الكابل في منطقة حرب، بحسب “باداياتشي”.

وتتعاون الشركة مع شركة إصلاح الكابلات المملوكة لمؤسسة الإمارات للاتصالات لدراسة كيفية تأمين السفينة التي ستتولى إصلاح العطب وما إن كانت ستحتاج إلى حراسة عسكرية أو حراسة مسلحة، وقال باداياتشي: “وقف محتمل لإطلاق النار في المنطقة قد يوفر فرصة جيدة لإصلاح العطب”.

سبق أن هدد الحوثيون عبر الشبكات الاجتماعية بتخريب الكابلات البحرية المهمة، ولكن لا دليل يشير إلى نجاحهم في ذلك.

وفقاً للجنة الدولية لحماية الكابلات، فالجزء الأكبر من أعطال الكابلات تنتج عن معدات الصيد مثل شباك سفن الصيد أو المراسي التي تُسحب في قاع البحر، فيما قال باداياتشي: “من السابق لأوانه معرفة إن كان ذلك عملاً تخريبياً، لن نعرف إن كان أحدهم قد قطع الكابل إلا بعد أن نرفعه”.

ومنذ بدء هجمات الحوثي في البحر الأحمر، أثيرت مخاوف واسعة من أن استهداف الكابلات البحرية لما يمكنه أن يؤدي ذلك إلى حدوث شلل واسع.

وشرايين الاتصال الرئيسية العالمية تمر عبر قاع المحيط الهندي ومياه بحر العرب قادمة من الهند، على طول سواحل شبه الجزيرة العربية وصولا إلى البحر الأحمر وقناة السويس ومن ثم البحر الأبيض المتوسط وشواطئ أوروبا.

ويُقدر خبراء أن ما لا يقل عن 95 بالمئة من البيانات والاتصالات الدولية تمر عبر أعماق البحار. وهو أمر مهم للغاية لأنه يمثل أمن المعلومات العالمية وخدمات المواطنين في كافة القارات.

مخاوف دولية

وسبق أن قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إنه وفيما كانت جل المخاوف منصبة على تأثير هجمات الحوثيين على سفن تعبر الممر البحري الاستراتيجي، بما في ذلك الشحن التجاري وتدفقات الطاقة عبر نقطة العبور الرئيسية بين قناة السويس والمحيط الهندي، فإن القلق ينصب على التهديدات المحتملة للبنية التحتية تحت سطح البحر الذي تحول خلال السنوات الأخيرة، إلى ساحة معركة المنطقة الرمادية.

وأشارت المجلة، إلى وجود “كميات هائلة من البيانات والأموال التي يتم تناقلها بين أوروبا وآسيا عبر حزمة من كابلات الألياف الضوئية التي تمتد عبر المنطقة التي ينشط فيها الحوثيون بشكل أكبر.

وأكدت أن أكثر من 99 بالمئة من الاتصالات العابرة للقارات تمر عبر الكابلات البحرية، وهذا لا يقتصر على الإنترنت بل يشمل أيضا المعاملات المالية والتحويلات بين البنوك. كما أن الكثير من إدارات الدفاع تعتمد على الكابلات أيضا.

Exit mobile version