وطن – ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو يوثق حادثة اعتداء عدد من الأشخاص على فتاتين شقيقتين بالضرب المبرح، بداعي الشرف في منطقة “تل السمن” بريف مدينة الرقة السورية.
وأظهر مقطع فيديو نشره موقع “الرقة تّذبح بصمت” مقطع فيديو بدا فيه أحد الأشخاص وهو ينهال بعصا بيده على فتاة ملقاة على الأرض، ثم يقوم بركلها بقدميه فيما شوهد شخص وهو يقف إلى جانبه.
تعذيب فتاة في سوريا
ووفق الفيديو الذي رصدته “وطن” يتابع تعذيب الفتاة قبل أن ينضم شخص ثالث ليقوم بضرب الفتاة التي كانت تستغيث.
ويرى شخص وهو ينزل من عربة صغيرة ” توكتوك” ويأخذ العصا من الشخص الأول ويواصل ضربها بوحشية.
ويسمع الفتاة وهي تصرخ “والله بنية” تصغير لكلمة بنت –في إشارة إلى عذريتها- ولكن المعتدون يواصلون تعذيبها، ولم ينشر مقطع لتعذيب الفتاة الأخرى لأسباب غير معروفة.
وفيما لم تعرف ملابسات ما جرى أو دوافع الأشخاص لتعذيب الفتاة علق حساب “الرقة تذبح بصمت” على مقطع الفيديو الصادم “تحت مسمى (الشرف) وبطريقة وحشية اعتداء مجموعة من الذكور بالضرب على فتاة في مطلع العشرينات في منطقة تل السمن بريف الرقة”.
-
اقرأ أيضا:
اعتقال المتورطين
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوى الأمن الداخلي “الأسايش” وهي سلطة الأمر الواقع في المنطقة اعتقلت المتورطين بالاعتداء الوحشي على الشقيقتين بداعي “الشرف” بريف الرقة، بعد انتشار شريط الفيديو المصور وسط مطالبات بمحاسبة مرتكبي هذا الفعل، فيما تواصل قوى الأمن الداخلي “الأسايش” ملاحقة شخص آخر.
وكشف ناشطون أن الشقيقتين اللتين تعرضتا للاعتداء هن “لينا عكلة الأحمد”، و”عائشة عكلة الأحمد”.
تبييض صفحة قسد
وما إن انتشر مقطع الفيديو المؤلم حتى تبارت وسائل إعلام قسد “قوات سوريا الديموقراطية” التي تسيطر على المنطقة والتي عرفت بجرائم انتهاك حقوق النساء وتجنيد الطفلات منهن من كل المكونات إلى تبييض صفحة قسد ومحاولة وصم المكون العربي بالجهل والتخلف والإرهاب.
وزعمت أن الأسايش –قوى الأمن الكردي- أنقذ الفتاتين وهما الآن لدى وحدات حماية المرأة.
وعلقت الناشطة الكردية “سيماف حسن” على حسابها بموقع “فيسبوك” أنه “طوال 55 ثانية متواصلة من الضرب بتصرخ البنت (أمانة) وبالآخر (والله بنية والله بنية) وبيصرخ الرجال (أضرب حيل أضرب أضرب)”.
وأضافت أن “الفاجعة “يلي طالعة من تل السمن”، القرية يلي ما بتبعد 30 كم عن مركز تواجد هيئات ومجالس تابعة للإدارة الذاتية على مستوى شمال شرقي سوريا هو نتيجة مباشرة للقوانين يلي بتنحط بس ما بتتنفذ، وتصوير الحادثة من قبل سواء المارة أو أحد أقارب الضحية ونشرها دليل على ثقة المجرمين أنو ما في روادع، انو اضرب .. يعني بهالبلد القانون رح يمشي عليك؟”.
وتناست الناشطة الكردية عشرات الجرائم التي ارتكبها عناصر المليشيات الكردية بحق النساء في المناطق التي تسيطر عليها في محاولة ممنهجة لتهجير العرب من هذه المناطق.
قتل واحتجاز
ووفق تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان صدر في تشرين الثاني 2023 عن الانتهاكات بحق الإناث في سوريا، فإنَّ ما لا يقل عن 28926 أنثى قد قتلنَ في سوريا منذ آذار 2011، 117 منهن تحت التعذيب، و11203 إناث لا يزلن قيد الاعتقال/الاحتجاز.
وذلك إضافةً إلى 11541 حادثة عنف جنسي استهدفت الإناث، وقتلت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” 279 أنثى منهن.