عضو بالعدالة والتنمية التركي يدعو لتسهيل هجرة السوريين لأوروبا.. لماذا؟

وطن – دعا سياسي تركي إلى تسهيل هجرة السوريين إلى أوروبا، وانتقد عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا “متين كولونك” سياسة الهجرة الحالية في البلاد، مشيراً إلى ضرورة إعادة النظر فيها، وإلغاء اتفاقية إعادة القبول مع أوروبا.

ودعا البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية متين كولونك، إلى عدم منع المهاجرين وخاصة السوريين في تركيا، من العبور إلى أوروبا.

وعبر منصة X، قال كولونك “إن أحد خطوط الصدع المهمة للزلزال الاجتماعي هو انتقال المهاجرين السوريين إلى نظام شبه مستقر، وتفكك نسيجنا الاجتماعي، فتركيا ليست حديقة المهاجرين في أوروبا”.

كولونك: اسمحوا للمهاجرين في تركيا بالعبور إلى أوروبا

متين كولونك طالب بضرورة إلغاء اتفاقية إعادة القبول الموقعة مع الاتحاد الأوروبي وإعادة المهاجرين إلى وطنهم، وأكد على ضرورة التخلي عن كل خطوة من شأنها أن تمنع السوريين من العبور إلى أوروبا.

وأضاف كولونك: “الإمبريالية لها يد في سفك الدماء في سوريا، وهي التي ستسفك الدماء ولن تخاطر، تركيا ليست مركز الهجرة للاتحاد الأوروبي، ونرى أيضًا الوجه المثير للاشمئزاز للإمبريالية في وسط أوروبا أيضا في غزة”.

وفي إشارة إلى اتفاق الهجرة مع الاتحاد الأوروبي،تابع السياسي البارز في العدالة والتنمية: “فلماذا نمنع إخواننا السوريين الذين يريدون مواصلة حياتهم في أوروبا؟ ونحن ندرك أنهم أسلموا أرواحهم للفكر الأوروبي الذي نشؤوا فيه، غريبين عن الأرض التي يتواجدون فيها، وهم كثر في كل مجالات الحياة، ولا تنسوا أن كل الدول القديمة في الأناضول انهارت مع موجة الهجرة”.

آلاف اللاجئين السوريين في السويد يستفيقون على قرار صادم للسلطات

وذكر كولونك أن:”الهجرات غير النظامية على وشك العودة إلى تركيا كسلاح، ولذلك يجب الانتباه”، مشيرا إلى أن “الحركات العرقية والعنصرية كان لها دور مهم في عملية تصفية الدولة العثمانية، وكانت الهياكل القومية العرقية والجهات الفاعلة المرتبطة بلندن في العلاقات الدولية هي الجهات الفاعلة الرائدة في رسم خريطة الشرق الأوسط اليوم”.

وأشار كولونك إلى أن هذه السياسات تسهم في “استنزاف وجود البلاد الذي يعود إلى ما قبل الميلاد”، مؤكداً أن الهجرة غير المنظمة تعرض الوجود التاريخي للبلاد للخطر.

حديقة المهاجرين

وبحسب موقع “hha” فقد دعا المسؤول التركي إلى إلغاء اتفاقية القبول المتبادل، مؤكداً أن تركيا ليست “حديقة المهاجرين لأوروبا”.

وأضاف: “لا تنسوا أن جميع الدول القديمة في الأناضول انهارت مع موجة الهجرة”.

وأردف: “علينا أن نتخلى عن كل خطوة من شأنها أن تمنع إخواننا السوريين من العبور إلى أوروبا.”

من الحماية إلى النبذ

وحتى عام مضى، كان حزب العدالة والتنمية الحاكم يحمي السوريين، وينظر إليهم في المقام الأول على أنهم عمالة رخيصة لا غنى عنها للاقتصاد التركي.

ومع ذلك، مع تضاؤل قبول المجتمع التركي للسوريين في ظل الأزمة الاقتصادية والتضخم والفقر، غيّر حزب العدالة والتنمية لهجته، وبات يطالب مثل الأحزاب المعارضة بترحيلهم.

ويؤثر المزاج العام على حركة اللاجئين، وفقاً لباحثين في مجال الهجرة. ويريد عدد متزايد الآن مغادرة تركيا، وخاصة إلى أوروبا.

عدم الأمان

وقال الباحث في شؤون الهجرة في جامعة أنقرة التركية “مراد أردوغان” بحسب موقع “dw” الألماني إن السوريين لا يرون مستقبلاً لأنفسهم في سوريا، لكنهم يشعرون بعدم الأمان في تركيا.

وقبل خمس سنوات، أراد واحد من كل أربعة سوريين مغادرة تركيا إلى بلد ثالث، وفقًا لمقياس السوريين. وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 55% في استطلاع لاحق.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، أجرى مراد أردوغان مسح “باروميتر السوريين”، الذي يدرس حياة الأتراك والسوريين ويلقي نظرة فاحصة على التعايش بينهم في تركيا.

وحاول الاستطلاع أيضًا تحديد ما إذا كانت سياسات اللاجئين التي تنتهجها مختلف الأحزاب تؤثر على كيفية إدلاء الناخبين بأصواتهم.

وقال مراد أردوغان “أجاب ما يصل إلى 60% من المشاركين بنعم”، مضيفاً أن قضية اللاجئين السوريين توفر للأطراف مجالاً واسعاً لترك بصمتهم، خاصة إذا كان السباق متقاربا.

Exit mobile version