“زملاء نيرة يكشفون حقيقتها”.. تفاصيل حملة مشبوهة تخوض في شرف طالبة العريش المتوفاة وعلاقتها بالنظام

وطن – لا تزال قضية طالبة العريش نيرة صلاح التي انتحرت بعد تعرضها لابتزاز من زملائها، تتصدر اهتمامات الرأي العام في مصر.

بالتزامن مع قرار النيابة العامة بتشريح جثمان نيرة، الطالبة بكلية الطب البيطري بجامعة العريش، للوقوف على أسباب الوفاة، انطلقت حملة على موقع إكس (تويتر سابقًا) للتدوين عن القضية تحت وسم “زملاء نيرة يكشفون حقيقتها“.

ونشرت منصة “متصدقش” تقريرا عن هذه الحملة، قائلة إن الهدف الأساسي للمشاركين في التدوين عبر الوسم، هو نفي تهمة الابتزاز عن شروق كمال، زميلة نيرة، والزعم أن الطالبة المتوفاة كانت على علاقة مع عامل “دليفري” اسمه “سمسم”، وأنها انتحرت لخوفها من امتلاكه صورًا خاصة بها.

ومن خلال تتبع هوية الحسابات المشاركة في الوسم، تبين أن هناك نشاطًا منسقًا لعشرات الحسابات -بعضها مؤسس حديثًا في 2024- انطلق في وقت واحد ابتداءً من يوم 2 مارس، اعتمادًا على تغريدة من مصدر مجهول، بالإضافة إلى نشاط سابق يربط هذه الحسابات بحملات إعلامية داعمة للحكومة المصرية.

وحتى مساء اليوم الأحد، وصل عدد التدوينات على هاشتاج “زملاء نيرة يكشفون حقيقتها” نحو 12 ألف تدوينة على منصة إكس.

وعلى عكس ما روج الوسم، لم تظهر صديقة أو زميلة للطالبة نيرة تتحدث أو تدون بوضوح عن علاقتها مع عامل الدليفري المزعوم، سوى التدوينة مجهولة المصدر.

وتشترك معظم الحسابات المشاركة في الترويج لهذا الوسم، في كونها حسابات وهمية، إذ لا يوجد بيانات شخصية وصور حقيقة لأصحابها، كما تتشابه في عدد متابعيها القليل، وتعتمد على كثافة النشر لخلق تريند.

تنشر هذه الحسابات نفس المحتوى بنفس التعليقات، كما تشارك تدوينات بعضها البعض، بطريقة أشبه بعمل اللجان الإلكترونية.

وتدور كثير من هذه الحسابات في فلك مجموعات تؤيد رئيس النظام عبد الفتاح السيسي والشرطة المصرية، وتهاجم المعارضين.

وفي نوفمبر 2023، وقبل أيام من بدء انتخابات الرئاسة التي فاز بها السيسي، تفاعل العديد من هذه الحسابات على وسم “السيسي رمز العروبة، ووسم “كمل مشوارك”.

وتضمن الوسم، نشاطًا واضحًا وحملة دعم وتأييد للسيسي في الانتخابات، مع عبارات تأييد مثل “كمل يا سيسي و إحنا في ضهرك”، “كل الدعم لسيادتك ياريس”.

  • اقرأ أيضا:
القصة الكاملة.. ابتزاز جنسي يدفع طالبة العريش لإنهاء حياتها داخل دورة مياه

وفي نفس الشهر، كان لهذه الحسابات نشاط آخر، وهو الهجوم على البرلماني السابق والمعارض المعروف أحمد الطنطاوي، بعد زواجه من الإعلامية رشا قنديل، حيث شاركوا صورًا لطنطاوي وقنديل، مصحوبة بعبارات وصور تحمل إيحاءات جنسية.

وفي مطلع العام 2024، وتزامنًا مع احتفالات عيد الشرطة في 25 يناير، تفاعلت هذه الحسابات على وسوم داعمة للشرطة مثل “الشرطة المصرية بر الأمان”.

ونشرت هذه الحسابات، مقاطع فيديو وصورًا واحدة، تظهر استعدادات قوات الشرطة، وتعاملها اللائق مع المواطنين.

وهذه الحملة مثّلت تطاولا على طالبة العريش نيرة صلاح المتوفاة وخوضا في شرفها، علما بأن المتهمة الرئيسية في الواقعة هي ابنة ضابط شرطة.

قرار النيابة العامة في واقعة طالبة العريش

وكانت النيابة العامة، قد أصدرت بيانًا بشأن وفاة نيرة صلاح الطالبة في كلية الطب البيطري بجامعة العريش.

وقالت النيابة، إن المتوفاة تعرضت لضغوط نفسية ناجمة عن قيام إحدى زميلاتها (المتهمة الأولى) بتهديدها بنشر مراسلات نقلتها خلسة من هاتف المتوفاة إلى هاتفها وأرسلتها إلى زميلها (المتهم الثاني) الذي قام بدوره بالتدوين على المجموعة التي تتضمن جميع طلاب الدفعة بالجامعة على تطبيق (الواتساب) بأن إحدى الطالبات (دون الإشارة إليها تحديدًا) لها مراسلات وصور خاصة بها مهددًا إياها بنشرها في الوقت الذي يختاره الطلاب على “الجروب” وصحب ذلك طلبه منها الاعتذار عما بدر منها من إساءة في حق المتهمة الأولى.

نيرة صلاح
حملة مشبوهة على تويتر تستهدف سمعة طالبة العريش نيرة صلاح بعد وفاتها

ووجهت النيابة العامة للمتهمين الاثنين تهمتي التهديد كتابة بإفشاء أمور تتعلق بالحياة الخاصة المصحوب بطلب “جناية” والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها “جنحة”.

وأمرت بحبسهما احتياطيًا على ذمة التحقيقات والتحفظ على الهواتف الخلوية الخاصة بهما و بالمجني عليها لاستيفاء الإجراءات نحوها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى