نظام المهداوي يكتب: الشيطان محمد بن زايد وحفظة القرآن

وطن – فرق بين ملامح الشيطان محمد بن زايد، والشيخ سلطان بن كايد القاسمي الذي أنهى محكوميته وهي عشر سنوات، في أسوأ معتقل في العالم ورفضت السلطات الإماراتية الإفراج عنه حتى يومنا هذا.

لكن ما هو الجرم الذي ارتكبه القاسمي وهو من العائلة الحاكمة في حق محمد بن زايد؟

بدأت القصة بعد الثورة المصرية، حين وجَّهت مجموعة منتمية لجميعة الإصلاح، وهي مؤسسة إماراتية مرخصة أسسها أبناء مكتوم في دبي ودعمتها السلطات الإماراتية، رسالة نصيحة لرئيس الإمارات وقتذاك، المغيب خليفة بن زايد، تطالبه بالتصدي إلى تغريب الشعب الإماراتي عن ثقافته ودينه وعروبته والتصدي لمظاهر الانحلال.

هذه الرسالة أذنت ببدء فصل جديد في الإمارات، تم فيه اعتقال خيرة أبنائها ومعظمهم كانوا محل تكريم من دولتهم وبعضهم حاصل على جوائز عالمية.

قامت السلطات الإماراتية، بتجريد بعض المعتقلين من مواطنتهم، وهو الأمر الذي دفع الشيخ سلطان القاسمي أن يدافع عن أعضاء جمعيته التي تم إغلاقها وعن جرم تجريد المواطنين من مواطنتهم في مقال نشره، ونال شهرة واسعة.

لم يمض يوم أو يومان على نشر مقاله “من أجل كرامة المواطن”، حتى تم اعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي، وهو ابن عم حاكم رأس الخيمة وترحيله إلى سجن الرزين في أبوظبي.

الشيخ سلطان بن زايد
الشيخ سلطان بن كايد القاسمي

فجأة، وجدت نفسي وسط هذه “المعمعة”، دون أن أعرف.. ملاحقات واتصالات وشتائم واتهامات، ووصل الحال إلى التحريض ضدي وضد صحيفتي لدى مكتب التحقيقات الفيدرالية “إف بي آي”.

الجرم الذي ارتكبته أنني نشرت، حين لم ينشر أحد، قصة الاعتقالات وترويع النساء واعتقالهن، وقصص المعتقلين الذين جردوا من مواطنتهم والتعذيب الشديد الذي يتعرضون له.

كما أجريت تحقيقاً صحفياً، لم أعثر فيه على أي دليل ضد المتهمين، سوى أنهم من حفظة القرآن الكريم، وأن الشيخ سلطان القاسمي كان معروف بدعمه لكل مدارس تحفيظ القرآن في الإمارات.

تخيل – أثابك الله – أن يسمح محمد بن زايد لشخص مثل هذا الشيخ أن يظل يمارس دعوته وهو المعروف عنه بأن كلمة الإسلام لوحدها تخرجه عن طوره.

لم تكن الرسالة النصيحة هي السبب بل كانت الشرارة في مطاردة خيرة شباب الإمارات من إسلاميين وغيرهم ممن يدافعون عن الحقوق، وبلغ عدد المعتقلين ما لا يقل عن 300 إماراتي وهو عدد كبير نسبياَ بالمقارنة مع عدد الإماراتيين.

بالطبع، التهمة الجاهزة لأي معتقل سياسي في وطننا العربي هي الإرهاب، بيد أن المجموعة الإماراتية وجهت لها تهمة مضحكة وهي محاولة الانقلاب على الحكم.

أنا لم أخرج من هذه “المعمعة” بعد، فقد اكتشفت من خلال هذه المنصة بأنه تم محاكمتي مع المجموعة نفسها وبتهمة تثير الضحك والتندر، وهي أنني جزء من المجموعة، وقدمت كافة الدعم لها، وأنني عضو مخضرم وقديم في “شبكة الإخوان العالمية”.

أعترف لكم بشيء.. أنا في حياتي لم أقابل إخوانياً، ولم أحاور صحفياً إخوانياً، وقضيت في الولايات المتحدة معظم سنوات عمري.

لعل هذا السبب الذي دفع المحامي الإماراتي حميد الكميتي، أن يسأل ضابط أمن الدولة الذي أدلى بشهادته ضدي في المحاكمة الشهيرة: هل أنت متأكد أن نظام المهداوي عضو مخضرم في جماعة الإخوان. قال الضابط: نعم. رد الكميتي: وما رأيك ان نظام المهداوي ملحد؟!

جاء الكميتي يكحلها عماها، واتهمني بالإلحاد والعياذ بالله، وأنا في محلي في لوس أنجلوس أتابع كل هذا، ولم تطأ قدماي أرض الإمارات في حياتي كلها، وما كنت ملحداً يوماً، ولا تبنيت أي فكر إسلامي أو علماني.

لكن لماذا الإمارات موجوعة مني إلى هذا الحد؟ ولماذا حاربتني على مدار عقود وما زالت تفعل؟ وما الذي أعرفه وتخشى أن أبوح به؟

سأخبركم بكل ما أعرف هنا تباعًا.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث