أردنية ارتدت عن الإسلام.. قصة أمينة المفتي أشهر جاسوسة عربية للموساد

By Published On: 7 مارس، 2024

شارك الموضوع:

وطن – أعادت وسائل إعلامية تسليط الضوء على الأردنية من أصل شركسي أمينة المفتي التي تعد أشهر جاسوسة عربية في الموساد.

وأمينة المفتي التي تركت الدين الإسلامي إلى اليهودية سنة 1967، أصبحت بعد وفاة زوجها الطيار في سلاح الجوي الإسرائيلي أشهر جاسوسة عربية.

وتسببت معلوماتها دون تنفيذ حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) العشرات من عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ووصفت بـ”لؤلؤة المخابرات الإسرائيلية” و اعتقلت عام 1975 وسجنت 5 سنوات، وتمت مبادلاتها مع أسيرين فلسطينيين.

معلومات عن أمينة المفتي

وأمينة داود محمد المفتي من مواليد يناير/كانون الثاني 1939 وهي ابنة تاجر مجوهرات توفيت عام 2008 ودفنت في الأردن.

والجاسوسة المذكورة ولدت في ضواحي العاصمة الأردنية عمّان لأسرة مسلمة ثرية من أصول شركسية.

انتقلت عائلة المفتي منذ عقود للاستقرار في الأردن، وتولى أفراد منها مناصب عليا في الدولة وعمها لواء في البلاط الملكي.

تعلقت بشاب فلسطيني الأصل يدعى بسام من أسرة متواضعة وصدمها قرار بسام قطع العلاقة معها لتضايقه من أنانيتها وغرورها وتقلّب طباعها.

أرسلتها أسرتها إلى النمسا لمتابعة دراستها الجامعية في تخصص علم النفس، وهناك انطلق جموحها وتمردها إلى عالم الإباحية والشذوذ والتفلت من كل القيود الأخلاقية.

وتجردت المفتي في فيينا من كل قيمها وتقاليد بلدها وتعاليم الدين الإسلامي، واختارت العمل في ورشة صغيرة للعب الأطفال بالموازاة مع الدراسة.

  • اقرأ أيضا:
وفاة انشراح موسى بالإكتئاب .. قصة أخطر جاسوسة مصرية عملت للموساد

التعرف على فتاة يهودية وترك الإسلام!

في ذلك البلد تعرفت على فتاة يهودية تدعى سارة بيراد، فباتت زميلتها في العمل وشريكتها في السكن وأمور أخرى.

انخرطت الفتاتان معا في ما عرف بـ”تيار الهيبيز” -وهي حركة نشأت في بداية ستينيات القرن الـ20 في الجامعة وترفض العادات والتقاليد السائدة في المجتمع وتدعو إلى الحرية الجنسية.

كما تعرفت على شقيق سارة الأكبر موشيه الطيار العسكري برتبة نقيب، ودخلت معه في علاقة عاطفية بعدما ساعدها في شراء شهادة دكتوراه مزورة في علم النفس.

عرض موشيه عليها الزواج شريطة التخلي عن دينها الإسلام واعتناق اليهودية، فوافقت دون تردد وتم الزواج رسميا في تلك السنة في معبد شيمودت بفيينا وغيرت اسمها إلى آني موشيه بيراد.

أقنعت أمينة المفتي زوجها بالالتحاق بجيش الاحتلال بعدما خافت من ملاحقة أسرتها لها، وسافرت معه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة (إسرائيل) واستدعتها جهات أمنية بعد أيام من ذلك.

الانزلاق إلى الموساد

وحققت الجهات الأمنية معها بشأن نشأتها في الأردن وعائلتها، وكيف تعرفت على زوجها، ونظرتها لإسرائيل ومشاعرها نحو الأردن وفلسطين ولأنها عبرت عن كراهيتها وحقدها على العرب وعدم اعترافها بالقضية الفلسطينية رُحّب بها وأعطيت عملاً.

وحصل موشيه على رتبة رائد طيار في سلاح الجو الإسرائيلي وخضع لتدريبات الاستطلاع الجوي لكن المدفعية السورية أسقطت طائرة زوجها من نوع “سكاي هوك” في أول طلعة استطلاع له في آخر يناير/كانون الثاني 1973.

ونزل الخبر على أمينة كالصاعقة وجن جنونها، لأنها لم تفقد زوجها فقط، بل باتت وحيدة طريدة من دون أسرة وقامت برحلات متعددة بين بيروت ودمشق ولم تصل إلى شيء يذكر حول حقيقة مقتل زوجها فاقتنعت بأن زوجها قتل.

وبعد عودة الجاسوسة الأردنية إلى فيينا وإنهائها إجراءات الإرث مع عائلة زوجها، حصلت على نصف مليون دولار وشقة في فيينا وضمانات لحماية أمنها.

ووجد جهاز الموساد في أمينة مواصفات العميلة والجاسوسة المطلوبة للعمل بين الفلسطينيين وقد جندت بسهولة، وخضعت لتدريبات بشأن متطلبات عملها من نقل الأخبار وتصوير وإرسال وتشفير والإفلات من المراقبة.

قدم لها الموساد تذكرة سفر إلى بيروت وكانت مهمتها جمع أخبار قيادات المنظمات الفلسطينية ورجالها وكل التفاصيل عنهم، وعلى رأسهم حسن سلامة المكلف بحراسة رئيس حركة فتح ياسر عرفات ورئيس أمن ومخابرات الحركة.

مذكرة أمينة المفتي

مذكرة أمينة المفتي

التسلل بين الفصائل الفلسطينية

وعملت على التسلل وسط الفصائل الفلسطينية، وتعرفت على القيادات تحت غطاء الطبيبة المتطوعة في ملاجئ الفلسطينيين، ووصلت إلى مكتب عرفات وأظهرت له حماسها للتطوع وتأييدها نضال المنظمة ومعركتها.

ومنحها عرفان تصريحا للدخول إلى جميع المواقع الفلسطينية، سواء العسكرية أو المخيمات ووصلت إلى حسن سلامة المكلف بأمن ومخابرات “فتح” وقوات الحرس الداخلي ومعرفة صورته وأسماء قيادات وعملاء المخابرات الفلسطينية في أوروبا.

وسألت أمينة المفتي سؤالا قاتلا لحسن كشفها فيها وهو عن أولاده فارتاب من أمرها، إذ لم يكن أحد يعرف أنه متزوج ولديه أولاد وطلب من رجاله في عمّان البحث عن معلومات عن الطبيبة أمينة المفتي، فأجابوه بأنها فعلا طبيبة أردنية درست في النمسا وغادرت بلادها بعد نزاع مع أهلها، فتبددت شكوكه ووثق بها.

لكن بلاغاً آخر أعاد شكوكه ليعيد وضع أمينة تحت المراقبة لفترة واتصلت أمينة على إثرها بتل أبيب، فطالبوها بالتخلص من جهازها والهرب، لكن المخابرات الفلسطينية عاجلتها واعتقلتها سنة 1975 ولم تجد في شقتها ما يدينها فقد أخفت كل شيء.

وبقيت أمينة معتقلة فيما التحريات عنها والتأكد من حقيقتها متواصلة، واستطاعت أجهزة سلامة الوصول إلى شقتها في فيينا، ووجدت مذكراتها التي كشفت كثيرا عن حياتها، ولا سيما زواجها من يهودي وسفرها معه إلى إسرائيل وعمالتها للموساد.

روايات متعددة عن نهاية أمينة المفتي

وطالب حسن سلامة بإعدامها لإخافة عملاء إسرائيل، لكن ياسر عرفات رفض ذلك واختار مبادلتها بأسرى فلسطينيين واللافت في قصتها أنها حاولت وهي في السجن التأثير على حارسها بعدما أقنعته بـ”براءتها” فحاول إخراجها من السجن، لكن أمره انكشف فأعدم بالرصاص في أكتوبر/تشرين الأول 1976.

وعن نهايتها تقول الروايات إن أمينة المفتي عادت إلى تل أبيب وانتهت علاقتها بالموساد ومنحت 60 ألف شيكل مكافأة وأُمّن عيشها وأمنها، وقيل إنه تم إجراء عملية لتغيير ملامحها ومنحت هوية جديدة ومنزلا في مستوطنة شمال حيفا بحماية أمنية مشددة خوفا من تهديد عائلتها.

وعاشت المفتي بقية حياتها وحيدة وفي حالة نفسية صعبة، لفشل كل محاولاتها تجديد الصلة بأسرتها وأهلها في الأردن، لأنهم اعتبروها في عداد الموتى.

وتقول رواية أخرى أن أمينة حصلت على جواز سفر أميركي بعدما عدلت معالم وجهها بعملية تجميلية وعاشت في تكساس، ورواية ثالثة بأنها انتقلت إلى جنوب أفريقيا منذ 1985 وأنجبت ولدا من ضابط روماني سمّته موشيه.

في حين تقول رواية رابعة أن أمينة انتحرت بحقنة داخل حجرتها في قسم الأمراض العصبية بمستشفى تل هاشومير بتل أبيب.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment