غزة ليست جائعة وحدها.. مأساة تنتظر ملايين السودانيين خلال أشهر
شارك الموضوع:
وطن – في الوقت الذي يعاني فيه أكثر من 2.4 مليون مواطن في قطاع غزة من مجاعة مرعبة جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع، تُثار مخاوف كبيرة من سيناريو مشابه في السودان الذي يشهد حربا أهلية منذ 11 شهرًا.
فقد حذّرت الأمم المتحدة، في وثيقة أوردتها وكالة “فرانس برس“، من أنّ خمسة ملايين سوداني قد يواجهون في غضون بضعة أشهر، انعدام أمن غذائي كارثياً بسبب الحرب الأهلية الدائرة في بلادهم.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، في مذكرة إلى مجلس الأمن الدولي، إنّه من دون مساعدات إنسانية عاجلة ووصول للمنتجات الأساسية، فإنّ ما يقرب من 5 ملايين سوداني، يعانون بالفعل من حالة طوارئ غذائية.
وأضاف أن هؤلاء الأشخاص يمكن أن ينزلقوا إلى انعدام أمن غذائي كارثي في بعض أنحاء البلاد في الأشهر المقبلة.
وحذّر غريفيث في مذكّرته، من أنّ أناساً مصنّفين في المرحلة الرابعة في غرب دارفور ووسط دارفور سينتقلون على الأرجح إلى المرحلة الخامسة أي المجاعة.
ونبه أنّ النساء والأطفال والنازحين في السودان معرّضون للخطر بشكل خاص، مشيراً إلى أنّه من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 730 ألف طفل، بمن فيهم 240 ألف طفل في دارفور، من سوء تغذية حادّ.
ولفت المسؤول الأممي إلى أنّه “لوحظت بالفعل زيادة غير مسبوقة في علاج حالات الهزال الحادّ، وهو الشكل الأكثر فتكاً من سوء التغذية، في المناطق التي يمكن الوصول إليها”، معرباً عن قلقه بشأن المناطق التي يصعب الوصول إليها حيث “ما يقرب من ثلاثة أرباع الأطفال البالغ عددهم 4.7 مليون طفل” يعانون من سوء تغذية خطير وتحتاج النساء الحوامل أو المرضعات إلى مساعدة عاجلة.
ودعا غريفيث إلى اتّخاذ “إجراءات عاجلة” لمنع هذه الكارثة من “أن تترسّخ”، مطالباً بالخصوص بتحسين وصول المساعدات الإنسانية، وتوفير مزيد من الأموال، وتحقيق وقف لإطلاق النار.
كيف تُقاس المجاعة وماذا عن وضع السودان؟
وتقيس وكالات الأمم المتّحدة، حالات انعدام الأمن الغذائي في العالم على سلّم يضمّ خمس مراحل أقصاها هي حالة المجاعة.
وتحتلّ حالة الطوارئ الغذائية على هذا السلّم المرتبة الرابعة أي أنّها أدنى بمرحلة واحدة فقط من الحالة القصوى.
وبحسب آخر تصنيف أممي لحالة الأمن الغذائي في السودان، فإنّ عدد الذين يعانون من حالة طوارئ غذائية (المرحلة الرابعة) في هذا البلد يقدّر بنحو 4.9 مليون شخص، أكثر من 300 ألف منهم يعيشون في وسط دارفور وأكثر من 400 ألف آخرين في غرب دارفور.
وإلى الآن، لم يتمّ تصنيف أحد في السودان في المرحلة الخامسة أي “المجاعة”.
ويشكل الوضع الغذائي في السودان خطرًا بالغًا، فهناك ما يقرب من 18 مليون سوداني يعانون من انعدام أمن غذائي خطير (المرحلة 3 وما فوقها)، وهو رقم “قياسي” خلال فترة الحصاد ويزيد بمقدار 10 ملايين عن نفس الفترة من العام الماضي.
أكبر أزمة جوع في العالم تقترب من السودان
يُشار إلى أنه في مطلع آذار/مارس الجاري، وجه برنامج الأغذية العالمي تحذيرا قائلا إن الحرب يمكن أن تتسبب في أكبر أزمة جوع في العالم، في بلد يشهد أكبر أزمة نزوح سكاني في العالم.
ويعاني 18 مليون شخص في كل أنحاء السودان انعدام أمن غذائي حادا، من بينهم خمسة ملايين وصلوا إلى المرحلة الأخيرة قبل المجاعة، وبالكاد يستطيعون تلقي المساعدة من العاملين في المجال الإنساني إذ يواجه هؤلاء قيودا على الحركة ونقصا كبيرا في التمويل، وفق البرنامج العالمي.