وطن – ضمن سعيها المحموم لتدمير قطاع غزة وتشريد أهله قامت طائرات العدو الإسرائيلي بتدمير مدينة حمد السكنية بمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة التي بنتها قطر وكانت تؤوي عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة وذات الدخل المحدود كما وفرت أكثر من 10 آلاف فرصة عمل للغزيين.
وفي أكتوبر/تشرين أول 2012، تبرعت قطر بنحو 407 ملايين دولار، لإعادة إعمار قطاع غزة عبر تنفيذ مشاريع “حيوية” في القطاع، من بينها بناء مدينة سكنية تحمل اسم أمير دولة قطر السابق “الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني”، وتضم نحو 2500 شقة سكنية.
ويأتي تدمير الاحتلال الإسرائيلي لمدينة حمد، ضمن حربه التي بدأها في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر الماضي، ودمر خلالها عشرات الآلاف من منازل الفلسطينيين، والبنية التحتية.
وأظهرت مشاهد بثها نشطاء وسكان مدينة حمد، حجم الدمار الكبير الذي تسببت فيه آلة الحرب الإسرائيلية في أبراج المدينة السكنية، والبنية التحتية، ومرافقها من محال تجارية، ومسجد، ومدارس، ومركز شرطة، وحدائق عامة.
وسُميت مدينة حمد على اسم الأمير السابق للدولة النفطية الخليجية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي وضع حجر الأساس في زيارة لها قبل 11 عامًا.
وتم افتتاح المدينة في عام 2016، وكان لا يزال من بين أحدث المشاريع في قطاع غزة، وهو المجمع السكني في مدينة خان يونس الذي يضم مسجدًا رائعًا ومتاجر وحدائق.
وتم تقديم الشقق الأولى – أكثر من 1000 منها – للفلسطينيين الذين دمرت منازلهم في الحرب بين إسرائيل وحماس قبل عامين.
3000 وحدة سكنية
ويتكون المشروع الذي تم تدمير جزء كبير منه من 53 عمارة سكنية، بارتفاع 5 طوابق، تحتوي على قرابة 3000 وحدة سكنية، بثلاث مساحات مختلفة هي 100 و115 و130 متراً، ويتم توزيع المساحات بناءً على رغبة المتقدمين، وعدد أفراد الأسرة، ومستوى الدخل الشهري.
وفي تقرير لموقع “الخليج أونلاين” أكد أحمد الشوربجي، أحد سكان مدينة حمد أن الاحتلال أحدث دماراً كبيراً في مدينة حمد، وتعمد قصف أعداد كبيرة من الأبراج السكنية، وحرق عدد آخر منها، وإطلاق قذائف بشكل عشوائي على غالبية الشقق السكنية.
وقال الشوربجي في حديثه المومى إليه: “قبل يومين عدت إلى المدينة بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منها، وصدمت بحجم الدمار فيها، ونصف البرج السكني الموجودة فيه شقتي السكنية بالكامل”.
-
اقرأ أيضا:
محو تاريخ غزة.. تفاصيل كلفة مؤلمة أحدثتها الحرب الإسرائيلية الهمجية
ولم يتعرف الشوربجي على معالم المنطقة المحيطة ببرجه السكني داخل المدينة، بسبب حجم الدمار الكبير الذي تسبب به جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقيام جرافات الجيش بتجريف الشوارع المحيطة بها، وإزالة عديد من المعالم.
كما أوضح أن “الاحتلال الإسرائيلي عاد إلى مدينة حمد من جديد بعد الانسحاب منها، وبدأ بنسف مزيد من الأبراج السكنية داخل المدينة، وتدمير الشوارع المتبقية منها”.
أكثر من زلزال مدمر
وإلى جانب الشوربجي، وصف محمود بربخ ما شاهده داخل مدينة حمد بأنه أكثر من زلزال مدمر وقع في المدينة، نتيجة القصف الإسرائيلي، ونسف الاحتلال للأبراج، وتدمير البنية التحتية الخاصة بها.
وقال بربخ للمصدر إن “الاحتلال الإسرائيلي حوّل شقتي السكنية في مدينة حمد إلى ركام، وأنهى ذكرياتنا في هذه المدينة الجميلة التي يوجد بها كل شيء من خدمات، وشوارع نظيفة، ومسجد، ومدارس”.
-
اقرأ أيضا:
إحصائية رسمية تكشف حجم الخسائر المباشرة التي خلفها العدوان على غزة
وأوضح أن “الاحتلال كما هو ظاهر، تعمد إحداث أكبر قدر ممكن من الدمار داخل مدينة حمد، بهدف منع العودة للحياة والعيش بها من قبل سكانها”.
تحذير وهمي
وتزعم اسرائيل أنها ترسل رسائل تحذير للأهالي قبل تدمير المساكن التي تؤويهم ومنها مشروع مدينة حمد بأمر إخلاء “فوري” ولكنه تحذير وهمي.
إذ لا تلبث قذائف الغارات الإسرائيلية والصواريخ أن تسقط على المباني السكنية الشاحبة واحدة تلو الأخرى، وتحولها إلى حد كبير إلى أنقاض وأرسلت سحابة ضخمة من الدخان الأسود إلى السماء، بينما فر الناس وصرخوا “المساعدة!” و”سيارة إسعاف!” -بحسب تقرير لوكالة france24 وقال نادر أبو وردة (26 عاما) للوكالة مندهشاً من أنه لا يزال على قيد الحياة: “على الأقل تجاوزنا الأمر”.
وفر أبو وردة من جباليا، بالقرب من مدينة غزة، في بداية الحرب ولم يعد يعرف أي طريق يسلك أو ماذا يفعل. وكان هو وزوجته وأطفاله الثلاثة يقيمون في شقة أحد الأصدقاء في المجمع.
وشددت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على أن رسائل التحذير لا تشير إلى المكان الذي يجب أن يذهب إليه المتلقون.
لا هواتف تتلقى التحذير
وقال إبراهيم الجمال، وهو موظف حكومي في الأربعينيات من عمره، إنه لا يملك أي “إنترنت أو كهرباء أو حتى راديو لتلقي المعلومات” وأنه “لم ير هذه الخريطة من قبل” التي تحدد الكتل المختلفة.
وأضاف: “الكثير من الناس في غزة لم يسمعوا بها من قبل ولن يكون الأمر مهما على أي حال لأن التفجيرات تحدث في كل مكان”.
وتقول الهيئات الإنسانية إن الأشخاص الأكثر ضعفا في غزة هم ما يقدر بنحو 1.7 مليون نازح.
ولا يستطيع الكثير من الناس الوصول إلى الهواتف ويضطرون إلى الاعتماد على منشورات تحذيرية تلقيها الطائرات، ولا يمكن رؤيتها من داخل الشقة.
ووفقاً لمنظمة الطوارئ والإنقاذ التابعة للدفاع المدني في قطاع غزة، لجأت “مئات العائلات النازحة” في الأسابيع الأخيرة إلى 3000 شقة في مدينة حمد.