وطن – بعد الغضب الكبير الذي أثاره الطبيب العماني أيمن السالمي جراء تصريحاته التي وصفت بالبعيدة عن الواقع حول شعبية حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، أكد أكاديميون ونشطاء عرب وفلسطينيون بالأدلة عدم صحة تلك الادعاءات جملة وتفصيلاً مؤكدين أنها قريبة لما يريد أن يروجه الصهاينة.
وكان الدكتور العماني أيمن السالمي الذي شارك في علاج المصابين في غزة لفترة قصيرة وعاد إلى بلاده، قد زعم أن “أهالي غزة يرون أحداث 7 أكتوبر كارثة حقيقية وأن الشريحة الأكبر منهم تحمل حركة المقاومة حماس المسؤولية وأن لديهم إحساس بالندم”.
وأضاف السالمي في تصريحاته المصورة أن سكان القطاع المحاصر “يقولون لو ما صار هذا الموضوع كان أحسن وأنهم لا يتواصلون مع حركة المقاومة الفلسطينية” وذهب لأبعد من ذلك حين زعم أن “أهالي غزة يلومون حمـاس وهناك فئة أقل تؤيد العملية” في إشارة لعملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2024.
أكاديمي فلسطيني يفند مزاعم أيمن السالمي
ورصدت (وطن) العديد من تلك الردود عن تلك التصريحات ومن أبرزها ما كتبه الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، وهو ابن قطاع غزة والذي أكد بسبع نقاط عدم صحة ما يرويه أيمن السالمي من شهادة يراها الكثيرون “لا تمت للواقع بصلة”.
للحق آثرت عدم الرد على هذا الطبيب لسببين:
1ـ تقديري لزيارته #غزة خلال الحرب ومساعدته للجرحى.
2ـ حبي واحترامي لأهلي في #سلطنة_عمان..
لكن بعد أن وصلتني عشرات الرسائل من أهلنا في عمان تدعوني للتعليق فإنني سأرد بالتالي:
1ـ مدة زيارة الطبيب لغزة كانت فترة قصيرة داخل مستشفى وهي ليست… https://t.co/L7009cZkR7— أدهم أبو سلمية 🇵🇸 Adham Abu Selmiya (@adham922) March 23, 2024
وقال أبو سلمية الذي عبر عن تقديره لزيارة السالمي لغزة ومساعدة الجرحى فيها: “مدة زيارة الطبيب لغزة كانت قصيرة داخل مستشفى وهي ليست مدة كافية لبناء انطباع عام عن المجتمع، وكلامه يعكس هذه الحقيقة.”
وأضاف: “يقول أن الناس أخبرته أنه لا يوجد اتصال أو تواصل أو احتكاك مع حماس قبل 7 أكتوبر ولا يوجد تواصل عاطفي”ورد الأكاديمي الفلسطيني عن هذا الادعاء: “غاب عن الطبيب الفاضل أن الحكومة التي ترعى شؤون الناس في غزة تقودها عملياً حركة حماس، يعني الطبيب والمدرس والمهندس وعامل النظافة وغيرهم يتبعون حكومة تقودها الحركة، فكيف لا يحتك بها الناس؟”.
وأكمل أدهم أبو سلمية بتغريدته على منصة إكس: “غاب عن الطبيب الفاضل تقديرات الاحتلال أن عدد المنتسبين لحماس في غزة يتجاوز 150 ألف منتسب لو سلمنا أن لكل منهم أسرة من 5 أفراد يعني ذلك أن ثلث سكان غزة ينتمون لحركة حماس تقريباً أو يتعاطفون معها”.
استطلاع عن شعبية حماس في غزة
واستدل الأكاديمي بما أكده المركز الفلسطيني للاستطلاع من دراسات سياسية ومسحية ونشرها في الفترة القصيرة الماضية، وذكر فيها أن هناك 71% من الفلسطينيين مع قرار طوفان الأقصى و70 في المئة منهم راضون عن حركة حماس.
ومن أبرز ما ذكره أبو سلمية في رده على تصريحات أيمن السالمي وختمها بكل الاحترام لأبناء سلطنة عمان:
– ما قاله الطبيب الفاضل هو محاولة لإقناع ذاته ببعض قناعاته وسيجد من شعبنا من يقبلها، وبالتأكيد لن يكون الناس راضون 100% عما حدث، كما أن الناس تحت الضغط والقتل والإجرام الصهيوني ستقدم لك وجهات نظر متباينة بمقدار قدرتها على الصبر والتحمل تحت هذا الضغط الهائل.
-كان المأمول أن يُركز الناس على إيصال أوجاع الناس وتدمير الاحتلال للبنية التحتية للمستشفيات والمرافق الطبية، ودور الأمة في تعزيز صمودهم وصبرهم، لا أن يدخل نفسه في غمار قضايا ليست من اختصاصه ولا هو في موقع ومكان يسمح له بتعميمها.
– تحدث الطبيب الفاضل عن أن حياة الناس في غزة قبل 7 أكتوبر كانت طبيعية، ولن أعلق على ذلك وأكتفي بإحالته لتقارير الأمم المتحدة التي تتحدث عن جحيم الحياة في غزة قبل السابع من أكتوبر مع حصار استمر 17 عاما، وانقطاع متواصل للكهرباء وتلوث حاد في المياه وبطالة تتجاوز 60% وانعدام في الأمن الغذائي لنحو 72% من السكان.
عمانيون وعرب يردون
وشارك نشطاء عمانيون وعرب بشكل واسع مقطع مصور لأحد دعاة سلطنة عمان وهو يؤكد أن “الفلسطينيون منتبهون ولا يعطون أسرارهم لأي أحد .. وجوابهم بعدم معرفة المقاومة لأنهم لا يريدون إظهار السر لغريب (في إشارة لأيمن السالمي)”.
ويرجع ذلك وفق الداعية بسبب ما أصابهم من “عملاء الموساد” مشيراً إلى حذرهم من غدر الاحتلال وعملائه حيث يقوم بالبحث عن عائلات المقاومة والقبائل التي تنتمي للحركة، ويقوم بالتنكيل بهم وهو ما يجبر الفلسطينيين على إخفاء قبائلهم وعوائلهم خشية التنكيل بهم.
https://twitter.com/AlyahmadiMalik/status/1771580529067855874
فيما علق رجل الأعمال العماني “مالك بن هلال اليحمدي” على تغريدة أدهم أبو سلمية: “شكرا لك أخي أدهم على ردك المتزن، وللحق فإن رأيك هذا يمثل رأي الكثير من العمانيين إن لم يكن أغلبهم؛ فلك كل التحية والتقدير”.
وكتب أواب صلاح الدين: “انا بصراحه لا استطيع ان احسن الظن في اي شخص يقوم بانتقاد المقاومه والطعن فيها وبهذا التوقيت الحرج بالذات!! “.
وأضاف: “البديهي هو ان يؤجل اي نقد في صدره لما بعد الحرب حفاظا على تماسك جبهه المقاومه هذا ان كان يهمه امر المقاومه من اساسه”.
وتساءل المغرد: “ومن ثم ما هي البدائل التي يطرحها هؤلاء ؟ حكومه محمود عباس العميله؟ ام الاستسلام والخضوع للمشاريع الجاريه لعقود من الاستيطان و الطرد لاهلنا في فلسطين؟ ناهيك عن القتل والاذلال والتنكيل بشكل يومي وعلى مدار مئة عام وليس 75 عاما فقط”.
وكان الدكتور العماني أيمن السالمي قد شارك صوراً له قبل فترة في منصة إكس، توثق وصوله لغزة ومساعدته في علاج الجرحى وهو ما حظي بإشادة المتابعين. لكن حديثه عن حماس وشعبيتها تم تفنيده بشكل واسع من قبل متابعين وأكاديمين ونشطاء عرب وفلسطينيين.