وطن – نقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا” عن “معتز الخياط” رئيس مجلس إدارة شركة “بلدنا” للصناعات الغذائية بقطر، أن المشروع الذي ستنفذه الشركة لإنتاج الحليب المجفف في الجزائر بموجب الاتفاقية التي وقعتها مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الجزائرية، سيكون الأكبر في العالم والأول من نوعه في الجزائر.
وفي مقابلته مع “قنا” قال الخياط إن هذا المشروع يمثل باكورة التعاون القطري مع الدول الشقيقة وكافة الجهات التي تعنى بالأمن الغذائي والساعية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، لاسيما في قطاعات غذائية حيوية مثل الألبان ومشتقاتها.
لافتا إلى أن ذلك يأتي بعد التجربة الناجحة في دولة قطر والتي استطاعت شركة “بلدنا” من خلالها تقليل الاعتماد على استيراد الحليب ومشتقاته وتحقيق الاكتفاء الذاتي خلال 12 شهرا فقط.
#قنا_انفوجرافيك |
رئيس مجلس إدارة “بلدنا” لـ #قنا: مشروع الشركة لإنتاج الحليب المجفف في #الجزائر سيكون الأكبر في العالم#قطر #اقتصادhttps://t.co/jKQ59Uj7rc pic.twitter.com/eO5IY3TqMS— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 25, 2024
بتكلفة بلغت 3.5 مليار دولار
وكشف رئيس مجلس الإدارة لشركة بلدنا، أن هذا المشروع الضخم، الذي قدرت تكلفة الاستثمار فيه بـ 3.5 مليار دولار أمريكي، يهدف لإنتاج ما يقرب من 194 ألف طن من الحليب المجفف سنويا.
ويقع على مساحة قدرها 117 ألف هكتار، ويضم 3 مجمعات يحتوي كل منها على مزرعة للأعلاف، وأخرى لتربية الأبقار ومصنع للحليب المجفف، فيما سيبلغ عدد القطيع نحو 270 ألف رأس من الأبقار في السنة التاسعة للمشروع، بإنتاج يقدر بـ 1.7 مليار لتر من الحليب سنويا.
متوقعا نجاح هذا المشروع في تلبية أكثر من 50 بالمئة من احتياجات الجزائر من الحليب، كما سيوفر 5000 فرصة عمل للكوادر الوطنية الجزائرية.
وأضاف “الخياط” أن المشروع يمثل منظومة زراعية صناعية متكاملة لإنتاج الحليب، وبالتالي لن يقلل فقط من اعتماد الجزائر على استيراد الحليب، بل سيسهم أيضا في تقليل الواردات من جميع الاحتياجات الأساسية اللازمة للإنتاج مثل الأعلاف ومشتقاتها وغيرها من المواد الأخرى.
وقد تم تصميم المشروع خصيصا ليتناسب مع البيئة الجزائرية، من حيث المناخ وطبيعة التربة وغيرها، باستخدام أحدث التقنيات عالميا في مجالات الزراعة، الري، تربية الأبقار، الحلب والتصنيع.
-
اقرأ أيضا:
مصدر يكشف عن صفقات مليارية بين الجزائر وقطر.. هذه تفاصيلها!
سيتم إنجاز المشروع عبر مراحل
كما يتميز المشروع باتباعه أفضل الممارسات من ناحية الاستدامة وتقليل التأثيرات السلبية على البيئة، فقد تم الأخذ بعين الاعتبار كافة الإعدادات اللازمة لترشيد استهلاك المياه، والحفاظ على المنظومة البيئية الطبيعية والتكيف مع المناخ، وذلك لرفع الكفاءة الإنتاجية والحفاظ على الاستدامة في الوقت نفسه.
وأشار إلى أنه سيتم إنجاز المشروع عبر مراحل، إذ ستشهد المرحلة الأولى استصلاح مزرعة لتوفير الاحتياجات من الحبوب والأعلاف، تليها المرحلة الثانية التي ستقوم الشركة فيها بتصميم مزرعة لخمسين ألف رأس من الأبقار.
بالإضافة إلى مرافق بمعايير عالمية ومستوى عال وخطوط إنتاج وتقنيات متطورة لإنتاج الحليب المجفف، لتستثمر الشركة بعد ذلك في تنمية المنظومة بإنشاء مجمعات تنتشر حول أرجاء الجزائر يحتوي كل منها على مزرعة للأعلاف، مزرعة لتربية الأبقار وإنتاج الحليب واللحوم، ومصنع متطور لصناعة الحليب المجفف.
وأوضح الخياط أن الهدف الأول للمشروع هو تقليل اعتماد الجزائر على الواردات من الحليب المجفف، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وهو الهدف الذي سيتم الوصول إليه بفضل التدابير التي سوف تتخذ لزيادة الكفاءة الإنتاجية وتوسعة نطاق المشروع ليغطي كافة الاحتياجات .
ولفت إلى أن هذا المشروع سيشكل نقطة انطلاق من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب إلى تحقيق الاكتفاء في بقية القطاعات الغذائية الحيوية بالنسبة للجزائر، وهو ما يعتبر خطوة فارقة في طريق تحقيق الأمن الغذائي، وهو حجر الزاوية للأمن القومي، إضافة إلى المساهمة في تخفيض أسعار المواد الغذائية عبر الاعتماد على الإنتاج المحلي.
كما توقع أن يؤدي نجاح هذا المشروع إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الجزائر، ولفت نظر المستثمرين إليها كبيئة داعمة للاستثمار وحاضنة للمشروعات الكبرى.
تنويع الاستثمارات القطرية
وأكد على أن مثل هذه المشاريع الاستثمارية القطرية الكبرى تتفق مع أهداف ورؤية الدولة فيما يتعلق بالتنويع الاقتصادي، وعدم الاعتماد على الدخل النفطي فقط.
كما أن مبدأ تصدير الخبرات يتفق مع الدور الإقليمي الرائد الذي تقوم به دولة قطر في كافة المجالات، وأخيرا، فإن تنفيذ التجربة القطرية في بيئة مغايرة سوف يضيف إلى مكتسبات تلك التجربة وإثرائها بالبيانات والمعلومات اللازمة للتطور والإبداع أكثر.
وفي ختام حديثه لـ”قنا” أثنى رئيس مجلس إدارة شركة “بلدنا” على الدعم من الحكومة الجزائرية وروح التعاون وهو ما سيمكن من تحقيق المزيد من الأهداف المشتركة والمشاريع.