وطن – تعرض الطبيب الفلسطيني عدنان البرش لتعذيب وحشي أفضى إلى وفاته في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بحسب شهادة قدّمها زميله في الاعتقال الدكتور خالد حمودة.
وقال حمودة، خلال لقاء مع قناة الجزيرة مباشر، إنه شاهد شاهد بنفسه الحالة الصحية للبرش الذي استشهد في أحد سجون الاحتلال الإسرائيلي جراء التعذيب.
وأضاف أنه التقى البرش، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك بعد إحضاره للسجن رفقة 3 أطباء آخرين جرى اعتقالهم من أحد مستشفيات شمال غزة.
وأوضح حمودة أن الطبيب البرش وصل إلى الزنزانة، وكانت تظهر عليه آثار الضرب والتعذيب الشديدين مؤكداً تعرضه للضرب المبرح، وتابع: “قدمت له لحظة وصوله أدوية ومسكن للتخفيف من آلامه”.
ولفت إلى أنه بسبب التعذيب كان يدخل دورة المياه بصعوبة ولم يكن قادرًا على الجلوس، لافتًا أنه كان دائم السؤال عن المسكنات لتخفيف آلام التعذيب الذي تعرض له.
وأشار إلى أن وضع الأطباء كان سيئًا للغاية بسجون الاحتلال وأن الجنود كانوا يتعمدون إذلالهم.
وقال حمودة: “عندما وصل الدكتور البرش و3 من زملائه كانوا حفاة الأقدام وبملابس سيئة للغاية، لم تكن تقيهم من البرد الشديد”
-
اقرأ أيضا:
ليلة عصيبة في المستشفى الإندونيسي.. لحظة إصابة طبيب بارز اعتاد الظهور على “الجزيرة”
وأوضح أن البرش طمأنه على الحالة الصحية لوالدته التي أصيبت بجروح خطرة في قصف إسرائيلي لمنزل العائلة بشمال القطاع، وقال: “قبّلت رأسه وشكرته على هذا النبأ خاصة وأنني لم أكن أعلم عن عائلتي شيئًا”.
وكان نادي الأسير الفلسطيني قد أعلن استشهاد الطبيب عدنان البرش، من سكان مدينة جباليا شمالي قطاع غزة، في سجون الاحتلال.
والبرش أشهر جراحي العظام في غزة وكان يعمل استشاري ورئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء بغزة، وقد اعتقل في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خلال تواجده في مستشفى العودة (شمال) إلى جانب مجموعة أطباء.
مسيرة لامعة
وحصل البرش، على الزمالة البريطانية في جراحة الكسور المعقدة في لندن، بعد تخرجه من الجامعة الأردنية في عمّان عام 2009، كما حصل على البورد الأردني والعربي.
وبعد تخرجه، رفض البرش، العمل في مستشفيات خارج غزة، بل تمسّك بوطنه وعاد إليه، لتقديم خدماته ومساهماته في تطوير البنية الصحية في القطاع، في ظل ما شهده من حروب متتالية.
وبينما كان يواجه تحديات وظروف قاسية في ظل الاحتلال الإسرائيلي، بقي الجراح البرش، ملتزما بواجبه الإنساني والمهني، متحدثا بصوت الضمير والإنسانية، لتترك وفاته إرثا مخلدا في خدمة الطب والإنسانية في قطاع غزة وخارجه.