ملوك المغرب والكيان الصهيوني.. من الشبق إلى المرود في المكحلة
شارك الموضوع:
وطن – لم يكن يتخيل أحد أن دولة أجنبية كأسبانيا ترفض رسو سفينة إسرائيلية حربية في موانئها، في حين يستقبل ميناء طنجة المغربي سفنا حربية إسرائيلية للتزود بالوقود والمؤونة، ويعتقد أنها تزودت بأفراد وأسلحة أيضا، فلو كان على التزود بالوقود والمؤونة فأيسر لهذه السفن التزود بها من ميناء مضيق جبل طارق، الذي تسيطر عليه بريطانيا الحليفة الأكبر للكيان الصهيوني.
وكان من ضمن هذه السفن سفينة الإنزال (كوميميوت) التابعة للبحرية الإسرائيلية، والتي أشارت صحيفة “قلوبز” الإسرائيلية أنها نقلت إمدادات ومعدات للبحرية الإسرائيلية في حيفا.
يجري كل هذا والكيان الصهيوني لا زال يرتكب أبشع جريمة إبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة وعلى مدى تسعة أشهر، دولة أجنبية ترفض أن تكون شريكة في جريمة الإبادة البشعة والمستمرة على الشعب الفلسطيني، في حين دولة يدعي حكامها الإسلام، توصم بأرفع مراتب عار الشراكة في إراقة الدم الفلسطيني المسلم في غزة.
ولم يتوقف الأمر على هذا، فقد أبدت دولة المغرب التعاون مع الكيان الصهيوني والأنظمة العربية العميلة له، بأنها على استعداد للقيام بإرسال قوات مغربية لتتولى السيطرة على غزة بعد إنهاء حكم حماس كما يحلمون، كما أبلغت الكيان الصهيوني والأطراف العربية التي تنتظر تدمير غزة وذبح شعبها ومن ثم الرقص على ركامها وأشلاء الشعب الفلسطيني، بأن لديها قوات مغربية خاصة مدربة على القتال في الأنفاق وتحت الأرض والتي تستخدم الروبوت المسير (MTGR) الإسرائيلي الصنع، والذي يتميز بقدرته على اكتشاف الأنفاق بدقة وتحديد الأهداف والتهديدات بداخلها.
وكأن أسود القسام ستستقبل مرتزقة محمد السادس بالورود، هؤلاء الأسود الذين بنوا هذه الأنفاق ويعرفون كل ذرة رمل فيها، ودافعوا عن عقيدتهم ووطنهم ببطولة لا مثيل لها في هذا العصر، وفي أصعب الظروف التي يمكن أن يتخيلها البشر وأمام قوات نخبوية صهيونية تساعدها قوات خاصة من دول غربية عديدة تمتلك أرفع التدريبات، ومع ذلك نكل بهم أبطال فلسطين جميعا.
بعد الاتفاقيات الإبراهيمية والتي كانت المغرب من أول موقعيها عام ٢٠٢٠، وكان من بين أثمانها، اعتراف أمريكا والكيان الصهيوني بمطالبة المغرب بالصحراء الغربية وهو ما حصلت عليه بالفعل. أبرمت المغرب مذكرة تفاهم دفاعية مع الكيان الصهيوني وكانت أول دولة عربية توقع علنا مثل هذه الاتفاقية.
ولم يكن هذا التعاون المغربي هو الأول مع الكيان الصهيوني، لكنهم وجدوا من خلال الاتفاقيات الإبراهيمية الظرف المناسب لخلع آخر عذار الحياء في علاقتهم مع الكيان الصهيوني، فقد سبق وأن تعاونوا مرارا وتكرارا في الغرف المغلقة والحدائق السرية.
ملوك المغرب ودعم الكيان الصهيوني
في عام ١٩٥٤ طالب الحسن الثاني حين كان وليا للعهد بضم الكيان الصهيوني إلى جامعة الدول العربية، وقال علنا إنه إذا حل السلام مع الكيان الصهيوني، وامتزج المال العربي مع العبقرية اليهودية سيحول هذه المنطقة إلى جنة على الأرض!.
وقد تعاون ملوك المغرب مع الكيان الصهيوني منذ عام ١٩٤٨ في تهجير يهود المغرب إلى فلسطين، وعلى رأسهم الملك محمد الخامس وابنه فيما بعد الملك الحسن الثاني.
أكثر من ربع مليون يهودي مغربي كانوا قبل عام ١٩٤٨ في المغرب، لم يبق منهم الآن سوى ثلاثة آلاف يهودي، وقد وصل بأن يفتخر الملك الحسن الثاني بأن هؤلاء اليهود المغاربة هم حزبه داخل الكيان الصهيوني، وهو الذي قال عنهم بأنا خسرناهم كمواطنين ولكن كسبناهم كسفراء. طبعا نسي أن يذكر أنه قبض ١٠٠ دولار ثمن كل رأس يهودي تم تهجيره للكيان الصهيوني، غير المدفوعات الأخرى.
ما بين عام ١٩٦١ و١٩٦٤ قام الموساد الإسرائيلي بتهجير يهود المغرب في عملية تعرف بعملية (ياخين)، حيث غادر من خلالها ٩٧ ألف يهودي مغربي للكيان الصهيوني بحرا وجوا، وقد قبض الملك الحسن الثاني نصف مليون دولار مقابل عملية التهجير كدفعة أولى، بالإضافة إلى ١٠٠ دولار عن رأس كل يهودي تم تهجيره.
في عام ١٩٦٥ رد الموساد الجميل للحسن الثاني حين طلب الأخير التعاون من أجل القبض على أكبر معارضيه وهو المهدي بن بركة، حيث قبض عليه الموساد في باريس بمشاركة مسؤولين مغاربة وحققوا معه ومن ثم قتلوه، حيث تخلص الموساد من جثته تحت أحد الأبنية في باريس.
ولم يطلب الحسن الثاني تعاون الموساد وحده، بل طلب تعاون المخابرات الأمريكية معه أيضا من أجل التخلص من هذا المعارض، فقد كشف الأرشيف الوطني الأمريكي أن لديه ١٨٠٠ وثيقة تتعلق بتعاون المخابرات الأمريكية مع الحسن الثاني، في قضية المهدي بن بركة، كلها لا زالت قيد السرية حتى يومنا هذا.
وفي أواخر عام ١٩٦٣، ساعد الدعم الإسرائيلي المغرب على النجاة من حربه مع الجزائر، وقد ذكر إفرايم هاليفي، الذي شغل منصب المبعوث الشخصي لرئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك “إسحاق شامير” إلى الحسن الثاني من عام ١٩٨٨ إلى عام ١٩٩٢، من أن الحسن نسب الفضل إلى الكيان الصهيوني في إنقاذ عرشه خلال هذه الحرب.
كما جرت عدة لقاءات ما بين الملك الحسن الثاني ومسؤولين مغاربة، مع مسؤولين صهاينة في زيارات معظمها سرية، منها ما عرف ومنها ما لم يعرف حتى يومنا هذا.
من الزيارات السرية إلى العلاقات العلنية
ففي ٢ /١ / ١٩٧٨ زار رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، المغرب والتقى بالحسن الثاني في الرباط في زيارة سرية، حاول “بيغن” أن يجعل منها زيارة علنية لكن الحسن الثاني رفض ذلك.
كما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز المغرب في عام ١٩٨٦، والتقى بالملك الحسن الثاني، وفي عام ١٩٩٤ فتحت كل من البلدين مكتب اتصال لها في الأخرى.
وفي عام ٢٠٠٣ اجتمع وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم بالملك محمد السادس في المغرب، وفي ١٠ ديسمبر ٢٠٢٠ اتفق الكيان الصهيوني والمغرب على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة برعاية أمريكية.
“للا سلمى” وقلادة ألماس لتسيبي ليفني
وفي ٤ يوليو ٢٠٠٧ عقد اجتماع بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، ووزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى في باريس، ويعتقد أن زوجة الملك المغربي محمد السادس “للا سلمى” قد قدمت قلادة ألماس لتسيبي ليفني في تلك الفترة، وهي الهدية التي كشفت الصحافة الإسرائيلية عنها ضمن ما نشرته عن جرد الهدايا المقدمة لأعضاء الكنيست ومسؤولين إسرائيليين.
وفي عام ٢٠٠٧ تقدمت الحكومة المغربية للكيان الصهيوني بطلب سري طلبت فيه أن يوضع اسم الملك محمد الخامس، من ضمن لائحة المكرمين بأرفع وسام يهودي وهو الوسام الذي يمنحه اليهود لغير اليهود الذين أنقذوا يهودا من مذابح النازيين وجازفوا بحياتهم في سبيل ذلك، ولم ينكر الصهاينة في ردهم على الحكومة المغربية أن الملك محمد الخامس قد ساعد اليهود في تلك الفترة، لكنهم غير متأكدين من أنه قد جازف بحياته في سبيل ذلك!.
وعندما قرر الملك الحسن الثاني إنشاء الساتر الترابي لحماية حدود مملكته من جبهة البوليساريو على نسق خط “بارليف” الصهيوني عام١٩٨٠، لم يجد سوى الكيان الصهيوني ليقوم ببناء هذا الساتر والذي كلف بليون دولار دفعها النظام السعودي بالنيابة عن حكام المغرب، وذلك كرد جميل لما قدمته المغرب في إنجاح مفاوضات السلام بين مصر والكيان الصهيوني المشهورة بكامب ديفد، والتي بدأت أول اجتماعاتها في الرباط عام ١٩٧٧.
كما تعاون ملوك المغرب مع الكيان الصهيوني في شراء السلاح من مصانع هذا الكيان لدعم اقتصاده.في عام ١٩٨٣ وقبل أن تجف دماء الفلسطينيين واللبنانيبن بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، قام الملك المغربي الحسن الثاني سرا بشراء ٢٤٠ مدرعة عسكرية من طراز (رام- في-١ ) حسب ما أكد “معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام”.
تسليح الجيش المغربي بأسلحة الاحتلال
كما تم في عهد ابنه الملك محمد السادس، نقل رادارات طائرات مقاتلة ( EL / M-2032) من الكيان الصهيوني في عام ٢٠٠٥ لأسطول السلاح الجوي المغربي.
وفي عام ٢٠١٤ اشترت المغرب ثلاث طائرات بدون طيار تابعة لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI’s) عبر فرنسا، كما تم الإعلان عن استحواذ المغرب على نظام (Skylock’s Dome) المضاد للطائرات بدون طيار من الكيان الصهيوني مقابل مبلغ لم يكشف عنه، كما عقدت صفقة ما بين المغرب والكيان الصهيوني بقيمة ٢٢ مليون دولار أمريكي لطائرات (هاروب) بدون طيار التابعة لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.
وعقدت صفقة أخرى بقيمة ٥٠٠ مليون دولار أمريكي لنظام الدفاع الجوي والصاروخي (Barak MX) التابع لنفس الشركة لصالح سلاح الجو المغربي، وفي أكتوبر ٢٠٢٢ تم الإعلان عن شراء المغرب لـ ١٥٠ طائرة بدون طيار (WanderB) و (ThunderB) من شركة “بلوبيرد” الإسرائيلية مقابل مبلغ لم يكشف عنه.
لماذا أصبح ملوك المغرب ضرورة لإسرائيل؟!
عندما ضاق الشعب المغربي ذرعا بخيانات الملك محمد الخامس عام ١٩٥٣، سارع النائب العام الفرنسي في المغرب بصناعة بطل منه، وقام بنفيه لمدة عام ونصف خارج المغرب، وذلك خوفا من انفجار الشعب المغربي وحصول ما لم يحمد عقباه لفرنسا، والتي كان جيشها مشغولا في عدة جبهات آنذاك، وحتى الحكومة الفرنسية عارضت فكرة نائبها العام الفرنسي في المغرب، وقامت بفصله من منصبه ووضع بديل عنه بسبب هذا النفي لحاجتهم الضرورية للملك في ذلك الوقت، فأعيد وبإصرار أيضا من الكيان الصهيوني والذي تضرر هو الآخر بسبب هذا النفي، فلماذا صاروا ضرورة لهذا الكيان الغاصب؟
وحين مات الملك الحسن الثاني تبين لنا أن اليهود هم أكثر من خسره، وظهر ذلك من خلال عزائهم فيه، فهذا جزء من بيان رئيس الوزراء الصهيوني إيهود باراك بمناسبة موته: “لقد صُدم الشعب والحكومة في إسرائيل بإعلان وفاة الملك الحسن الثاني ملك المغرب، فطوال حياته أظهر الحسن الثاني شجاعة نادرة وحكمة سياسية جعلت منه رائداً في التقارب مع إسرائيل، وفي بناء جسور سياسية واقتصادية بين البلدين. وقد أصبح صديقاً لشعب إسرائيل كما كان حبيباً ليهود المغرب. إن إسرائيل كلها تحني رأسها أمام ذكراه وتشارك في الحزن العميق للشعب المغربي”.
وهذا بعض ما كتبه محرر القسم السياسي في صحيفة “جيروزاليم بوست”: “لقد كان سلوك الملك الحسن صاحب الوجه الصخري والعلاقة الوثيقة مع الغرب تجاه اليهود وتجاه إسرائيل سلوكاً يدعو للإعجاب. وفي حين أن معظم النظم العربية ناصبت إسرائيل العداء إلى درجة التهديد بإبادتها فإن الحسن الثاني سمح للموساد بأن يقيم مركزا له في المغرب، وكذلك فقد كان هو الرجل الذي استضاف الاجتماع الأول بين موشى ديان وبين حسن التهامي مبعوث الرئيس السادات وكان هذا اللقاء (سنة ١٩٧٧) هو الذي مهّد فيما بعد لاتفاقية كامب ديفيد”.
-
اقرأ أيضا:
ناهيك عن عمالة هذا الملك الحسن الثاني للمخابرات الأمريكية، بل أن مدير المخابرات الأمريكية “روبرت كيسي”، أعتبر الحسن الثاني عميل من النوع الخاص في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
أما ما فعله ملوك المغرب بشعبهم، فلم يعرف التاريخ العربي الحديث إجراما بشعا وهمجيا كالإجرام الذي أرتكبه الملك المغربي محمد الخامس، وولي عهده الحسن الثاني، وثالثهم محمد أوفقير، في طريقة تعاملهم مع ثورة الريف في عام ١٩٥٨ و١٩٥٩، حين ثار أهل الريف على الظلم والفقر وتهميشهم من قبل الحكومة المغربية، فقد أرسل الملك محمد الخامس ابنه وولي عهده الحسن الثاني وأوفقير ومجموعة من الضباط الفرنسيين على رأس ما يقرب من ثمانية وعشرين ألف جندي مغربي.
جرائم ملوك المغرب بحق الشعب
وارتكبوا من الجرائم ما لا يمكن تصوره، فقد استخدموا الأسلحة المحرمة دوليا والغازات السامة في حرب إبادتهم للريف، وكان الحسن الثاني يشارك بإطلاق النار من مدفع رشاش على متن طائرة هليكوبتر رفقة أوفقير، قتلوا أكثر من ثمانية آلاف من أبناء الريف، دفن أكثرهم في مقابر جماعية، وكان الجيش يغتصب النساء ومن ثم يبقرون بطونهن حتى الأطفال الرضع تم قتلهم بدم بارد، بل أن بعض الأطفال كانوا يقتلون عبر دوسهم بحوافر الخيول، وكان أوفقير يضع القنابل في ثياب أهل الريف ثم يطلب منهم أن يتسابقوا لتنفجر بهم بعد عدة أمتار، ووصل بأوفقير أن يقوم بذبح أبناء الريف كما تذبح الخراف تحت أقدام الحسن الثاني.
كما وضعوا المئات على طائرات ومن ثم قذفهم منها وهم أحياء، سميت هذه العملية باسم “الممسحة” والتي ارتكبت وفقا “لتقاليد الأسرة العلوية الحاكمة”! كما أعلن عنها الملك محمد الخامس، وقد ظلت منطقة الريف المنكوبة منطقة عسكرية حتى عام ١٩٦٢، كما ارتكب هذا الحسن مجزرة في حق المضربين عن العمل عام ١٩٨١ قدرت منظمة العفو الدولية ضحاياها بأكثر من ألف شهيد، وحتما وفق تقاليد الأسرة العلوية الحاكمة!، وغير ذلك من الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب المغربي من قبل هذه الأسرة المنحرفة.
كما تورط الحسن الثاني بمساعدة المخابرات الفرنسية في اختطاف قادة الثورة الجزائرية وعلى رأسهم أحمد بن بلة، حين ترك فريقا تابعا للمخابرات الفرنسية مع طيارين بقيادة الطائرة المغربية التي استقلها قادة الثورة الجزائرية حيث تم خطفهم عام ١٩٥٦.
كما حول ملوك المغرب جيشهم إلى “تجريدات” مرتزقة لكل من يطلب، مما وفر لهم دخلا ضخما، حيث تطلبهم البعثات الأممية والناتو للبؤر المتوترة والخطرة في أنحاء العالم، كما تستأجرهم أيضا دول عربية لحماية عروشها حين تهتز، كما تستخدمهم وكالات الاستخبارات الغربية المختلفة لعملياتها والانقلابات التي تمولها.
في عام ١٩٧٣ طلب الجيش المصري من الحسن الثاني إرسال تجريدة عسكرية إلى سوريا، والذي قام بتأخير إرسالها تحت أعذار مختلفة، لكنه في نفس الوقت أخبر قادة الكيان الصهيوني من أن مصر وسوريا تعدان لحرب ضده، والدليل طلب هذه التجريدة، لكن الصهاينة لم يأخذوا هذا التحذير على محمل الجد.
وفي عامي ١٩٧٧ و١٩٧٨ مول النظام السعودي إرسال ألوف الجنود المغاربة إلى الكونغو (زائير) من أجل إنقاذ رئيسها “موبوتو” عميل المخابرات الأمريكية وأحد أشهر السفاحين والفاسدين على مدى التاريخ وجزار المسلمين في الكونجو وناهبهم، وذلك عندما حدثت الاضطرابات ضده، أول دفعة كانت عبارة عن ألف وخمسمائة جندي مغربي شحنتهم الطائرات الفرنسية إلى الكونغو، واستخسرت فيما بعد إعادة المئات من جثامينهم إلى بلدهم، وكل ما يهم أن تصل عدة ملايين من الدولارات من المال السعودي لحسابات الحسن الثاني السرية في سويسرا.
والأهم من هذا أن يرسم الأمير فهد بن عبد العزيز (أدار هذا الملف في عهد أخيه الملك خالد)، البسمة على وجوه أساطين الحكومة الأمريكية وشياطين مخابراتها، أما أسر الضحايا من الجنود المغاربة التي قد تكون تسولت بعدهم، فلم يسأل عنهم أحد، بل ربما تسرب أطفالهم وصاروا من ضمن الأطفال الذين تعج بهم قصور آل سعود في المغرب ليمارس معهم كل أساليب الشذوذ والمجون وبحماية خاصة من العرش المغربي.
ودفع بندر بن سلطان بواسطة الملك فهد، للملك الحسن الثاني خمسين مليون دولار من أجل تدريب عصابات (اليونيتا) في المغرب والتابعة لعميل المخابرات الأمريكية “جوناس سافيمبي” والذي كانت تعده أمريكا للإطاحة برئيس أنجولا، جوزيه إدواردو دوس، والذي لم يكن على هواها، وقد مول الملك السعودي فهد هذه العملية لصالح المخابرات الأمريكية، وفشل مشروعهم فقد ظل “دوس” في الحكم حتى عام ٢٠١٧ حيث توفي وفاة طبيعية.
الجيش المغربي و”نادي السفاري”
ويمكن القول أن الجيش المغربي كان حطبا لحروب وعمليات “نادي السفاري” وهو النادي الذي أسسته المخابرات الأمريكية مع الفرنسيين خارج أراضيها وبتمويل من السعودية، والذي كان هدفه محاربة التمدد السوفييتي في أفريقيا.
في ١٠ /٤/ ١٩٨١ ذكرت صحيفة “الفايننشال تايمز” أن مجموع ما تدفعه السعودية للملك الحسن الثاني، مقابل “تأجير” جنوده للأمريكيين والفرنسيين، قد بلغ بليون دولار سنويا.
وما اكتفى ملوك المغرب وسلاطينهم بهذا، بل تنازلوا عن بلاد الأمة لصالح محتليها الأسبان، تنازلوا عن مدينتي سبتة ومليلة وعن جزر عائشة وليلى وصخرة الحسيمة، والتي تم احتلالها من قبل الأسبان والبرتغاليين بأمر من الفاتيكان بعد استردادهم للأندلس، ولا زال يقبض حكام المغرب أموالا طائلة مقابل صمتهم عن المطالبة بهذه البلاد، وليس من العجب أن يكون النظام السعودي هو من يدفع مقابل هذا الصمت، وما أتفه المقابل، والذي هو عبارة عن السماح لأمراء آل سعود بشراء منطقة من أجمل مناطق أسبانيا لتكون لهم كملاذ آمن فيما لو طردوا من الجزيرة العربية، وهي منطقة “ماربيا” التي تعج بقصورهم وقصور الخارجين عن القانون من رجالاتهم في العالم العربي.
في عام ١٩٧٥ أخبر الوزير الأسباني والسياسي “جوسيه سويلس” السفير الأمريكي في مدريد، أن الملك الحسن الثاني أبلغه مرارا بأنه كلما طالبت أسبانيا الإنجليز من الانسحاب من جبل طارق، فإنه سيحرك مطالبة المغرب باستعادة سبته ومليلة!، وليتخيل القارىء الكريم معي كيف أن زعيما عربيا يتنازل عن جزء من وطنه لصالح دولة أجنبية أخرى تحتل أراضي غيرها.
وقد حفظ الإنجليز للملك الحسن الثاني هذا المعروف، فحين لجأ قائد الانقلاب على الملك الحسن الثاني، محمد أمقران إلى جبل طارق بطائرته، سرعان ما سلمته السلطات البريطانية في جبل طارق للملك والذي أعدمه رفقة غيره من المشاركين في الانقلاب.
وحتى جزر الكناري التي لا تزال أسبانيا تحتلها، لم يتذكرها الحسن الثاني إلا عندما طالبت الجزائر أسبانيا بإعادتها للمغرب، وحدث استدعاء السفراء ما بينهما، حين ذلك بدأت المغرب تطالب بها على استحياء.
وليتذكر العرب مؤتمراتهم التي عقدت في الرباط، بالطبع ما أكثرها، والتي كان يتم التنصت عليها مباشرة من قبل الكيان الصهيوني، فقد اعترف أحد عملاء الموساد الصهاينة بأنه استمع لكل مناقشات الزعماء العرب في مؤتمر قمة الرباط سنة ١٩٦٥ مباشرة، ثم ألا يمكن أن تكون قد زرعت قصور حكام وأمراء آل سعود في المغرب والتي يرتكبون فيها “بلاويهم الزرقا”، أيضا بكاميرات وأجهزة تنصت تابعة للصهاينة وأجهزة استخبارات غربية أخرى، لا بد وأن حدث أمرا كهذا ونقل ما جرى فيها من فضائح وتم ابتزازهم بها.
خيانات الحسن الثاني والتجسس على العراق
وفي عام ١٩٩٠ وحين ترددت قوات التحالف في الحرب على العراق لأنها لا تعرف على وجه الدقة أي سلاح سيستخدم العراق، جندت المخابرات الأمريكية ملك المغرب الحسن الثاني ودفعت له ٢٠٠ مليون دولار لصالح مشروع التجسس على العراق، لمعرفة أي السلاح سيتم استخدامه وقام بالمشروع ابن أخيه هشام بن عبدالله.
وفي أبريل عام ١٩٩٦ تعاون الملك الحسن الثاني مع المخابرات الروسية في اغتيال الزعيم الشيشاني جوهر داووديف، في ظرف كان الشيشانيون قد قبلوا به وسيطا للسلام حيث أمنوا طرفه “كمسلم”، وفي لحظة الغدر كان الملك الحسن الثاني في اتصال مع جوهر داووديف باتفاق مع الروس، حيث التقطوا الإشارة ومن ثم قصفوه ليقتل على الفور، كما كشف عن ذلك، الكاتب “مارتن ماكولي” في كتابه (قطاع الطرق ورجال العصابات والمافيا وروسيا ودول البلطيق ورابطة الدول المستقلة).
ثم يأتي لجوء حكام المغرب إلى إفشاء العنصرية البغيضة بين أبناء الشعب المغربي كي يستقووا على هذا الشعب، وبالأخص ما يتعرض له الأمازيغ من تمييز عنصري وظلم وانتهاك فاضح على مدى مئات السنين والذي انتهى بمحاربتهم في الصحراء الغربية. فقط قبل أيام تذكر ملك المغرب محمد السادس في خطابه الأخير لغتهم الأمازيغية ووضعها من ضمن لغات الدولة، وفي ظل صمت رهيب من قبل العالم الإسلامي. فهل نست الأمة ما قدمه هؤلاء في سبيل نصرتها عندما فتحوا الأندلس وأستطاعوا حماية حدود الدولة الإسلامية على مدى مئات السنين من خطر الأسبان والبرتغاليين والفرنسيين؟!
أما ما نتج عنه من فساد وسياسة ملوك المغرب فقد أدى إلى أن يكون أكثر من نصف الشعب المغربي يعيشون فقرا مدقعا، وقد تحدثت وثائق “ويكيليكس” عن فساد مستشر على مستوى عال ونطاق واسع من قبل العائلة الحاكمة المغربية. ما يقرب من تسعة ملايين دولارا تصرف كرواتب شهرية لموظفي القصر، مئة وستون ألف دولارا تصرف شهريا على صيانة سيارات القصر، ستة وثمانون ألف دولارا تصرف شهريا لإعلاف حيوانات قصر الملك، وقارن ذلك بمتوسط دخل الفرد في المغرب والذي وصل إلى ألف وخمسمائة دولارا سنويا، أما ما تتكلفه الخزينة المغربية للملك محمد الخامس بشكل عام سنويا فيصل إلى ثلاثمائة وثلاثة وخمسين مليون دولارا، ثمانية عشر مرة أكثر مما تكلفه الملكة اليزابيث للخزينة البريطانية!.
قرى مغربية بأكملها والتي تقع في سلسلة جبال الأطلسي، صغيرها وكبيرها، تعيش معزولة عن العالم كله، في فقر مدقع، لا مدارس فيها ولا طرق ومحرومة حتى من أبسط الخدمات، لا يعرفون أن هناك ثمة حكومة مسؤولة عنهم، ولا الحكومة تريد أن تعرف عنها شيئا وقد رأينا ماذا جرى لبعض هذه القرى أثناء حدوث زلزال إقليم الحوز الذي وقع العام الماضي، فمعظم الضحايا فقدوا بسبب الإهمال وعدم الوصول إليهم بسهولة لإنعدام المواصلات المؤدية لهذه القرى.
وحتى أن الحكومة المغربية انتظرت ١٨ ساعة حتى أعلنت عن الكارثة، كما أنها رفضت قبول المساعدات من دول ومنظمات عديدة، ربما حتى لا ترى هذه المنظمات أي بؤس تعيشه هذه القرى فيما لو وصلت إليها، وتكشف حجم الظلم الذي تتعرض له هذه المناطق في المغرب، مناطق لا تعرفها سوى عصابات الإتجار بالبشر التي تشتري أطفالها من الإناث، منهن من دون العاشرة، بدعوى إيجاد عمل لهن في بيوت الأثرياء لضمان حياة كريمة لهن، ولكن الحقيقة المرة أن هذه العصابات تقوم بإرسالهن للخليج العربي ودول أوروبية لدور البغاء، وعلى مرأى من الدولة ومعرفتها.
ناهيك عن توريدهن للمدن الكبرى في المغرب والتي تعج بها دور البغاء بالغة الشذوذ. وكأنهم يدفعون شعبهم للانحلال دفعا حتى يسهل انقيادهم والسيطرة عليهم.
للا عائشة وجهود خلع حجاب المغربيات
في عام ١٩٧٧ وحين زار الملك الحسن الثاني أمريكا، أرسل السفير الأمريكي في الرباط لوزارة خارجيته نبذة عن مرافقي الملك، على رأسهم شقيقة الملك “للا عائشة” والتي سترافقه في الرحلة وكتب عنها بأن لها جهود حثيثة في خلع حجاب المغربيات، وهي الأميرة التي عينها شقيقها الحسن الثاني كسفيرة له في بريطانيا، لكنها كما يقول المثل “جابت العيد”، حفلات حمراء وفضائح لا نهاية لها، حتى نشرت الصحافة الغربية صور شبه عارية لها مما أحرج شقيقها الملك والذي عزلها من منصبها وقام بسحبها إلى المغرب.
يلقبون أنفسهم بإسماء كبيرة كـ”أمير المؤمنين” و”الخليفة السلطاني” ويحيطون أنفسهم بقدسية وهالة هم بعيدون عنها كل البعد، ويجبرون أبناء المغرب على الركوع لهم وتقبيل أياديهم حتى أن من يرفض هذه العادة القبيحة يتعرض لإذلال وعقاب بسبب ذلك، وكأني بهم يخدعون المسلمين بهذه المظاهر، أو أنهم يخبؤون خلفها حقيقة ما.
الحسن الثاني ومرضعته اليهودية
يكشف لنا مارتن اندك، مؤلف كتاب “سيد اللعبة” عن هنري كيسنجر، في كتابه هذا، عن قصة مثيرة عن لقاء الملك الحسن الثاني مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر عام ١٩٧٣ في الرباط، حيث ذكر لكيسنجر قصة نشأته، من أن والده الاستبدادي محمد الخامس (هكذا يصف والده) قام في خطوة بالغة القسوة بنزعه من والدته حين ولد، وسلمه لحاضنة ومرضعة يهودية وهي التي أرضعته وقامت بتربيته، وأنه منذ ذلك الحين ولليهود مكانة خاصة في قلبه.
ويظل السؤال المريب والمحير والأهم: لماذا أصر محمد الخامس على أن ترضع وتربي ابنه يهودية؟
ولم يتوقف الأمر عند الحسن الثاني، بل إن ابنه الملك محمد السادس، له علاقة خاصة باليهود مثله مثل والده، فقد احتفظ بالمستشار الخاص الذي سبق وأن عمل مع والده وهو اليهودي المصرفي “اندريه ازولاي” والذي دفع محمد السادس لدراسة التلمود البابلي، والاهتمام بنشاطات المعابد اليهودية في المغرب، حيث كان يحرص على حضورها باستمرار.
فما هو دينهم؟ آن للشعب المغربي أن يستيقظ، فهذه الطغمة الحاكمة هي سبب بؤسهم ودمارهم، وهم الذي وفروا كل سبل الانحلال لفلذات أكبادهم وإلحاق العار بهم أينما ولوا وجوههم.
ولله الأمر من قبل وبعد.
على الصعيد العالمي نعرف جيدا أن البرباكندة هي حرب من الحروب الجديدة والشعب المغربي يعرف جيدا ذلك وما هذا الموقع watanserbe.com ذاهب اليه لن ينجح فيه هذا موقع ممول من طرف أنظمة معادية لانظمة أخرى لانه تجده دائما يتهجم على بعض الأنظمة العربية وخاصة المملكات العربية. ليرسخ هذا الموقع الإلكتروني في دماغه أن اليهود المغاربة كانوا موجودين في المغرب قبل وبعد الإسلام وكانوا دائما سلاطين وملوك المغرب يشاركوهم في الحياة السياسية والاقتصادية وهذا ليس وليد اليوم وعلاقة والحبل الرابط بين المغرب مع رعاياه اليهود من أصول مغربية لن ينجح أحد في قطعه أمام ما يقع في غزة من ابادة فنحن ضده ولكن لاتنتظروا منا أن نسمح في امننا لصالح من اشعل طوفان القدس وهم الملات الإيرانيين حيث قدمت حماس الفلسطينيين قربان من أجل مصالح الإيرانية في المنطقة إيران التي تقتل السونيين في العديد من الدول العربية منها العراق سوريا لبنان واليمن من خلال مليشياتها. عاشت المملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة ومن يطلق الشعارات نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة مثل النظام العسكري الجزائري الذي ضيع أموال طائلة بمئات ملايير الدولارات من أجل مليشيات تندوف المجرمة لخدمة المنظومة الاستعمارية في المنطقة المغاربية ولم يفكر هذا النظام العسكري الجزائري في تخصيص ولو جزء من صغير من الأموال بمئات ملايير الدولارات التي خصصها لعصابته البوليزاريو للقضية الفلسطينية لتحرير فلسطين واليوم هذا النظام العسكري الجزائري اخذا الشعار نحن مع فلسطين لالهاء الشعب الجزائري والهروب من المشاكل التنمية التي يتخبط فيها
لماذا التعامل على المغرب بهذا الشكل، وكأنه بؤرة الشر مقابل بلدان أخرى مجاورة او بعيدة يتم تصويرها كأنها المدينة الفاضلة.
على الأقل، فالمغرب ينعم باستمرار وتنمية وإن كانت محدودة لكن لا أحد يمكن أن ينكرها، كما أن مكانته الدولية تحضى باحترام
عدد من البلدان المجاورة تعيش البؤس والطغيان والخيانات بأشكالها بالرغم من توفرها على ثروات طبيعية ضخمة لا ينال منها الشعب أي شيء