ترامب يريد الفوز بالانتخابات الأمريكية على دماء الفلسطينيين

By Published On: 26 أغسطس، 2024

شارك الموضوع:

وطن – كشفت تقارير أمريكية جديدة عن دور لافت للرئيس السابق دونالد ترامب في إطالة أمد الحرب على غزة، بعد أن حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تجنب وقف إطلاق النار.

شبكة PBS الأمريكية نشرت تقريرًا يزعم أن ترامب خشي أن يؤدي وقف القتال إلى مساعدة كامالا هاريس في الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

  • اقرأ أيضا:
إسرائيل تنتظر عودة ترامب.. هل قصّر بايدن في دعمها لإبادة الغزّيين؟

شارك هذا الموضوع

One Comment

  1. عارف عبدالرحمن 26 أغسطس، 2024 at 5:21 م - Reply

    الغزو من الداخل
    THE IN-VASION

    يبدو أنه منذ أن غزت الولايات المتحدة الأمريكية للعراق في 2003 لسقوط صدام حسين ورغما عن الإرادة الدولية وذلك في عهد الرئيس الأمريكي السابق في التاريخ والمتخلف في الفهم الاستراتيجي قد بدأ مسلسل أمريكي طويل لتقسيم العالم العربي في منطقة الشرق الأوسط. فهناك ثنائيات قد ظهرت بعد ذلك في معظم البلاد العربية الكبرى ومهدت لها فوضى إنشاء تنظيم الدولة الإسلامية الذي هو بالتأكيد صناعة مخابراتية دولية منظمة ومنسقة.

    فقد تم تقسيم السودان شمالا وجنوبا ويعاد تقسيمه للآن بين طرفين متنازعين كلهم عسكري ولا يفقه في السياسة شيئا. وكذلك ليبيا بين شرق وغرب. وكذلك سوريا بين حكومة ومعارضة ثورية. وأما العراق فلا تسأل عن ذلك الوطن الذي لم يعد موحدا فكريا ولا سياسيا ولا عقائديا فقد كان وجود الرئيس صدام حسين يجمعهم جميعا كوحدة واحدة على العداء له. فلما ذهب الصدام تذكروا خلافاتهم الأصيلة والتاريخية. ولو كان الأمر متروكا للولايات المتحدة الأمريكية وحدها تفعل ما تشاء في المنطقة فإنها ستقوم بتقسيم مصر والسعودية وحتى الإمارات.

    لقد حكم التاج البريطاني المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية واحترم اتفاقاته مع حكوماتها فقد كانت كل من الملكة إليزابيث وزوجها الدوق فيليب والعائلة الملكية يحافظون على التقاليد البريطانية العريقة ويفهمون جيدا معنى أن توقع اتفاقا وتلتزم به. أما الولايات المتحدة التي ورثت مصالح الإمبراطورية البريطانية في الشرق الأوسط فلها سياسات تتغير كل أربع سنوات ومصالحه معقدة بين اليمين واليسار وبين المسيحية واليهودية الصهيونية. تلتقي هذه المصالح أحيانا وتختلف أحيانا ولكنها دائما تتفق على تمزيق وإضعاف قوة العرب والمسلمين في الشرق الأوسط.

    وقد تصاعدت حدة التغيير وسرعته بعد وفاة الأمير فيليب أولا ثم وفاة الملكة إليزابيث وحدوث تغيير في التاج البريطاني. الولايات المتحدة لم تكن فقط تتدخل في الشأن العربي أو الأوروبي أو الياباني ولكنها أيضا كانت تأتي برؤساء وزراء في بريطانيا ينفذون لها مصالحها الاستراتيجية طويلة الأمد في العالم. فبعد الدخول بريطانيا في الاتحاد الأوروبي خرجت منه مرة أخرى، وبعد أن كانت مواردها الاقتصادية منضبطة أصبحت في الحضيض وأصبحت مهدمة ومهددة بالانقسام لتكون مجرد حاملة طائرات أمريكية في البحر على حدود أوروبا.

    وأزمة الفكر والثقافة والاستراتيجية الأمريكية عميقة لأنها لم تعد تلتزم بأي معايير دينية أو أخلاقية بل هي قائمة على المصالح البحتة التي يتوجه بها رأس المال حيث شاء يمينا أو يسارا. حيث أصبحت آراء السياسيين ومواقفهم وكذلك الأكاديميين والباحثين والصحفيين لا تعتمد على الموثوقية والمصداقية والمرجعية الأكيدة في العلم والتاريخ والفكر ولكنها تقول ما يريده الذي يدفع أموالا أكثر. حتى الدين في الكنيسة أصبح سلعة تجارية.

    وحتى من تختارهم أمريكا ليكونوا حلفاء لها لا تهتم بآرائهم أو فكرهم ولا تقيموا لهم وزنا حقيقيا وعلاقاتها معهم قائمة على المجاملات والخداع والكذب. وهذه البيادق الذكية على رقعة الشطرنج الأمريكية تدرك ذلك جيدا وتعرف وزنها وتعلم أنها قابلة للاستبدال والتغيير والمحو من الخارطة بلا تردد. لذلك فهم يستجيبون للمغريات ويخافون العواقب ويحسبون لشعوبهم حسابا واحدا ولكن يحسبون لأمريكا ألف حساب.

    وهكذا وضعت القيادة الأمريكية العالم في مفرق طريق يجعل من الحتمي أن تنهار هذه الحضارة لا لأنها تفتقر إلى المال ولا إلى التكنولوجيا ولا إلى المعرفة ولكنها تفتقد الدين والقيم والأخلاق والفهم الإنساني الصحيح لمعنى الحياة وواجب الإنسان في الأرض ومركزه في الكون. إن بعض الزعماء الأمريكيين ونخبة المفكرين يتصرفون الآن وكأنهم آلهة يريدون أن يخضع لهم الناس والعالم وحتى قوانين الفيزياء والكيمياء والطبيعة. والمشكلة إنهم في النهاية يموتون ويأتي بعدهم جيل أشد جهلا وحماقة من الذين سبقوهم.

    أنا محب للحضارة ومحب للعلم ومحب للتكنولوجيا وأحب التطور والتنمية والسلام والعدالة لكل شعوب الأرض وفي قلبي حب لا يتسع للكراهية ولا يسعده هوى النفس او تقديس الذات. فالقليل من الماديات في هذه الحياة يسعدني والقليل من الطعام يكفيني ما دمت أعلم أن الله راض عني وأقيس ذلك بقربي من الحق أو ابتعادي من الحقيقة.

    وأنا لست عنصريا ضد قومية أو لون أو دين أو جنس ولكنني لدي حساسية مفرطة يسببها الأغبياء في بعض الأحيان. وهذا يكون حين يريد أحدهم أن يغير قوانين الكون الثابتة ويلعب بخلق الناس وموارد الأرض وفق ما يوسوس له به شيطانه. بل انهم يظنون الباطل حقا وأن منهجهم التخريبي هو الحق وأن ما يفعلونه من قتل ودمار هو إصلاح لمستقبل الأرض. هذا المستقبل الذي صار أسوأ من الماضي بسبب السياسات المبنية على تفوق العرق والعائلة واللون والاعتقاد الفكري. ولا أعتقد أن أحدا منهم يحمل رسالة من الله يفوضه فيها بإدارة هذا الكون أو يؤكد أنه على الحق وأن غيره على الباطل. وهذا المبدأ بالضبط هو ما بشرت به كونداليسا رايس بوصف تخريبها الأيديولوجي انه الفوضى الخلاقة. ولكنها حيثما سارت على الأرض كان يتبعها الموت والخراب والدمار مثل الساحرة الشريرة التي تنفث سحرها الأسود على العالم.

    ولا أنوي أن أتحدث في هذه المقالة السريعة عن حلول ممكنة أو مرتقبة، فأي حلول عادلة في العالم قد أصبحت بعيدة المنال عن أي قوة ويعجز عن تدبيرها أذكى العقول وأعظم المفكرين، وهي ليست في متناول أي قوة بالتأكيد. لذلك إن أي حل للوضع القائم في الكرة الأرضية لن يأتي من أهل الأرض ولكنه سيأتي من السماء. وكل ما على أهل الأرض أن يفعلوه هو الالتزام به حينما يكون ويتم. أنا أؤمن بالمعجزات الدينية ولكني أعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل هلاك فرعون من خلال مكره وتدبيره للمستضعفين في الأرض. وأعتقد أن هذا ما سوف يحدث مرة أخرى لمن يريد أن يستعبد العالمين.

    ونحن الآن في مفرق طريق صعب. إما أن يصعد الإنسان نحو أفق جديد في التاريخ الحضاري وإما أن ينحط إلى قاع الضياع والانحطاط. لا توجد خيارات أخرى.

    وأخشى أن يحدث الخيار الثاني في ظل غياب قيادة عقلانية ذات مرجعية إنسانية وفهم ديني والتزام أخلاقي.
    ولا أسأل متى يكون ذلك. فالله يقول في القرآن الكريم: إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب؟

Leave A Comment