محمد بن زايد للأمريكيين: “لسنا خليجيون ولا عرب.. خطر حماس عابر للحدود وأمير قطر إخوان”
شارك الموضوع:
وطن – كشف تقرير أرسله نائب الأدميرال “ويليام غورتني” قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، لوزارة الخارجية الأمريكية عن فحوى مقابلته للشيخ محمد بن زايد بتاريخ ٢٥ /٢/ ٢٠٠٩، مع مجموعة من ضباط عسكريين والسفير الأمريكي في أبو ظبي “ريتشارد أولسون”.
وقد بدأ محمد بن زايد قبل البدء بالحديث بالطلب من كاتبي الملاحظات من الطرف الأمريكي والإماراتي بعدم تسجيل ما سيقوله ليكون خارج محضر الاجتماع، وفق الوثيقة الأمريكية التي نشرها موقع “ويكيليكس”.
ابن زايد بدأ حديثه بشن هجوم على قطر و”الجزيرة”
حيث بدأ بشن هجومه على قطر، قائلا إن قطر جزء من حركة الإخوان المسلمين وطلب من الأمريكيين التحقق من العاملين في قناة “الجزيرة” مؤكدا أنهم سيجدون ٩٠% منهم هم أعضاء في حركة الإخوان المسلمين، وقال ابن زايد إن قطر ارتكبت خيانة من العيار الثقيل حين دعت إيران لاجتماع جامعة الدول العربية ( ١٦ يناير 2009).
وقال محمد بن زايد للمسؤول الأمريكي ـ حسب ما ورد في التقرير الذي كشفت عنه “ويكيليكس” ـ إنه يعرف حمد بن خليفة، وحمد بن جاسم جيدا لكنه لا يتفهم كيف يخونان اخوتهم العرب، وذكر أن أحد الأدلة على غدرهما “تقديم ٣٩٠ مليون دولار لحركة حماس وحزب الله.”
وتساءل محمد بن زايد لماذا يدعم زعيما عربيا حركة الإخوان المسلمين ما لم يكن جزء منها؟
وبحسب الوثيقة الأمريكية، روى رئيس الإمارات الحالي وولي عهد أبوظبي حينها، قصة وزير الخارجية المغربي الذي تلقى مكالمة من إيران حيث تم توجيه وزير الخارجية للعمل مع الدوحة والموافقة على ما يقترحونه. وقال وزير الخارجية المغربي للإيراني إنه سيستمع إلى رئيسه، ملك المغرب، وليس الفارسي الذي ليس له رأي في هذه المسألة!.
“الإخوان في قاموس محمد بن زايد”
ويذكر المسؤول الأمريكي “غورتني” أن النقاش أدى لإدانات واسعة لحركة الإخوان المسلمين وتأثيرها على المنطقة من قبل محمد بن زايد، ويعلق ساخرا : (إن وصف الإخوان المسلمين هو أسوأ مفردة يمكن أن يتلقاها المرء في قاموس محمد بن زايد).
وذلك لأنه يرى قدرة الإخوان المسلمين على إثارة الجماهير العربية وجعل القادة التقليديين للمجتمع العربي عاجزين.
“خطر حماس عابر للحدود”
وقال محمد بن زايد بحسب الوثيقة الأمريكية، إن خطر حماس وحزب الله يشكل تهديدات عابرة للحدود مع أنها تتظاهر بأنها حركات وطنية.
واستخدم قصة زيارة خالد مشعل إلى مصر كأحدث مثال على النوايا السيئة حيث تمت دعوة مشعل في زيارة رسمية من قبل الرئيس حسني مبارك، بما في ذلك ترتيبات لإسكان مشعل بالطريقة التي يمنحها للقادة الوطنيين، وبحسب ما ورد رفض مشعل العرض وقال لمبارك إنه سيبقى مع “رئيسه”، زعيم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة والعدو المعلن لمبارك.
وقال محمد بن زايد إن الحدود والدول لا تهم هؤلاء الناس، بل الحركة فقط. من ناحية أخرى، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة مهمة جدا لمحمد بن زايد ويرى أنه من واجبه الحفاظ على سلامتها.
وتحدث الأدميرال “غورتني” عن التحالفات العسكرية والتدريبات متعددة الجنسيات كوسيلة للاستعداد لاحتمالات غير متوقعة ، خاصة فيما يتعلق بإيران. وكان محمد بن زايد سريعا جدا في الرد بأنه حاول تشكيل مجلس تعاون خليجي متماسك لمدة “27 عاما” وفشل. وقال: “أنا لست مؤمنا بتجميع دول مجلس التعاون الخليجي معا، اسألونا من يريد المشاركة وسنتقدم إلى الأمام، والآخرون سيتراجعون خطوة إلى الوراء”.
ووفق الوثيقة المذكورة تابع محمد بن زايد في حديثه: “يجب التعامل مع دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل ثنائي من قبل الولايات المتحدة، وليس كدولة خليجية أو أنها تنتمي للعالم العربي”. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن الولايات المتحدة تضيع وقتها في محاولة إقناع الأعضاء الآخرين في مجلس التعاون الخليجي بالتعاون من أجل المصلحة المشتركة.
ابن زايد يروي قصة ابنه الذي أصبح مهتما بتعاليم الإخوان
وذكر محمد بن زايد أن الإمارات لديها عدوان، إيران والإرهاب، وروى قصة ابنه الذي أصبح مهتما بتعاليم الإخوان المسلمين، مما حدا به أن أرسل ابنه في مهمة إنسانية إلى إثيوبيا ولكن ليس مع الهلال الأحمر، بل مع الصليب الأحمر، حيث عاد ابنه من البعثة مع رؤية سليمة عن الغرب، لقد اندهش من أن المسيحيين مع الصليب الأحمر كانوا يقدمون الطعام والدعم لأي شخص يحتاج إلى الدعم، وليس فقط للمسيحيين. لم يسمع ابنه قصص الغرب إلا من خلال عدسة قناة الجزيرة وغيرها من القصص المماثلة.
“الاستشهاد خيال وسنلاحق الإيرانيين وسنقتلهم”
وقال محمد بن زايد “لا يوجد دين حقيقي يأمر أحدا بقتل الأبرياء، لا يوجد دين حقيقي يقول لأي شخص أن يكون مفجرا انتحاريا، والإيهام أن تكون شهيدا للإسلام وأن تركب عربة ذهبية إلى الجنة وتعيش في فندق ٧ نجوم حيث تنتظرك ٧٠ حورية هذا الخيال الذي يستغله المتطرفون.”
كما تحدث محمد بن زايد بفخر عن سلاحه الجوي ودوره في الدفاع عن بلده. وقال: “هذا هو الشرق الأوسط وسنفعل ما يتعين علينا القيام به، عندما يطلق الإيرانيون صواريخهم سنلاحقهم ونقتلهم”.
وقال إنه يشعر أن أسوأ شيء يمكن أن يفعله كقائد هو السماح للإيرانيين بمهاجمة شعبه ثم عدم الحصول على إجابة عندما يسأل الشباب الإماراتي “ماذا ستفعل؟”. وقال بشيء من اليقين أن هذا هو العام الذي سيهاجم فيه الإسرائيليون إيران وهو يعتقد أن إيران سيكون لديها مساران محتملان للعمل، الأول هو أن تصمت ولا تفعل شيئا وتجعل العالم يدين بشدة تصرفات إسرائيل بحيث تصبح إيران بطلة لعدم الرد على هجوم “غير مبرر”.
والثاني بحسبه، هو إطلاق صواريخها على حلفاء أولئك الذين يدعمون إسرائيل (أي الشركاء المقربين للولايات المتحدة). ويرى أن الإمارات على رأس قائمة الأهداف الإيرانية.
وعندما أشار الأدميرال “غورتني” إلى أن البحرية الأمريكية موجودة هنا في الخليج منذ ٦٠ عاما، قال محمد بن زايد بأنه يسمع ذلك منذ أكثر من ٤٠ عاما وأن أعز آماله هو أن يستمر في سماع ذلك لمدة ٤٠ عاما أخرى – وأن يسمع أطفاله نفس الرسالة من أمريكا.