البيت الأبيض يطلق استراتيجية جديدة لمكافحة الكراهية ضد المسلمين والعرب في أمريكا
وطن – أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن استراتيجية شاملة جديدة لمكافحة الكراهية ضد المسلمين والعرب في الولايات المتحدة، في خطوة تهدف لاحتواء موجة العنف والتمييز التي تصاعدت مع اندلاع الحرب في غزة تأتي هذه الجهود عقب سنوات من السياسات التي شوهت صورة المسلمين والعرب، وشهدت زيادة ملحوظة في جرائم الكراهية الموجهة ضدهم.
وتتألف الاستراتيجية الجديدة من وثيقة من 64 صفحة، وتركز على التصدي لجميع أشكال التمييز والتحيز الموجه ضد المسلمين والعرب. في مقدمة الوثيقة، استشهد بايدن بقضية الطفل وديع الفيومي (6 سنوات) ووالدته، اللذين تعرضا لجريمة كراهية مروعة في شيكاغو. اعتبر الرئيس هذه الحادثة “عملًا شنيعًا”، مسلطًا الضوء على تزايد عمليات التنمر والعنف بحق هذه الفئات، ما يتعارض مع القيم والمبادئ التي تأسست عليها أمريكا.
وقال بايدن: “يستحق المسلمون والعرب العيش بكرامة والتمتع بكامل حقوقهم أسوةً بجميع الأمريكيين”، مضيفًا أن استهداف مجتمعات بأكملها بالتمييز سياسة خاطئة لا تعزز أمن البلاد. هذه الخطوة تأتي بعد إجراءات تمييزية تمت في عهد الإدارة السابقة، لا سيما قرار الحظر على السفر من دول ذات غالبية مسلمة، والذي ألغاه بايدن في أول يوم له في المنصب، إلا أن آثاره لا تزال محسوسة.
وتهدف الوثيقة الجديدة إلى تعزيز التعليم حول الإسلاموفوبيا، ودعم مبادرات حقوق الإنسان، والتصدي للتمييز المؤسسي الذي يواجهه المسلمون والعرب. ومع ذلك، انتقد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) هذه الاستراتيجية ووصفها بأنها “غير كافية ومتأخرة”، مستشهداً بالسياسات المستمرة كقوائم “حظر الطيران” وقائمة المراقبة الاتحادية التي تضم العديد من العرب والمسلمين.
ولم يصدر أي تعليق فوري من فريق الرئيس السابق دونالد ترامب حول الاستراتيجية أو موقفه منها. ومع ذلك، يثار التساؤل حول مدى التزام الإدارات الأمريكية المستقبلية بتطبيق هذه السياسات، خاصةً مع الانقسامات الحادة في المشهد السياسي الأمريكي حول قضايا الهجرة والحقوق المدنية.
وتتماشى هذه الخطوة مع استراتيجية مشابهة أطلقها البيت الأبيض في سبتمبر 2023 لمكافحة معاداة السامية. وتعكس هذه التحركات رغبة الإدارة في التعامل مع أشكال الكراهية كافة، مع التركيز على حماية الفئات المتضررة من جرائم الكراهية.
ورغم ترحيب البعض بالمبادرة، يبقى التحدي الرئيسي في ترجمة هذه الوعود إلى أفعال ملموسة تؤثر إيجابًا على حياة المسلمين والعرب في أمريكا. وتبيّن الانتقادات الموجهة للبيت الأبيض مدى التعقيد الذي يحيط بهذا الملف، والحاجة الملحة لاتخاذ خطوات فعلية تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة هذه الفئات المستهدفة.