ما حقيقة العلاقة بين صلاح جديد وأنيسة مخلوف والدة بشار الأسد؟
وطن – شهدت سوريا تحولات سياسية عميقة خلال العقود الماضية، وبرزت شخصيات محورية ساهمت في تشكيل تاريخ البلاد. من بين هذه الشخصيات، يبرز اسم صلاح جديد، القائد البعثي الذي لعب دورًا رئيسيًا في انقلاب 1966، وأنيسة مخلوف، السيدة الأولى السابقة وزوجة الرئيس حافظ الأسد. تحيط بعلاقتهما العديد من الشائعات والتكهنات التي تتطلب تسليط الضوء عليها لفهم طبيعة الدور الذي لعبه كل منهما في السياسة السورية.
صلاح جديد: العسكري الثوري ورجل الحزب
ولد صلاح جديد عام 1926 في محافظة اللاذقية، وكان ضابطًا بارزًا في الجيش السوري وعضوًا مؤثرًا في حزب البعث العربي الاشتراكي. ارتبط اسمه بانقلاب 1966 الذي عزز سلطة الجناح اليساري في الحزب، مما أدى إلى تحولات جذرية في السياسة السورية. شغل جديد مناصب قيادية، وكان يعتبر من أبرز العقول السياسية التي ساهمت في صياغة توجهات الحزب.
لكن فترة صلاح جديد في السلطة لم تدم طويلًا؛ فقد تصاعدت الخلافات بينه وبين حافظ الأسد، وزير الدفاع آنذاك، حول قضايا استراتيجية أبرزها حرب 1967. انتهت هذه الصراعات بانقلاب داخلي قاده حافظ الأسد عام 1970، ليُعتقل صلاح جديد ويقضي ما تبقى من حياته في السجن حتى وفاته عام 1993.
أنيسة مخلوف: السيدة الأولى ونفوذ عائلة مخلوف
أنيسة مخلوف،المولودة عام 1930، تنتمي إلى عائلة مخلوف التي كانت تُعد من العائلات ذات النفوذ في سوريا. تزوجت من حافظ الأسد عام 1957، وأصبحت السيدة الأولى بعد تسلم زوجها رئاسة البلاد عام 1971. لعبت أنيسة دورًا بارزًا خلف الكواليس في ترسيخ سلطة عائلة الأسد، كما كان لعائلتها تأثير كبير في المجالات الاقتصادية والسياسية.
التقاطع بين الشخصيتين:
لاتوجد أدلة موثقة تشير إلى علاقة شخصية مباشرة بين صلاح جديد وأنيسة مخلوف. ومع ذلك، فإن السياق السياسي الذي جمعهما كان مشحونًا بالتوترات والخلافات داخل حزب البعث. كان حافظ الأسد، زوج أنيسة، أحد أبرز خصوم صلاح جديد داخل الحزب، مما يجعل أي علاقة بين أنيسة وصلاح جديد، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، تخضع لتأثير هذه الصراعات.
الشائعات والتكهنات:
في السنوات الأخيرة، انتشرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود علاقة خاصة بين أنيسة مخلوف وصلاح جديد. من بين أبرز هذه الشائعات تلك التي أُثيرت في تصريحات الإعلامي فيصل القاسم، لكنها لم تستند إلى مصادر موثوقة. يمكن فهم هذه الشائعات ضمن سياق رغبة البعض في إعادة قراءة التاريخ السوري بعيون نقدية أو مثيرة للجدل.
السياسة والنفوذ: الإطار الأوسع للعلاقة:
إذا كان هناك شيء يمكن تأكيده، فهو أن العلاقة بين الشخصيتين تتجلى في إطار أوسع من الصراع على النفوذ داخل حزب البعث وفي سوريا بشكل عام. كانت أنيسة مخلوف تمثل ركيزة أساسية في دعم سلطة زوجها حافظ الأسد، بينما كان صلاح جديد رمزًا لمعارضة تلك السلطة بعد سقوطه السياسي. هذا التباين يعكس ديناميكيات السياسة السورية التي شكلتها تحالفات وصراعات داخلية معقدة.
و بينما تظل العلاقة بين صلاح جديد وأنيسة مخلوف موضوعًا للتكهنات، يبقى من الأهم التركيز على السياق التاريخي والسياسي الذي شكَّل مساراتهما المختلفة. يوضح هذا السياق كيف أثرت التحالفات والصراعات داخل حزب البعث على مجريات السياسة السورية لعقود. يبقى البحث المستند إلى الأدلة الموثوقة هو السبيل لفهم أعمق لتاريخ البلاد وشخصياتها المؤثرة.