سلطة رام الله للرئيس ترامب: نحن جاهزون للتصدي للمقاومة

وطن – تستمر السلطة الفلسطينية في تكثيف حملتها الأمنية بمحافظة جنين، في خطوة تُعتبر رسالة واضحة للإدارة الأميركية القادمة بقيادة دونالد ترامب. هذه الحملة التي تصاعدت وتيرتها خلال الأيام الماضية، تستهدف اجتثاث المقاومة في مخيم جنين، الذي يُعدّ مركزًا للحراك المقاوم في الضفة الغربية. أدت الحملة إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين، من بينهم طفل، وسط اتهامات للسلطة بمحاولة كسب ودّ واشنطن عبر قمع المقاومة.

تفاصيل الحملة الأمنية في جنين:

ويشهد مخيم جنين تصعيدًا أمنيًا كبيرًا من قبل السلطة الفلسطينية، التي أرسلت قادة الأجهزة الأمنية إلى المنطقة، حيث شُكلت غرفة عمليات دائمة لإدارة العمليات. شارك في هذه الجهود رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، ووزير الداخلية زياد هب الريح، وقائد الأمن الوطني أبو دخان، إلى جانب رئيس الوزراء محمد مصطفى. وتأتي هذه التحركات في محاولة لإظهار قدرة السلطة على فرض الهدوء والأمن، ومنع أي عمليات مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضا:

“عملية اجتثاث المقاومة”.. السلطة الفلسطينية تهاجم مخيم جنين وتغتال قائدًا بارزًا

رسائل السلطة إلى ترامب:

تحاولالسلطةالفلسطينيةتقديمحملتهاالأمنيةفيجنينكهديةإلىالإدارةالأميركيةالجديدة،مشيرةإلىأنهاقادرةعلىقطع رأس المقاومةوفرض الأمن في الضفة الغربية. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن السلطة تعمل منذ أشهر على فتح قنوات تواصل مع مقربين من ترامب، لتعزيز التعاون الأمني بين الجانبين.

الأجهزة الأمنية الفلسطينية
الأجهزة الأمنية الفلسطينية

التداعيات على الأرض:

أسفرت الحملة الأمنية عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، من بينهم الطفل محمد عماد العامر، نجل لواء في جهاز الأمن الوقائي، الذي أصيب برصاص قناص أمام منزله رغم التحذيرات. كما استشهد القيادي فيكتيبة جنين، يزيد جعايصة، المطلوب للاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات. وأثارت هذه التطورات احتجاجات شعبية واسعة، حيث عمَّ الإضراب الشامل مدينة جنين، وتحولت المدارس إلى التعليم الإلكتروني، وأغلقت المحال التجارية أبوابها.

ردود الفعل الشعبية والفصائلية:

تزامنًا مع الحملة الأمنية، شهدت محافظات الضفة الغربية احتجاجات واسعة، تضمنت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وعناصر الأمن الفلسطيني. وأصدرت فصائل فلسطينية ومنظمات حقوقية بيانات تدين الحملة، وتدعو إلى وقف العمليات الأمنية وفتح حوار وطني يحفظ السلم الأهلي.

محاولات التحريض ضد المقاومة:

في سياق تبرير الحملة الأمنية، عمد مسؤولون في السلطة إلى التحريض ضد المقاومة، محذرين من إمكانية تكرارسيناريو غزةفي الضفة الغربية. واعتبروا أن المجموعات المسلحة في المخيمات تشكل تهديدًا لاستقرار الضفة، مما يعكس رغبة السلطة في تأكيد سيطرتها الكاملة على الأراضي الفلسطينية.

وتعكس الحملة الأمنية في جنين استراتيجية السلطة الفلسطينية في تقديم أوراق اعتمادها للأطراف الدولية، على حساب المقاومة. ورغم محاولات السلطة إظهار سيطرتها، فإن التداعيات الميدانية والسياسية لهذه العمليات قد تؤدي إلى تعميق الانقسام الفلسطيني وزيادة الاحتقان الشعبي. يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لهذه السياسة أن تحقق استقرارًا دائمًا، أم أنها تزيد من تعقيد المشهد الفلسطيني؟

Exit mobile version