أردوغان ومخاوف الخليج: تركيا تسعى لتوازن إقليمي في مستقبل سوريا
ميدل إيست آي: أردوغان يستمع لمخاوف الخليج بشأن القيادة السورية الجديدة
وطن – نقل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبدي تفهماً لمخاوف الإمارات والسعودية حول القيادة السورية الجديدة، خاصة فيما يتعلق بارتباطها بالجماعات الإسلامية. يأتي ذلك في أعقاب الإطاحة بنظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا بعد خمسين عاماً من حكم عائلته.
دور تركيا وتجنب أخطاء الماضي
وأكد التقرير أن تركيا، التي لعبت دورًا رئيسيًا في إسقاط نظام الأسد، تدرك التحديات المستقبلية التي قد تواجهها في سوريا. وحرصت أنقرة على تجنب الأخطاء التي ارتُكبت خلال ثورات الربيع العربي قبل نحو 14 عامًا، مثل تحول سوريا إلى دولة مجزأة على غرار ليبيا، أو مواجهة انقلاب عسكري كما حدث في مصر بعد تجربة ديمقراطية قصيرة.
الحاجة إلى دعم الحلفاء الإقليميين
وبحسب التقرير، فإن المسؤولين الأتراك يدركون أهمية التعاون مع الحلفاء الإقليميين، مثل دول الخليج، والقوى الغربية لتحقيق الاستقرار في سوريا. كما تسعى أنقرة لضمان دعم هذه الدول على المدى الطويل عبر الاستماع إلى مخاوفها والعمل على إشراكها في صياغة مستقبل سوريا.
“تقدير نصائح الخليجيين”
ونقل الموقع عن مصدر مطلع على تفكير الحكومة التركية قوله: “الرئيس أردوغان يعتقد أن المخاوف التي أثارتها السعودية والإمارات ينبغي الاستماع إليها، وأن نصيحتهما بشأن سوريا موضع تقدير”.
قمة القاهرة ومناقشة المستقبل السوري
ومن المقرر أن يشارك أردوغان في قمة مرتقبة في القاهرة يوم الخميس، حيث سيلتقي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المعروف بمعارضته للجماعات الإسلامية. يتوقع أن تكون مسألة الحكومة السورية الجديدة من بين أبرز المواضيع المطروحة للنقاش.
تصريحات وزير الخارجية التركي
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في تصريحات يوم الجمعة: “إن السعودية والإمارات وقطر وتركيا وغيرها من الدول لابد وأن تتعاون في إطار ثقافة التعاون واحترام حدود كل منها وحقوقها السيادية”. وأضاف: “التعاون الإقليمي ضرورة لتجنب استغلال القوى المهيمنة الخارجية للاستقطاب الإقليمي، مما قد يؤدي إلى صراعات طويلة الأمد”.
تحول في خطاب قادة الخليج
أشار التقرير إلى تحول في خطاب قادة الخليج تجاه الأزمة السورية. السياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، المقرب من دوائر صنع القرار في أبوظبي، أعرب عن استعداد الإمارات للاستثمار في الاقتصاد السوري بعد مشاركتها المباشرة مع الحكومة بقيادة هيئة تحرير الشام. يعكس هذا التحول التقارب التركي الخليجي المتزايد بشأن مستقبل سوريا.
إعادة الإعمار وتحديات التمويل
يدرك المسؤولون الأتراك أن إعادة إعمار سوريا ستتطلب تمويلاً كبيرًا من دول الخليج، مثل الإمارات والسعودية، بالإضافة إلى دعم من القوى الغربية كالاتحاد الأوروبي. وتركز أنقرة جهودها على تأمين شراكات طويلة الأمد لضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا.
وتسعى تركيا، بقيادة أردوغان، إلى تحقيق توازن بين تطلعاتها الاستراتيجية في سوريا ومخاوف دول الخليج. وفي ظل التحولات الإقليمية والدولية، يبقى التعاون والتفاهم المشترك بين تركيا وحلفائها الإقليميين مفتاحًا لتحقيق مستقبل مستقر ومزدهر للمنطقة.