تطبيع إعلامي.. عماد الدين أديب.. من الإمارات إلى تل أبيب

وطن – أثارت زيارة الإعلامي عماد الدين أديب إلى تل أبيب موجة غضب كبيرة في الأوساط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أجرى حواراً مع الباحث الإسرائيلي إيتامار رابينوفيتش المعروف بدوره في المفاوضات السورية الإسرائيلية خلال التسعينيات.

أعلن عدد من الصحفيين والنشطاء رفضهم للتطبيع الذي يمثله هذا اللقاء، مؤكدين إدانة التطبيع الإعلامي مع الكيان الصهيوني.

تبرأت نقابة الصحفيين المصريين من أديب وأوضحت أنه ليس عضواً فيها منذ سنوات، مشددة على موقفها الثابت ضد التطبيع.

,كشف عماد أديب أنه سبق له زيارة إسرائيل أكثر من خمس مرات منذ عام 1996، وهو ما أثار استغراب العديد من المتابعين الذين انتقدوا تكرار زيارته للكيان المحتل، خاصة في ظل استمرار جرائمه بحق الفلسطينيين في غزة والضفة.

وجاء الحوار تحت عنوان: “عماد الدين أديب يبحث في تل أبيب عن أسرار سقوط الأسد”، حيث أعلنت القناة في أكتوبر/ تشرين الأول  الماضي عن انضمام أديب إليها لتقديم برنامج حواري حول أهم القضايا الراهنة.

وأثار الحوار جدلا واسعا واتهامات لأديب بالتطبيع، في وقت تحظر نقابة الصحافيين المصريين أي أشكال للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1980.

وكتب محمود كامل، مقرر لجنة الحريات في نقابة الصحافيين المصريين على صفحته في فيسبوك أنه “تلقى من العديد من الزملاء الصحافيين، مقطع فيديو للإعلامي عماد الدين أديب يحاور فيه دبلوماسيا صهيونيا من داخل الكيان الصهيوني”.

وأضاف: “أديب ليس عضوا في نقابة الصحافيين المصريين منذ سنوات عدة، بعد صدور قرار من هيئة التأديب في النقابة بشطبه في واقعة فصل تعسفي، وإذا كان عضوا في النقابة في هذه اللحظة، لاستوجب شطبه فورا”، مؤكدا موقف “الصحافيين الحاسم ضد التطبيع المهني والشخصي والنقابي”.

وسبق لأديب أن زار تل أبيب عدة مرات، وكانت أولى زياراته عام 1996 عندما حاور رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبعدها تعددت زياراته إلى إسرائيل لتتخطى الخمس مرات، باعترافه.

وحاول أديب بعدها تبرير لقائه مع نتنياهو قائلا: “كان حوارا مؤلما لأنني أحاور شخصا غير محبب لي وأكرهه، كما أنك تتحاور في غرفة مجلس الوزراء الإسرائيلي في القدس المحتلة، ووراء ظهرك صورة تيودور هيرتزل، صاحب فكرة الدولة اليهودية وتم تفتيشك عشرات المرات”.

ويواصل أديب حديثه عن كواليس زيارته وتطبيعه مع العدو قائلا: “قبلها، عندما كنت أتجول في القدس ووجدت جنود الاحتلال وهم يضربون السيدات والانتهاكات بالمسجد الأقصى، كنت مشحون عاطفيا لأن هناك فرقا بين أن تحكي عن احتلال، وأن ترى وتعيش احتلالا، ولكن مع ذلك، يوجد ما يسمى احتراف، فلا تظهر مشاعرك تجاه من أمامك سواء بالحب أو الكراهية، فهذا ضيف من حقه أن يأخذ حقه بالحوار”.

وفي عام 2018، اتهم عماد الدين أديب بحضور احتفالية الكيان الإسرائيلي بما يسمى عيد الاستقلال الـ70، في فندق ريتز كارلتون.

كما لا يخفى أديب انبهاره بالكيان الإسرائيلي، وقال عنه في مقال حمل اسم: “سر إسرائيل الكبير” نشر في سبتمبر/ أيلول 2015: “ما الفارق الجوهرى فى العقلية الإسرائيلية والعقلية العربية فى إدارة شؤون البلاد؟ باختصار الإسرائيلى ما بيهزرش، إنه لا يأخذ شؤون حياته بأي تهاون أو خفة، لأنه يتعامل بمنطق أن أول خطأ يرتكبه من الممكن أن يكون آخر شيء يفعله فى حياته.. الخطأ عند الإسرائيليين يعنى الموت. لذلك كله، لا شيء فى إسرائيل يُترك إلى الصدف، ولا يتم تأجيل أو تأخير التعامل مع أي أزمة. كل المشكلات في إسرائيل مهما صغرت، يتم التعامل معها منذ بداياتها المبكرة”.

ويواصل: “زرت إسرائيل في مهام عمل إعلامي خمس مرات، وفى كل مرة، كان هناك سؤال متكرر يلح على عقلي هو: كيف يمكن لدويلة من خمسة ملايين نسمة أن تتفوق عمليا وعلميا وتكنولوجيا على قرابة 300 مليون عربي؟”.

وكان خالد البلشي، نقيب الصحافيين المصريين، شدد على موقف النقابة الدائم ضد التطبيع مع العدو الصهيوني، مؤكداً أن حظر التطبيع المهني والنقابي والشخصي يظل مستمرا حتى تحرير الأراضي المحتلة، وعودة حقوق الشعب الفلسطيني.

وبيّن في كلمته خلال المؤتمر السادس للنقابة الذي عقد بداية الأسبوع الجاري، أن رفض النقابة لأي شكل من أشكال التطبيع ليس مجرد موقف سياسي؛ بل تعبير عن التضامن الإنساني العميق مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة، وأن النقابة جزء من الحركة العالمية المناهضة للاحتلال.

  • اقرأ أيضا:

“إفضح متصهين”.. وطن يجمع قائمة بأسماء الصهاينة العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى