تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا على جبهات متعددة، بدءًا من التوترات الإقليمية بين إسرائيل وإيران، ووصولًا إلى تعقيدات المفاوضات بشأن صفقة الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. في حين تبدو الساحة الإسرائيلية مشتعلة، تنعكس هذه التطورات على الأوضاع الإقليمية بشكل عام.
غانتس يدعو لحرب مباشرة مع إيران
وفي أعقاب تصعيد الهجمات الحوثية على إسرائيل، والتي بلغت ذروتها بإطلاق صاروخ باليستي أصاب ملعبًا في مدينة يافا وأدى إلى إصابة 16 شخصًا، دعا وزير الجيش الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، إلى شن حرب مباشرة ضد إيران.
وفي تغريدة نشرها عبر منصة “إكس”، قال غانتس: “حل اليمن في إيران. يجب ألا نكتفي بالرد على الحوثيين، فقد حان الوقت لرعاية الرأس.”
وهذه الدعوة تأتي في ظل تصاعد التوترات، إذ أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين خلال يومين؛ الأول تم اعتراضه، بينما أصاب الثاني مدينة يافا. غانتس، الذي شغل منصب وزير الجيش حتى يونيو الماضي، شدد على أن الهجمات الحوثية ليست إلا امتدادًا لتأثير إيران، ما يجعل التعامل مع طهران أولوية قصوى.
صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل: مفاوضات شائكة
في الوقت ذاته، تتعثر المفاوضات بين إسرائيل وحماس حول صفقة تبادل الأسرى. سلمت حماس قائمة بأسماء الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم، بينما قدمت إسرائيل قائمة تضم 34 محتجزًا تطالب بإطلاق سراحهم في المرحلة الأولى. ومع ذلك، رفضت إسرائيل إطلاق سراح بعض الأسماء البارزة، وعلى رأسها مروان البرغوثي، ما يعقد التوصل إلى اتفاق.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح مؤخرًا بأنه “لن يوافق على إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس”، ما أثار غضب عائلات المحتجزين الإسرائيليين، التي اعتبرت تصريحاته عائقًا أمام المفاوضات.
التشابك بين الجبهتين: تصعيد داخلي وخارجي
التوترات الإقليمية تزيد من تعقيد المشهد الداخلي في إسرائيل. دعوة غانتس لمواجهة إيران تتزامن مع تحذيره من أن تأخير المفاوضات مع حماس قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح.
في سياق صفقة الأسرى، تصر حماس على إطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا كمرحلة أولى، بينما تتمسك إسرائيل بضمانات تتعلق بإنهاء الحرب وضمان أمنها. مطالب إسرائيل بترحيل بعض الأسرى إلى دول ثالثة مثل تركيا أو قطر تظل نقطة خلافية، خاصة مع إصرار حماس على رفض ترحيل كبار المسؤولين.
من جهته، أشار وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف كاتس، إلى أن بعض المحاور، مثل محور فيلادلفيا، لن تشكل عقبة، لكنه شدد على ضرورة تسوية الخلافات سريعًا.
خلاصة المشهد
في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات الإسرائيلية لتوسيع المواجهة ضد إيران، تزداد تعقيدات المفاوضات مع حماس. المشهد يكشف عن ارتباط وثيق بين الجبهات الداخلية والخارجية، حيث تؤثر التحركات الإقليمية على التوازنات المحلية، والعكس صحيح.
الأيام القادمة قد تكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت إسرائيل ستختار التصعيد الإقليمي أو التهدئة الداخلية من خلال إتمام صفقة الأسرى. لكن حتى اللحظة، يبدو أن المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من التعقيد والتوتر.