أول شمعة حانوكا في المملكة العربية السعودية
وطن – شهدت المملكة العربية السعودية حدثًا استثنائيًا يحمل أبعادًا عن مدى استعدادها وحماسها لإقامة علاقة طبيعية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي عندما أُضيئت أول شمعة لعيد الحانوكا في مركز الملك عبد الله المالي بالرياض. وجمع هذا الحدث مجموعة متنوعة من اليهود من مختلف البلدان والخلفيات، متحدين في رسالة واحدة: نشر الأمل في مكان يشهد تحولًا سريعًا نحو الانفتاح والتقدم.
رحلة فريدة إلى المملكة
وبينما كان الزوجان صوفيا وزوجها يستعدان لرحلتهما إلى المملكة العربية السعودية، حملا معهما شمعدان الحانوكا ليصبحا جزءًا من تجربة غير مسبوقة. تزامن اليوم الأخير من زيارتهما مع الليلة الأولى من عيد الحانوكا، مما أتاح فرصة نادرة لإحياء شعائر هذا الاحتفال اليهودي التقليدي في قلب العاصمة السعودية.
الرياض، التي أصبحت حديث العالم بفضل نظام النقل السريع الجديد لم تكن وجهة عادية لهذه الرحلة. كان الهدف أعمق بكثير من مجرد السياحة، حيث سعت المجموعة اليهودية إلى خلق ارتباط روحي وتجربة تُظهر استمرار التقاليد عبر الأزمنة والمواقع.
تنوع يهودي يجتمع على أرض واحدة
وضمّ هذا التجمع الفريد يهودًا من خلفيات متنوعة، من تقليديين إلى حاسيديم وغير ملتزمين، متحدثين بأكثر من عشر لغات. ومع اختلافاتهم الثقافية والدينية، توحد الجميع حول رسالة عيد الحانوكا: أن النور قادر على تبديد الظلام مهما كان كثيفًا.
ولم يتحدث هؤلاء أو يشر بعضهم كيف ان النور قادم ودولتهم ما زالت ترتكب حرب الإبادة في غزة.
وقال موقع chabad اليهودي أنه وعندما أشعلت المجموعة شمعدان الحانوكا وسط ناطحات السحاب الحديثة، لم يكن الأمر مجرد احتفال عادي، بل كان إعلانًا رمزيًا عن صمود اليهود واستمرار تقاليدهم في مواجهة التحديات.
إرث الحانوكا وروح الإضاءة
ويستمد الحانوكا معانيه من روح الصمود والاحتفاء بالمعجزات. ويرجع الفضل في إشعال الشمعدانات العامة إلى الحاخام لوبافيتشر الذي شجع هذه المبادرة قبل خمسين عامًا في فيلادلفيا، مما أحدث تحولًا في المشهد العام لليهودية.
صوفيا، التي تأثرت بشدة بتجربتها مع الحاخام أبراهام وباتشيفا شيمتوف عندما كانت في سن الثالثة عشرة، قررت أن تصبح “مشعل مصباح” في حياتها. وهذا ما جسدته بالفعل في هذه المناسبة النادرة في الرياض.
لحظة تاريخية وروحية
ومع إشعال الشمعة الأولى، علت البركات القديمة في الهواء البارد للمدينة، وفق ما جاء في الموقع اليهودي مذكّرةً بالجذور العميقة للشعب اليهودي وارتباطه الوثيق بالتقاليد. وكان مشهد الشمعة المتوهجة وسط الأبراج السعودية الحديثة تجسيدًا لاستمرارية النور اليهودي في عالم يشهد تحولات مستمرة. وفق ما جاء في ذات الموقع.
السعودية كوعاء للتحول
ويضيف موقع chabad في تلك اللحظة، أصبحت المملكة العربية السعودية رمزًا لتحول جديد يعكس التقاء الثقافات والأديان في ظل انفتاح متزايد. كل روح يهودية تحمل شرارة قادرة على إحداث تغيير عالمي، ومثل هذه اللحظات تعزز الأمل في مستقبل مليء بالرحمة والاتصال والشفاء.
والسعودية ليست الدولة العربية الأولى التي تسمح باقامة احتفالات الحانوكا بل سبقتها الإمارات التي تقيم احتفالاً بالمناسبة كل عام.