أم مسلمة تحاول قتل ابنتها بدافع “جريمة شرف” تتصدر العناوين في الولايات المتحدة
وطن – في حادثة أثارت صدمة واسعة، تم القبض على أم من ولاية واشنطن تدعى زهراء صبحي محسن علي ، أثناء محاولتها الفرار إلى كندا بعد محاولتها خنق ابنتها البالغة من العمر 20 عامًا فيما وصفته السلطات بـ“جريمة شرف“. والحادثة التي وقعت في بلدة لاسي، واشنطن، تمثل واحدة من أكثر الجرائم إثارة للجدل حول قضايا الشرف والعنف الأسري. وفقًا لصحيفة ديلي ميل، فإن الحادثة تسلط الضوء على مخاطر الجرائم المرتبطة بالشرف في المجتمعات الغربية.
تفاصيل الواقعة
تمكنت السلطات الكندية من القبض على الأم، البالغة من العمر 50 عامًا، في معبر حدودي بعد أن تلقت بلاغًا من الشرطة الأمريكية. الأم متهمة بمحاولة خنق ابنتها خلال شجار عنيف في منزلهما بواشنطن، حيث تدخل الجيران على إثر سماع صرخات الابنة وطلبوا المساعدة.
ووفقًا لبيانات الشرطة، أكدت الابنة أن والدتها أقدمت على محاولة قتلها بعد أن اكتشفت تصرفات “تعتبر غير أخلاقية” وفقًا لمعايير الأم. وأشارت التقارير إلى أن الأم كانت تعتزم تنفيذ ما وصفته السلطات بـ“جريمة شرف“، وهي قضية تُثار في كثير من الأحيان في سياقات ثقافية ودينية محددة.
ردود الفعل المجتمعية
وأثارت الحادثة غضبًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعرب المستخدمون عن صدمتهم من استمرار مثل هذه الجرائم في المجتمعات الغربية. واعتبر ناشطون في مجال حقوق الإنسان أن هذه الحادثة تبرز الحاجة إلى تعزيز التوعية بشأن قضايا العنف الأسري والجرائم المرتبطة بالشرف.
وقالت إحدى الناشطات: “لا مكان لمثل هذه الجرائم في أي مجتمع. يجب أن نواصل العمل على تثقيف الناس حول المساواة وحقوق الإنسان“. بينما أضافت أخرى: “هذه القضية تدفعنا لإعادة التفكير في دعم الضحايا وتقديم الحماية اللازمة لهم“.
الإجراءات القانونية
وتم توجيه تهمة الشروع في القتل من الدرجة الأولى للأم، وهي جريمة قد تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة في حال الإدانة. ومن المقرر أن تمثل أمام المحكمة خلال الأيام المقبلة، بينما تتلقى الابنة الدعم من جمعيات حماية المرأة والشرطة المحلية.
وأكدت الشرطة في بيان: “نأخذ هذه القضية على محمل الجد. سلامة الضحايا هي أولويتنا، وسنعمل على ضمان تحقيق العدالة“. وأضاف البيان أن الجريمة تسلط الضوء على ضرورة تعزيز التعاون بين الوكالات الحكومية لتفادي تكرار مثل هذه الجرائم.
العنف المرتبط بالشرف: تحديات مستمرة
وتعد جرائم الشرف قضية مثيرة للجدل عالميًا، حيث تُرتكب هذه الجرائم بدافع “حماية سمعة الأسرة” وفقًا لمفاهيم بالية ومتخلفة عن الشرف. وعلى الرغم من الجهود العالمية لمحاربة هذه الظاهرة، لا تزال بعض المجتمعات تُعاني من تبعاتها.
وفي الولايات المتحدة، تم تسجيل زيادة في الجرائم المرتبطة بالشرف خلال السنوات الأخيرة، مما يدعو السلطات والناشطين إلى تعزيز التوعية وتوفير دعم أكبر للضحايا.
وبينما تستعد المحاكم لمتابعة هذه القضية، يرى المحللون أن الحادثة ستكون نقطة محورية في النقاشات حول الجرائم المرتبطة بالشرف والعنف الأسري. وقد دعا خبراء إلى وضع برامج تعليمية واجتماعية تركز على تغيير المفاهيم الثقافية السلبية التي تُسهم في انتشار هذه الجرائم.