السر المظلم في ملفات جون إف. كينيدي: لماذا ترفض CIA الكشف عنها

وطن – كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية في تقرير مثير عن الجدل المستمر حول الملفات غير المكشوفة الخاصة باغتيال الرئيس الأمريكي جون إف. كينيدي. ورغم الوعود المتكررة من الرؤساء الأمريكيين، بما في ذلك دونالد ترامب، بالكشف الكامل عن هذه الملفات، إلا أن الكثير منها لا يزال محجوبًا. التقرير يُظهر الأسباب المحتملة وراء تحفظ وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) على الإفراج الكامل عن هذه الوثائق الحساسة.

الرئيس المنتخب دونالد ترامب يصافح روبرت ف. كينيدي جونيور في مجموعة مختارة
الرئيس المنتخب دونالد ترامب يصافح روبرت ف. كينيدي جونيور في مجموعة مختارة

وعد ترامب بالكشف عن الملفات: ما الذي حدث؟

في عام 2017، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن عزمه الإفراج عن جميع الوثائق المتعلقة باغتيال كينيدي، مشددًا على أنه يريد أن يكون شفافًا مع الشعب الأمريكي. ولكن مع حلول الموعد النهائي، تم الكشف عن جزء من الوثائق فقط، في حين ظلت آلاف الصفحات الأخرى سرية.

وعد ترامب ابن دونالد شقيق جون كينيدي، روبرت ف. كينيدي جونيور، وسيكشف بالكامل عن الوثائق الأخيرة المتعلقة باغتيال عمه (في الصورة)
وعد ترامب ابن دونالد شقيق جون كينيدي، روبرت ف. كينيدي جونيور، وسيكشف بالكامل عن الوثائق الأخيرة المتعلقة باغتيال عمه (في الصورة)

ترامب برّر قراره آنذاك بالقول إن بعض المعلومات قد تؤثر علىالأمن القومي، مما أثار تساؤلات حول ما تحتويه هذه الملفات، ولماذا ترفض وكالة الاستخبارات المركزية الإفراج عنها.

الاغتيال الذي غيّر التاريخ

وقعت جريمة اغتيال كينيدي في 22 نوفمبر 1963 أثناء مرور موكبه في مدينة دالاس بولاية تكساس. وفي حين اعتُبر لي هارفي أوزوالد القاتل الوحيد، شكك الكثيرون في الرواية الرسمية، مؤكدين أن هناك مؤامرة أكبر وراء الحادثة.

وقد أظهرت استطلاعات الرأي على مدار عقود أن معظم الأمريكيين يعتقدون أن هناك أطرافًا خفية تورطت في الاغتيال، ما يجعل الكشف عن هذه الملفات أمرًا حساسًا للغاية.

تحاول جاكي زوجة كينيدي يائسة إنقاذ زوجها بعد إطلاق النار عليه في دالاس
تحاول جاكي زوجة كينيدي يائسة إنقاذ زوجها بعد إطلاق النار عليه في دالاس

الأسباب المحتملة لرفض الكشف عن الملفات

وفقًا لتقرير ديلي ميل، فإن وكالة الاستخبارات المركزية تخشى أن تحتوي الوثائق المتبقية على معلومات حساسة قد تؤدي إلى:

  1. الكشف عن مصادر استخباراتية حساسة: تشير بعض الوثائق إلى أدوار لعناصر استخباراتية أمريكية في سياق الاغتيال، أو حتى إلى فشل الوكالة في حماية الرئيس كينيدي.
  2. تورط شخصيات رفيعة المستوى: ربما تحتوي الوثائق على أدلة تشير إلى تواطؤ أو إهمال من قبل مسؤولين حكوميين كانوا في مناصب حساسة في ذلك الوقت.
  3. تعقيد العلاقات الدولية: قد تكشف الوثائق عن اتصالات مع جهات خارجية، بما في ذلك الاتحاد السوفيتي وكوبا، مما قد يعيد إشعال توترات قديمة أو يؤثر على العلاقات الحالية.
  4. ضرر بسمعة الـ CIA: من الممكن أن تؤدي الملفات إلى الكشف عن عمليات غير مشروعة قامت بها الوكالة خلال تلك الفترة.
جون ف. كينيدي يلوح من السيارة قبل دقيقة تقريبا من إطلاق النار عليه
جون ف. كينيدي يلوح من السيارة قبل دقيقة تقريبا من إطلاق النار عليه

لماذا قد يندم ترامب؟

يرى محللون أن تأجيل ترامب للكشف الكامل عن هذه الملفات قد يضعه في موقف محرج. فبينما كان قد وعد بالشفافية، استجاب لضغوط داخلية من وكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون. هذا الموقف قد يُستخدم ضده سياسيًا، خاصة من قبل منتقديه الذين يرون أنه لم يفِ بوعوده للشعب الأمريكي.

الأبعاد التاريخية والسياسية

ملف اغتيال كينيدي ليس مجرد قضية تاريخية؛ فهو يمثل اختبارًا للمصداقية والشفافية في الحكومة الأمريكية. العديد من الباحثين والمؤرخين يرون أن الوقت قد حان للكشف عن جميع الوثائق، لطي صفحة الغموض والشكوك التي رافقت الحادثة لأكثر من ستة عقود.

صورة لهارفي أوزوالد، الماركسي وضابط البحرية السابقة لجيش الأميركيين، الذي صرخ في وجه مصطفى مصطفى- أنا مجرد كبش فداء!
صورة لهارفي أوزوالد، الماركسي وضابط البحرية السابقة لجيش الأميركيين، الذي صرخ في وجه مصطفى مصطفى- أنا مجرد كبش فداء!

ولكن البعض يخشى أن يؤدي الإفراج الكامل عن الملفات إلى إعادة فتح جراح قديمة، وإثارة جدل واسع حول دور المؤسسات الأمريكية في الماضي.

هل سيتم الكشف عن الحقيقة؟

مع بقاء جزء كبير من الملفات طي الكتمان، تظل الحقيقة الكاملة حول اغتيال كينيدي غائبة. وبينما يطالب كثيرون بالإفراج الكامل عن الوثائق، يبدو أن القوى السياسية والأمنية في الولايات المتحدة لا تزال ترى في هذه الملفات خطرًا علىالأمن القومي“.

كان روبرت كينيدي جونيور، الذي تم تعيينه كرئيس للزوجة، أماريليس فوكس كينيدي (في الصورة)، نائب وكالة الاستخبارات المركزية.
كان روبرت كينيدي جونيور، الذي تم تعيينه كرئيس للزوجة، أماريليس فوكس كينيدي (في الصورة)، نائب وكالة الاستخبارات المركزية.

ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستُرفع السرية عن هذه الوثائق يومًا ما، أم ستبقى الحقيقة مدفونة في أرشيفات الحكومة الأمريكية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى