حين قبل الراحل جيمي كارتر  شفاه الملكة الأم واثار صدمتها

وطن – في عام 1977، وخلال زيارة رسمية إلى المملكة المتحدة، أثار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر جدلاً واسعاً عندما كسر البروتوكول الملكي وقام بتقبيل الملكة الأم على شفتيها. هذه الحادثة، التي أصبحت إحدى أكثر اللحظات إثارة في تاريخ العلاقات الأمريكية البريطانية، لم تكن مجرد خطأ عابر، بل أصبحت نقطة حوار دائمة بين السياسيين والمؤرخين.

خلفية الحادثة: لقاء ملكي ذو طابع خاص

كانت زيارة جيمي كارتر إلى بريطانيا جزءاً من جولة أوروبية تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها. كجزء من هذه الجولة، أقام قصر باكنغهام مأدبة رسمية تكريماً للرئيس الأمريكي.

بدا كارتر معجبة بالملكة خلال فترة قصيرة للقصر
بدا كارتر معجبة بالملكة خلال فترة قصيرة للقصر

وحينها، كان من المعروف أن البروتوكول الملكي يفرض قواعد صارمة حول كيفية تحية أفراد العائلة المالكة. يُتوقع من الضيوف أن يلتزموا بتقديم انحناءة أو مصافحة، لكن كارتر قرر أن يفاجئ الجميع.

القبلة المثيرة للجدل

وعندما اقترب كارتر من الملكة الأم، تجاهل القواعد المتبعة ومدّ يده لتقديم التحية. وفي لحظة أثارت دهشة الجميع، قام بتقبيل الملكة الأم على شفتيها بدلاً من مصافحتها أو تقبيل يدها كما هو متعارف عليه.

وبحسب شهود عيان، كان وجه الملكة الأم يعكس مزيجاً من الدهشة والارتباك. وعلى الرغم من ابتسامتها الظاهرة، فقد وصفت الحادثة لاحقاً بأنهاغير متوقعة للغاية“.

تمشي الملكة الأم مع الرئيس جيمي كارتر، الذي يظهر على اللغة الإنجليزية، في الرسم الأزرق في غرفة قصر باكنغهام.
تمشي الملكة الأم مع الرئيس جيمي كارتر، الذي يظهر على اللغة الإنجليزية، في الرسم الأزرق في غرفة قصر باكنغهام.

ردود الفعل: بين الدهشة والإعجاب

وفي حديث لاحق، صرّحت الملكة الأم مازحة بأنهالم تتعرض لموقف كهذا منذ سنوات“. بينما رأى البعض أن هذه الحادثة عكست طبيعة كارتر البسيطة وغير الرسمية، اعتبر آخرون أنها كانت خطأ دبلوماسياً يفتقر إلى الاحترام.

ومن جهة أخرى، أشار محللون إلى أن هذه الخطوة ربما كانت مقصودة لإظهار دفء العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وإن كان ذلك بطريقة أثارت الجدل.

موقف كارتر من الحادثة

ولم يُظهر كارتر أي علامات ندم على هذه الخطوة. على العكس، فقد اعتبرها تعبيراً عن حسن النية والاحترام، حتى لو كانت غير مألوفة. بالنسبة له، كان الهدف تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين بطريقة تعكس دفء الشخصية الأمريكية.

أثر الحادثة على العلاقات الدبلوماسية

وعلى الرغم من الجدل، لم تؤثر هذه الواقعة بشكل سلبي على العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. بل إنها أصبحت موضوعاً للمزاح بين المسؤولين البريطانيين والأمريكيين في اللقاءات اللاحقة.

حادثة في الذاكرة التاريخية

وتظل قبلة جيمي كارتر للملكة الأم واحدة من اللحظات الفريدة في التاريخ الدبلوماسي. إنها تُظهر كيف يمكن للحظات غير المخطط لها أن تترك بصمة دائمة، سواء في العلاقات بين الدول أو في سجلات التاريخ.

وفي النهاية، تذكرنا هذه الحادثة بأن الدبلوماسية ليست دائماً مرتبطة بالقواعد الصارمة، بل أحياناً تنبض بالحياة من خلال اللحظات العفوية التي تترك أثراً لا يُنسى.

Exit mobile version