وطن – بات دور الإمارات في صراع السودان محط أنظار العالم بعد التقارير التي كشفت عن تورطها في تسليح ميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”. هذه الميليشيا، التي ارتكبت مجازر مروعة ودفعت الملايين إلى النزوح، تحولت إلى محور رئيسي في الحرب الدائرة ضد الجيش السوداني.
تحت وطأة الضغوط الدولية، وخاصة من واشنطن، تعهدت الإمارات أخيرًا بوقف دعمها للميليشيا المسلحة. تأتي هذه الخطوة بعد تقارير موثوقة تفيد بتهريب السلاح والعتاد عبر الحدود السودانية مع تشاد، مما أسهم في إطالة أمد الحرب التي تهدد حياة الملايين بالمجاعة.
بحسب مسؤولين أمريكيين، فإن مدى التزام الإمارات بوقف تدخلها سيحدد استمرار صفقات الأسلحة المستقبلية مع واشنطن. تعهد النواب الأمريكيون بمراقبة دقيقة للدور الإماراتي في هذا النزاع، وسط مطالبات بوقف مبيعات الأسلحة للدولة الخليجية في حال استمرار دعمها للميليشيات.
الإمارات، التي يصفها البعض بأنها الحليف الرئيسي لحميدتي، استثمرت في الصراع لتحقيق مصالح اقتصادية واستراتيجية، حيث سعت إلى حماية استثماراتها وسرقة موارد السودان من الذهب والألماس. ومع ذلك، فإن إعلانها الأخير بوقف تسليح الميليشيات قد يكون خطوة تكتيكية لتخفيف الضغط الدولي وضمان مصالحها الإقليمية.
الصراع في السودان، الذي دخل عامه الثاني، تسبب في مقتل الآلاف وتشريد الملايين، ويواجه حوالي 1.7 مليون سوداني خطر المجاعة. المجتمع الدولي يترقب بفارغ الصبر تأثير القرار الإماراتي على مسار النزاع.
هل يمثل هذا القرار تحولًا حقيقيًا نحو إنهاء الحرب، أم أنه مجرد مناورة سياسية جديدة من أبوظبي لضمان استمرارية نفوذها ومصالحها الاقتصادية في المنطقة؟ الأيام المقبلة وحدها ستكشف الحقيقة.
-
اقرأ أيضا: