مسألة وقت فقط.. السيسي ورقة محروقة منتهية الصلاحية

وطن – تمر مصر بفترة دقيقة تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يبدو أنه يعيش أصعب لحظات مسيرته السياسية منذ وصوله إلى الحكم قبل أكثر من عقد. بعد أن كان مدعومًا من حلفاء إقليميين ودوليين فتحوا أمامه أبواب العرش، وأغدقوا عليه الأموال تحت شعار “دعم الشعب المصري”، بات السيسي يواجه اليوم جفاءً وهجرانًا من ذات الأطراف التي دعمته.

في سنوات حكمه الأولى، كان السيسي ضيفًا مرحبًا به في لقاءات القادة العرب والدوليين، حيث قُدمت له الهبات والمساعدات، وتُرك له المجال لتشييد القصور الفخمة في العاصمة الإدارية الجديدة. بصفته حليفًا مطيعًا، لم يدخر جهدًا في تلبية أجندات أصدقائه الإقليميين، سواء كان ذلك في ملفات الأمن أو السياسة أو الاقتصاد.

ولكن، ومع انتهاء مهمته في أعين حلفائه، استحال السيسي إلى ورقة محروقة. بيع الجزر والأراضي، والتنازلات في ملفات عدة، وتفريطه في استقلالية الجيش، كلها كانت أسبابًا لتراجع دوره الإقليمي. أصبحت مصر، التي كانت يومًا القلب النابض للعالم العربي، على الهامش، فيما تصاعدت أدوار قوى إقليمية جديدة.

اليوم، تلعب تركيا دور الوسيط بين إثيوبيا والصومال، بينما باركت الإمارات الوساطة التركية في السودان. وفي غزة، التي كانت مصر وسيطًا رئيسيًا في مفاوضات وقف إطلاق النار، انتقلت الراية إلى الدوحة. الصراعات تشتعل على حدود مصر، لكنها تكتفي بالمشاهدة، دون أي دور حقيقي يعيد إليها مكانتها.

يبدو أن السياسة المصرية تحت حكم السيسي أصبحت متمركزة حول المشاريع الداخلية على حساب الدور الإقليمي. القصور الرئاسية والمشاريع الضخمة في العاصمة الإدارية تستهلك الموارد بينما يعاني الشعب المصري من أزمات اقتصادية خانقة. ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، بالإضافة إلى تراجع الجنيه المصري، زاد من التوترات الداخلية وأضعف موقف الحكومة.

السيسي، الذي كان يومًا ما يرفع رأسه بفخر أمام العالم، يعيش الآن في ظلال قراراته السابقة، التي جعلته الحلقة الأضعف في المشهد الدولي. رأسه المنكسة ورصيده السياسي المستنزف يعكسان حقيقة كونه حاكمًا فقد الدعم، وأصبح منتهي الصلاحية في لعبة السياسة الإقليمية والدولية.

في هذا السياق، يبدو الوداع أقرب من أي وقت مضى، فيما مصر تبحث عن استعادة دورها الذي افتقدته في ظل حقبة مليئة بالتنازلات والخيبات.

  • اقرأ أيضا:
بعد سقوط الأسد.. مخاوف السيسي تتزايد وسط شائعات دعم سعودي لجمال مبارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى