تركيا المستفيد الأكبر: أوكرانيا تنهي عبور الغاز الروسي إلى أوروبا

وطن – أعلنت شركة “غازبروم” الروسية عن توقف شحنات الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر أوكرانيا اعتبارًا من صباح اليوم، لتنتهي بذلك اتفاقية تاريخية استمرت لعقود بين البلدين. يأتي القرار في ظل رفض أوكرانيا تمديد الاتفاقية، مما يعني إغلاق أقدم طرق نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، والذي يعود تاريخه إلى الحقبة السوفيتية.

وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان جالوشينكو، وصف هذه الخطوة بأنها تاريخية، مؤكدًا أن روسيا ستتكبد خسائر مالية كبيرة وستفقد جزءًا كبيرًا من أسواقها في أوروبا. وأضاف أن أوروبا كانت قد اتخذت قرارًا استراتيجيًا بتقليل اعتمادها على الغاز الروسي منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022.

وفقًا للبيانات الأوكرانية المنشورة في نهاية عام 2023، شهدت كمية الغاز الروسي المنقول عبر أوكرانيا انخفاضًا بنسبة 28% مقارنة بعام 2022، لتصل إلى 15 مليار متر مكعب. وكان من المتوقع أن يتم إنهاء الاتفاقية في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، خاصة بعد غزو روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014 واستمرار الحرب الدائرة منذ 2022.

توقف الإمدادات عبر أوكرانيا يعني أن روسيا فقدت آخر خطوطها الرئيسية لتوريد الغاز إلى أوروبا. مع تعطل خطوط أنابيب مثل “نورد ستريم 1″ و”نورد ستريم 2″ و”يمال-أوروبا”، لم يتبق أمام موسكو سوى تركيا كطريق وحيد محتمل لتصدير الغاز إلى القارة الأوروبية.

لطالما كانت روسيا المهيمن الرئيسي في سوق الغاز الأوروبي، حيث بلغت حصتها 35% في العقود الأخيرة. ولكن حرب أوكرانيا وسلسلة العقوبات المفروضة على موسكو قضت على هذا التفوق، لتفتح الباب أمام تركيا للعب دور حيوي كمحور جديد لنقل الغاز.

تركيا قد تكون المستفيد الأكبر من هذا التحول، حيث يمكنها تعزيز مكانتها كمركز عبور رئيسي للطاقة بين الشرق والغرب. هذا التطور يعكس تغيرًا كبيرًا في ديناميكيات سوق الغاز العالمية، التي كانت تعتمد لعقود على الهيمنة الروسية.

مع فقدان روسيا لمكانتها التاريخية في أوروبا، يبقى السؤال حول قدرتها على استعادة نفوذها في سوق الغاز، أو ما إذا كانت تركيا ستتحول إلى البديل الدائم الذي تعتمد عليه أوروبا.

تداعيات حرب أوكرانيا.. الغاز الروسي يربك أوروبا (تقرير)
Exit mobile version