“حتى وإن قتل كل الفلسطينيين”.. عباس يصر على مواصلة عملية جنين

وطن – تصر السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس، على مواصلة حملتها العسكرية في مخيم جنين، أحد أبرز معاقل المقاومة في الضفة الغربية، رغم تصاعد الغضب الشعبي والدعوات المحلية والدولية لإيجاد حلول تنهي الاشتباكات.

العملية، التي بدأت بأوامر مباشرة من عباس، أسفرت حتى الآن عن مقتل 6 فلسطينيين، بينهم صحفية، طفلان، ومقاوم، بالإضافة إلى سقوط 5 قتلى من عناصر أجهزة أمن السلطة.

رفض محمود عباس مبادرات عديدة قدمتها أطراف داخلية وخارجية لوقف الحملة العسكرية. أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح أرسلوا رسالة إلى عباس، طالبوه فيها بوقف العمليات وفتح باب الحوار مع المقاومين للخروج من الأزمة التي تهدد استقرار المخيم والضفة الغربية. إلا أن عباس أكد أن الحل العسكري هو الخيار الوحيد، مشيرًا إلى أن أي مبادرات للحوار مع المقاومين مرفوضة بشكل قاطع.

في تصريح أثار جدلاً واسعًا، قال وزير الداخلية زياد هب الريح إن الهدف من الحملة هو “ترتيب البيت الداخلي”، مشددًا على أن العملية تستهدف من لا يلتزم بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية. هذا التصريح عكس نية السلطة في استهداف خلايا المقاومة المسلحة في المخيم، بما في ذلك كتائب المقاومة التي تُعد رمزًا للصمود الفلسطيني.

بحسب تقرير نشره موقع “وطن”، يواجه مخيم جنين ضغوطًا متزايدة بسبب هذه العمليات، حيث يعيش أهالي المخيم في ظروف صعبة بين المطرقة والسندان. المخيم، الذي شهد عمليات عسكرية إسرائيلية كبرى في الماضي، أبرزها اجتياح عام 2002، أصبح رمزًا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال. إلا أن التوترات الداخلية التي تغذيها السلطة الفلسطينية اليوم تزيد من معاناة سكانه، الذين يجدون أنفسهم بين استهداف المقاومة من جهة، وضغوط الاحتلال من جهة أخرى.

من جانبها، أشادت إسرائيل بمجريات العملية، معتبرة أنها تتماشى مع أهدافها في القضاء على وجود المقاومة في الضفة الغربية، حتى لو كان ذلك عبر أيدي السلطة الفلسطينية. ويأتي ذلك في وقت تؤكد فيه تقارير إسرائيلية أن تل أبيب تمارس ضغوطًا على السلطة لتكثيف عملياتها في المخيمات الفلسطينية لضمان مصالحها الأمنية.

في ظل هذه التطورات، تتصاعد الدعوات من المؤسسات الحقوقية والفصائل الوطنية والإسلامية لوقف الحملة، التي اعتبرتها تصعيدًا خطيرًا يهدد السلم الأهلي. بينما يزداد الغضب في الشارع الفلسطيني بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، يبقى الحل السياسي غائبًا، مع استمرار السلطة في الخيار العسكري، مما يعمق الأزمة ويزيد من عزلتها داخليًا وخارجيًا.

  • اقرأ أيضا:
مخيم جنين بين المطرقة والسندان.. هل تحمي السلطة الفلسطينية الاحتلال أم الشعب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى