وطن – في خطوة مفاجئة قد تعيد التوتر بين السعودية وإيران، أعلنت الرياض تنفيذ حكم الإعدام بحق 6 مواطنين إيرانيين أدينوا بتهريب المخدرات، ما أثار احتجاجًا رسميًا من طهران التي سارعت لاستدعاء السفير السعودي لديها. يأتي هذا التطور في وقت كانت فيه العلاقات بين البلدين تشهد تحسنًا ملحوظًا منذ اتفاق المصالحة الذي توسطت فيه الصين عام 2023، بعد سنوات من القطيعة.
أفادت وزارة الداخلية السعودية بأن تنفيذ الإعدام تم في المنطقة الشرقية، بعد استيفاء جميع مراحل التقاضي، وصدور مرسوم ملكي بالموافقة على العقوبة. وأكدت الرياض أن هذه الإجراءات تأتي ضمن جهودها لمكافحة تهريب المخدرات، لكنها لم تبلغ طهران مسبقًا، ما أثار استياءً واسعًا داخل الأوساط السياسية الإيرانية.
وفي رد فعل سريع، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا أعربت فيه عن “احتجاجها الشديد”، ووصفت هذه الإعدامات بأنها “غير مقبولة” وتنتهك “المعايير الدولية”. كما أرسلت وفدًا قانونيًا إلى الرياض لمتابعة القضية ومحاولة الحصول على توضيحات رسمية حول ملابسات تنفيذ الإعدام.
يأتي هذا التصعيد بعد تقارب دبلوماسي ملحوظ بين الطرفين، حيث شهدت الشهور الماضية زيارات متبادلة لمسؤولين رفيعي المستوى، وسط جهود لتخفيف التوترات الإقليمية، خاصة مع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، ووجود تهديدات مستمرة من جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا، والتي تستهدف المصالح السعودية.
يرى مراقبون أن هذه الحادثة قد تعيد الفتور للعلاقات بين البلدين، حيث تُعرف الرياض بتشديدها على تنفيذ أحكام الإعدام، وسبق أن واجهت انتقادات حقوقية ودولية بسبب ارتفاع معدلات الإعدام في عهد ولي العهد محمد بن سلمان. ومع ذلك، تبقى التساؤلات مطروحة حول ما إذا كانت هذه التطورات ستؤثر على الاتفاق السياسي بين الجانبين، أم أن هناك جهودًا دبلوماسية قد تمنع تفاقم الأزمة.
في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، ومخاوف من مواجهة مباشرة بين إيران والسعودية، يبقى السؤال المطروح: هل ستتجاوز الرياض وطهران هذا الخلاف، أم أن هذه الحادثة ستكون بداية فصل جديد من الصراع بين القوتين الإقليميتين؟
-
اقرأ أيضا: