بعد انسحاب روسيا.. واشنطن تؤسس أول قاعدة عسكرية دائمة في سوريا

وطن – شهدت الساحة السورية تطورات عسكرية كبرى بعد انسحاب القوات الروسية من البلاد، حيث سارعت الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري في الشمال السوري. خلال الأيام الأخيرة، دخلت أرتال ضخمة من الآليات والمدرعات الأميركية إلى الأراضي السورية، وتوجهت تحديدًا إلى بلدة كوباني (عين العرب) في ريف حلب الشرقي.

وتداول ناشطون مشاهد تُظهر شاحنات محملة بكتل إسمنتية عملاقة تدخل كوباني، فيما أكدت مصادر كردية أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن بدأ فعليًا بإنشاء قاعدة عسكرية دائمة داخل المدينة. تعدّ هذه القاعدة الأولى من نوعها للقوات الأمريكية داخل سوريا، في خطوة تعكس توجهًا نحو تعزيز النفوذ الأميركي بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

التحرك الأميركي يتزامن مع استمرار المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن، وبين الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في شمال شرق سوريا. ولتعزيز وجودها العسكري، استقدمت قوات التحالف تعزيزات لوجستية كبيرة، شملت غرفًا مسبقة الصنع، كاميرات مراقبة، حفارات خنادق، وكتل إسمنتية، في مؤشر على نية واشنطن البقاء طويلًا في المنطقة.

بررت الولايات المتحدة خطوتها الجديدة بأنها تهدف إلى التصدي لعودة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولكن مراقبين يرون أن هذه القاعدة تأتي ضمن ترتيبات أوسع، تشمل إعادة رسم المشهد الأمني والسياسي في سوريا، لا سيما مع بروز مفاوضات بين واشنطن وأحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) قائد هيئة تحرير الشام.

وفقًا لتقارير، فإن واشنطن أرسلت وفدًا رسميًا إلى دمشق للقاء الجولاني، وسط توقعات بإزالته من قائمة الإرهاب الأميركية مقابل التزامه بسياسات تتماشى مع المصالح الغربية في سوريا. هذه التطورات تطرح تساؤلات حول مستقبل الشمال السوري، والتوازنات الإقليمية في ظل التراجع الروسي والتدخل الأميركي المتزايد.

فهل تكون القاعدة الأميركية الجديدة في كوباني مقابلًا لشرعنة الجولاني دوليًا؟ وكيف ستؤثر هذه الخطوة على النفوذ التركي والإيراني في سوريا؟

  • اقرأ أيضا:
حرب المخابرات الدولية في سوريا: صراع أمريكي-روسي للسيطرة وسط توغل إسرائيلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى