عملية مصياف.. إسرائيل تعترف بتدمير منشأة صواريخ إيرانية في سوريا
وطن – بعد أربعة أشهر من تنفيذها، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية عسكرية معقدة داخل العمق السوري، استهدفت منشأة سرية للحرس الثوري الإيراني في منطقة مصياف بمحافظة حماة.
العملية، التي جرت في التاسع من سبتمبر 2024، تزامنت مع احتدام المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، وشملت إنزالًا جويًا لقوات الكوماندوز الإسرائيلي، مدعومًا بغطاء ناري من الطائرات المقاتلة والمسيرات.
بحسب المصادر الإسرائيلية، فقد شارك أكثر من 100 جندي في العملية، التي استهدفت منشأة تحت الأرض لتصنيع الصواريخ الدقيقة والقذائف بعيدة المدى، والتي كانت إيران تستخدمها لتعزيز قدرات حزب الله والفصائل المسلحة في المنطقة. تم تنفيذ العملية عبر قوات خاصة من وحدة “شلداغ” والوحدة 669 التابعة لسلاح الجو، حيث تم الهبوط بمروحيات عسكرية في محيط المنشأة، وتم تفكيكها وتدميرها بالكامل.
هيئة البث الإسرائيلية كشفت أن إسرائيل كانت على دراية بالموقع المستهدف منذ أكثر من عشر سنوات، وأنها درست مرتين في السابق إمكانية استهدافه عبر غارات جوية، إلا أن المخاطر كانت تحول دون تنفيذ عملية برية. ومع ذلك، قررت تل أبيب تنفيذ هذه العملية الدقيقة، في تطور غير مسبوق لأسلوب المواجهة مع الوجود الإيراني في سوريا.
من جانبه، أكد أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال، أن العملية كانت تهدف إلى منع نقل الصواريخ إلى حزب الله، مشيرًا إلى أن الهجوم تم عبر مزيج من الغارات الجوية والإنزال البري. ورغم عدم إفصاح إسرائيل عن حصيلة القتلى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربة أسفرت عن مقتل 27 شخصًا، بينهم ضباط بارزون في الحرس الثوري الإيراني.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من إيران أو الحكومة السورية بشأن العملية، لكن تقارير إعلامية أفادت بأن الاستهداف الإسرائيلي يعتبر من أقوى الضربات التي تلقاها الحرس الثوري الإيراني في سوريا خلال السنوات الأخيرة. وتأتي هذه التطورات في سياق التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران، في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.
هذه العملية تعكس تغيرًا في تكتيكات إسرائيل العسكرية، حيث لجأت إلى العمليات البرية السرية بدلاً من الغارات الجوية التقليدية، ما يشير إلى مرحلة جديدة من الصراع في سوريا، قد تحمل تطورات خطيرة في الأشهر القادمة.
-
اقرأ أيضا: