مأساة جديدة في الجزائر: مصرع أم وأطفالها الأربعة غرقًا خلال الهجرة إلى إسبانيا

وطن – في حادث مأساوي جديد، شهدت الجزائر فاجعة مؤلمة بعد غرق سيدة وأربعة من أبنائها أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية إلى إسبانيا عبر البحر المتوسط. قوات خفر السواحل في ولاية مستغانم، غربي الجزائر، تمكنت من العثور على جثث الضحايا بعد انقلاب قاربهم خلال الرحلة التي تعرف محليًا باسم “الحرقة”، والتي أصبحت ظاهرة متزايدة رغم مخاطرها الكبيرة.

تأتي هذه الفاجعة بعد أيام قليلة من حادثة مماثلة شهدتها ولاية بومرداس شمالي البلاد، حيث غرق قارب آخر أسفر عن وفاة 28 شخصًا كانوا في طريقهم إلى السواحل الأوروبية بحثًا عن حياة أفضل.

وبحسب الإحصاءات الأخيرة، سجّل عام 2024 رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد الوفيات المرتبطة بالهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، حيث لقي ما يقرب من 10,500 شخص مصرعهم أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإسبانية من إفريقيا، بمعدل 30 وفاة يوميًا، مما جعل العام الماضي الأكثر دموية في تاريخ هذه الظاهرة.

الطريق البحري الذي يربط الجزائر بالسواحل الإسبانية الشرقية، الممتد من ألميريا إلى فالنسيا مرورًا بأليكانتي وحتى جزر البليار، شهد وحده وفاة 517 شخصًا في عام 2024، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 19% مقارنة بالعام السابق. ويعد هذا الطريق ثاني أكثر طرق الهجرة خطورة بعد الطريق الأطلسي المؤدي إلى جزر الكناري، الذي سجل أعلى معدل وفيات بلغ 9,757 شخصًا وفقًا لمنظمة “كامنندو فرونتيراس”.

تسلط هذه الحوادث الأليمة الضوء على تفاقم أزمة الهجرة غير الشرعية في الجزائر، والتي تدفع مئات الشباب والعائلات إلى المخاطرة بحياتهم بحثًا عن مستقبل أفضل. ورغم الجهود المبذولة للحد من الظاهرة، إلا أن استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية يدفع المزيد من الأشخاص إلى ركوب قوارب الموت، في رحلة محفوفة بالمخاطر قد لا يعودون منها أبدًا.

مع تزايد أعداد الضحايا، تتزايد الدعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة، من خلال تحسين الظروف المعيشية للشباب وتوفير فرص عمل تحد من رغبتهم في الهجرة غير الشرعية التي تحوّلت إلى مأساة إنسانية تتكرر كل عام.

  • اقرأ أيضا:
فيديو مؤلم يوثق لحظة غرق قارب المهاجرين.. ما علاقته بكارثة اليونان؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى