ازدواجية الغرب.. لماذا أثارت مصافحة أحمد الشرع كل هذا الجدل؟
وطن – أثار رفض أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك جدلًا واسعًا، وسط اتهامات بازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدينية والاجتماعية.
ففي الوقت الذي يُنظر فيه إلى رفض المصافحة من قبل مسؤولين إسرائيليين، مثل وزراء متدينين أو مطربة إسرائيلية رفضت مصافحة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على أنه “حرية شخصية ودينية”، يُعد الموقف ذاته عندما يصدر من شخصية مسلمة “تطرفًا وإهانة للمرأة”، وفقًا لتصريحات غربية وإعلامية.
واستغلت وسائل إعلام غربية وخصوم الإدارة السورية الجديدة هذا الحدث لتشويه صورة أحمد الشرع، في محاولة لتأليب الرأي العام ضده، رغم أن الموقف لا يخرج عن كونه ممارسة شخصية قائمة على معتقد ديني.
ويعكس هذا الهجوم تناقض الغرب في تعاملاته، إذ يغض الطرف عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه في غزة، وعن معاناة النساء في السودان واليمن وسجون النظام السوري السابق، لكنه يجد في عدم المصافحة أزمة كبرى تستحق التنديد والتشهير.
وانتقد البعض تصرف الوزيرة الألمانية خلال لقائها مع القيادة السورية، مشيرين إلى أنها تعمدت التقليل من أهمية الزيارة بارتداء ملابس غير رسمية، على عكس ما اعتادت عليه في لقاءاتها مع مسؤولين أجانب آخرين.
كما أن موقف بيربوك الداعم للاحتلال الإسرائيلي، وتبريرها لجرائمه بحق النساء والأطفال في غزة، أثار تساؤلات حول مصداقية مواقفها بشأن حقوق الإنسان والمساواة.
ويؤكد هذا الجدل المستمر أن الغرب وحلفاءه في المنطقة لا يتعاملون مع القضايا من منطلق مبدئي، بل وفق أجنداتهم السياسية ومصالحهم الاستراتيجية. كما يُبرز العداء الممنهج الذي تواجهه أي إدارة ذات طابع إسلامي سياسي، حيث يتم تصويرها كتهديد أمني بدلاً من منحها الفرصة لإثبات نهجها وسياساتها.
-
اقرأ أيضا: