هل انتهى غموض المسيرات التي اجتاحت أمريكا؟

وطن – تستمر حالة الجدل في الولايات المتحدة بعد ظهور أسراب من الطائرات المسيّرة الغامضة التي حلّقت فوق الساحل الشرقي الأمريكي، ما أثار مخاوف واسعة من اندلاع حرب هجينة غير تقليدية. التقارير أشارت إلى أن نحو 100 مسيّرة من أصل 5 آلاف شوهدت في المنطقة، دون وجود تأكيدات رسمية على كونها طائرات استطلاع أجنبية.

ورغم محاولات التهدئة، فإن الصحف الأمريكية، وعلى رأسها نيويورك تايمز، سلطت الضوء على المسيّرات التي تم رصدها فوق قواعد عسكرية في إنجلترا وألمانيا، حيث تتمركز القوات الأمريكية، مؤكدةً أن هذا الأمر يستدعي تحقيقات معمّقة.

محللون أمريكيون رجحوا أن بعض هذه الطائرات ربما كانت في مهمة مراقبة مدعومة من جهات حكومية، بينما ذهب آخرون إلى أن انتشارها يمثل جزءًا من هجوم هجيني ضد الغرب، تستخدم فيه تكتيكات عسكرية وإلكترونية ونفسية متطورة.

وتشير تقارير استخباراتية إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا تواجهان تحديًا متزايدًا في ظل تزايد جرأة روسيا وإيران ودول أخرى في تنفيذ هجمات هجينة تستهدف البنية التحتية الحيوية. وتشمل هذه الهجمات عمليات اختراق أنظمة الحاسوب الحساسة، وتنفيذ اغتيالات، وشن هجمات إلكترونية تهدف إلى زعزعة الاستقرار.

ورغم أن الهجمات الهجينة ليست جديدة، فإن وتيرتها تصاعدت خلال السنوات الأخيرة، إذ شهدت أوروبا في يوليو الماضي واحدة من أعنف الهجمات عندما أدى انفجار سلسلة طرود مشبوهة إلى خسائر كبيرة. ورجح مسؤولون أمريكيون أن تلك الطرود كانت اختبارًا من قبل جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية لزرع متفجرات على طائرات شحن متجهة إلى الولايات المتحدة وكندا.

هذا التصعيد يزيد المخاوف من مرحلة جديدة من الصراع الدولي، حيث لم تعد الحروب تعتمد فقط على المواجهات العسكرية التقليدية، بل تشمل أيضًا تكتيكات معقدة تستهدف أمن الدول من الداخل. ويبدو أن الغرب بات مطالبًا بوضع استراتيجيات أكثر تطورًا لمواجهة هذه التهديدات غير التقليدية.

مسيرات غامضة تحلق فوق قواعد أمريكية في بريطانيا.. ما القصة؟
Exit mobile version