إسرائيل تهدد السلطة الفلسطينية بشأن عمليات جنين: تسريع أم تدخل مباشر؟

وطن – وجهت إسرائيل إنذارًا شديد اللهجة إلى السلطة الفلسطينية بشأن العملية الأمنية التي تنفذها في مخيم جنين ضد فصائل المقاومة. تطالب سلطات الاحتلال بتسريع وتيرة العملية وتحقيق نتائج ملموسة، محذرة من أنها قد تتدخل بنفسها إذا لم تسر الأمور وفق المطلوب.

العملية التي أطلقتها أجهزة الأمن الفلسطينية مستمرة منذ نحو شهر، وهي الأولى من نوعها منذ سنوات، حيث لم يكن للسلطة موطئ قدم حقيقي في المخيم. وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن المسؤولين الأمنيين في الاحتلال يواصلون نقل رسائل ضغط إلى الجانب الفلسطيني، مطالبين بزيادة الوتيرة وتحقيق المزيد من النتائج الميدانية في مواجهة فصائل المقاومة.

التوتر بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل يتصاعد، خصوصًا مع احتمالات انتقال العمليات الأمنية إلى مخيم طولكرم. ووفق تقارير إسرائيلية، لم يُقرر رئيس السلطة محمود عباس إقالة قائد الأمن الوطني في طولكرم إلا مؤخرًا، بعد اتهامه بعدم التعامل بحزم مع المسلحين ومحاولة التوصل إلى اتفاقات تهدئة معهم، وهو ما لم يرق للاحتلال.

إسرائيل بدأت في إحصاء نتائج العملية في جنين، مشيرة إلى أنها أسفرت عن اعتقال نحو 300 مقاوم ومساعديهم، إضافة إلى جرح 58 مسلحًا و26 من أفراد الأمن، بينما قُتل 14 شخصًا، من بينهم 6 عناصر أمنية و4 مقاومين و11 من أفراد الشرطة الفلسطينية. كما زعم الإعلام الإسرائيلي أنه تم تحييد 225 عبوة ناسفة و22 سيارة مفخخة خلال العملية.

الإنذار الإسرائيلي يعكس مدى عدم رضا الاحتلال عن أداء السلطة الفلسطينية في تنفيذ عملياتها الأمنية، في ظل استمرار تصاعد أنشطة المقاومة في الضفة الغربية، وخاصة في جنين التي تحولت إلى أحد أهم معاقل المقاومة الفلسطينية. هذا الضغط المتزايد يضع السلطة الفلسطينية في موقف معقد، إذ تحاول الموازنة بين تنفيذ المطالب الإسرائيلية وعدم الظهور بموقف العميل للاحتلال في نظر الشارع الفلسطيني.

مع استمرار التوتر الأمني في الضفة الغربية، تظل خيارات إسرائيل مفتوحة بين تكثيف الضغوط على السلطة أو تنفيذ عمليات عسكرية مباشرة، الأمر الذي قد يشعل الوضع الميداني ويفتح الباب أمام موجة جديدة من التصعيد في المنطقة.

  • اقرأ أيضا:
“حتى وإن قتل كل الفلسطينيين”.. عباس يصر على مواصلة عملية جنين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى