إعلام السعودية يهاجم تعديلات المناهج في سوريا ويتجاهل “صهينة” ابن سلمان للتعليم
وطن – في خطوة أثارت الجدل، جندت وسائل الإعلام السعودية، وعلى رأسها قناة العربية، نفسها لشيطنة الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، عبر انتقاد التعديلات التي أجرتها وزارة التعليم السورية على المناهج الدراسية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
التعديلات التي شملت إزالة تمجيد نظام الأسد وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة في تفسير الآيات القرآنية، لم ترُق لإعلام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي حاول استغلالها للهجوم على وزير التعليم السوري نذير القادري خلال مقابلة على قناة العربية، لكن القادري أفحم المذيعة برد واضح كشف خبث الأسئلة ومحاولة القناة إحراج الإدارة الجديدة.
الغريب أن الإعلام السعودي، الذي أقحم نفسه في شؤون المناهج السورية، لم يبدِ نفس الحماسة عندما أقدم محمد بن سلمان نفسه قبل عامين على حذف آيات قرآنية وأحاديث نبوية من المناهج الدراسية في السعودية، بحجة التحديث ومكافحة التطرف.
حذف ابن سلمان شمل آيات تصف اليهود بالقردة والخنازير، إلى جانب إلغاء نصوص تنفي أي حق لليهود في فلسطين، وهو ما احتفت به الصحافة الإسرائيلية واعتبرته خطوة مهمة في إطار التطبيع السعودي-الإسرائيلي.
تناقض صارخ يكشف ازدواجية الإعلام السعودي، فبينما يشيطن تعديلات المناهج السورية، نجده يتغاضى عن العبث الذي مارسه ابن سلمان في المناهج السعودية، خدمةً للمشروع الصهيوني وتمهيدًا للتطبيع، وفق محللين.
يرى مراقبون أن الهجمة الإعلامية السعودية ضد الإدارة الجديدة في سوريا تعكس قلق الرياض من صعود قيادة جديدة في دمشق غير خاضعة لنفوذها، خاصة أن ابن سلمان كان من الداعمين الرئيسيين للأسد في سنواته الأخيرة، وتحديدًا قبل سقوطه.
وتبرهن هذه الحملة على أن سياسات السعودية تجاه سوريا لا تحكمها مبادئ ثابتة، بقدر ما تحركها أجندات ولي العهد، الذي يسعى لاستخدام كل الوسائل المتاحة لضرب أي مشروع إسلامي أو ديمقراطي في العالم العربي، خصوصًا في بلد كُسرت فيه الهيمنة الإيرانية بعد عقود من سيطرة الأسد.
-
اقرأ أيضا: