وطن – أثار الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي “سالم الكتبي”، المرشح السابق للمجلس الوطني الاتحادي، جدلا بمقال رأي له نشره عبر موقع عبري، عن الإدارة السورية الجديدة وقيادتها برئاسة أحمد الشرع.
المقال الذي ناقش احتمال تعرض قائد الإدارة السورية للاغتيال، وجاء تحت عنوان “هل سيتم اغتيال أحمد الشرع؟”، نُشر للكاتب الإماراتي المتصهين في موقع “عروتس شيفع”، الناطق بلسان التيار الديني الصهيوني في إسرائيل.
“الكتبي” الداعم للتطبيع والمحسوب على النظام الإماراتي، ظهر في مقاله وكأنه يحرض فعلا على اغتيال أحمد الشرع، تحت ستار مناقشة احتمال وارد.
وقال إنه ليس من قبيل الأمنيات أو إثارة الجدل، أنني لا أناقش احتمال اغتيال أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، رئيس الإدارة السورية الجديدة. بل إن حديثي ينبع من الحيرة مما قاله الشرع خلال مقابلة أجريت معه مؤخراً.
وسرد الكاتب الإماراتي المتصهين جزء من حديث “الشرع” مع مذيع قناة “العربية” السعودية طاهر بركة، عندما سأله “بركة” عن عدم توفر إجراءات السلامة الكافية حوله، ولقاء الصحفيين دون البروتوكولات الأمنية المعتادة للشخصيات الرفيعة المستوى.
وردا على هذا السؤال وقتها قال الشرع: “لا تقلقوا، الأمن لعبتنا”.
وتعليقا على هذا قال “سالم الكتبي” في مقاله، إن قراءة إجابة أحمد الشرع، تعيد إلى الأذهان العديد من الأحداث الأخيرة، مستشهدا بعمليات الاغتيال التي طالت قيادات من حماس وحزب الله مؤخرا، وأن “الشرع” قد يتعرض لسيناريو مماثل.
وقال: أولئك الذين يتمتعون بالتكنولوجيا المتفوقة وجمع المعلومات الاستخباراتية هم الذين يملكون اليد الرابحة. فإسرائيل تفوقت على القدرات الاستخباراتية لإيران وحزب الله، ما مكنها من اغتيال كبار قادة الحزب اللبناني، وضرب إسماعيل هنية حتى تحت حماية الحرس الثوري في إيران.
واستطرد الكاتب الإماراتي المتصهين في مقاله بموقع “عروتس شيفع” العبري: ظهر الشرع بشكل عادي بين الحشود عدة مرات منذ دخوله العاصمة السورية دمشق. وقد يكون الهدف من هذه المظاهر إرسال رسالة حول السيطرة الأمنية وتحذير الأعداء من محاولة استهدافه. لكن هذا لا ينفي الخطر، خاصة وأن المناطق والعناصر لا تزال خارج نطاق السيطرة. علاوة على ذلك، فإن الأمن المطلق غير موجود في الواقع.
وزعم أن قوات أحمد الشرع، رغم خبرتها في الحرب غير المتكافئة، تفتقر إلى القدرات التقنية والاستخباراتية المتطورة اللازمة لتوفير الحماية الشاملة.
وفي تحريض ضد الإداراة السورية الجديدة وقائدها عبر التلميح، قال “سالم الكتبي” ـ في مقاله المكتوب بقلم صهيوني ـ إنه بشكل أكثر وضوحا، يمكن للعديد من وكالات الاستخبارات في المنطقة القضاء على أحمد الشرع بقدراتها التكنولوجية العسكرية.
واستطرد: “علاوة على ذلك، يمكن للميليشيات المعارضة مثل الحوثيين وحزب الله تحقيق ذلك إذا رغبوا، عبر طائراتهم المسيرة المتقدمة والصواريخ الموجهة. لذلك لا بد من التساؤل عما يعتمد عليه الشرع عندما يتباهى بقدرة تنظيمه على توفير الحماية اللازمة.”
ووصف “الكتبي” أحمد الشرع بأنه “قائد ميليشيات”، قائلا إنه مما لا شك فيه أن جبهة النصرة – التي عُرفت فيما بعد باسم هيئة تحرير الشام – اكتسبت خبرة كبيرة في ساحة المعركة خلال حربها التي استمرت 12 عامًا ضد نظام الأسد. ومع ذلك، فإن حماية رئيس الدولة تتطلب نهجا أمنيا مختلفا تماما عن حماية قائد الميليشيات
وزعم أن ثقة الإدارة الجديدة في نفسها بخصوص هذا الأمر، متجذرة في شبكة من المصالح والتفاهمات المتبادلة المرتبطة بموقف الشرع.
مضيفا:”يبدو أن أطرافًا متعددة تستفيد من استمرار بقائه. المصالح الاستراتيجية للاعبين الرئيسيين، أينما كانوا، تشكل اختيار الشخصيات السياسية. وهذه المصالح نفسها غالباً ما تحدد ليس فقط من يصل إلى السلطة، بل وأيضاً متى ــ وربما كيف ــ يخرجون من المسرح.”
-
اقرأ أيضا:
خطط إسرائيلية للسيطرة على عمق سوريا وسط غضب من انفتاح الغرب على أحمد الشرع
وفي شيطنة للإدارة السورية من قبل الكاتب الإماراتي المتصهين، قال “الكتبي” إن ما يقوم به الشرع وإدارته الجديدة “لعبة بعيدة عن أن تكون آمنة. فأينما وجدت الترتيبات، تأتي المعارضة. وقد تكون دولًا أو منظمات أو حتى قادة أفراد – سواء كانوا منافسين أو محتملين أو قادمين.
واختتم الكاتب الإماراتي مقاله في الموقع العبري، الناطق بلسان التيار الديني الصهيوني في إسرائيل، بالسخرية من أحمد الشرع، قائلا: “الأمن هو لعبتنا” يبدو مجرد رد ذكي على سؤال غير متوقع. في تلك اللحظة، لم يكن بوسع الشرع سوى الاعتماد على خلفيته وخبرته كزعيم لهيئة تحرير الشام، وليس كرئيس للإدارة السورية الجديدة.
ويشار إلى أن الإمارات تواصلت مع الإدارة السورية الجديدة بشكل جزئي على استحياء، وظهر جليا موقف (شيطان العرب) في أبوظبي من الإدارة الجديدة، خلال استقبال عبد الله بن زايد للوفد السوري برئاسة أسعد الشيباني، وهو الاستقبال الذي فجر جدلا وأغضب السوريين، حيث وصفوه بأنه استقبال غير لائق وفيه تعمد إهانة.
وكان محمد بن زايد يمثل الحاضنة الشعبية لبشار الأسد ونظامه قبل سقوطه، وهو من تبنى إعادة تدويره داخل المنظومة العربية وضغط على الرياض في ذلك أيضا، حيث كان ابن زايد أول زعيم يستقبل بشار الأسد بعد مقاطعة من الدول العربية استمرت سنوات.
ويخشى الرئيس الإماراتي بشدة من صعود الثوار لسدة الحكم في سوريا وسقوط النظام القمعي، حيث تمثل التيارات الإسلامية لابن زايد “كابوسه الأكبر” الذي أنفق لأجله المليارات ومول كل الثورات المضادة لكبح هذه التيارات.
ولكن يبدو أن كل محاولات “شيطان العرب” قد باءت بالفشل، عقب طوفان الأقصى الذي خرج من غزة، ومثل الضربة القاضية لكل مخططاته التي ظن أنها نجحت وستؤتي ثمارها بعد سنوات من السعي الحثيث لأجلها، لكن يوم السابع من أكتوبر 2023، جاء ليسطر تاريخا جديدا يبدو أنه سيكون الأسوأ في حياة ابن زايد المتبقية.