دمار غير مسبوق في غزة: إعادة الإعمار قد تستغرق عقودًا بعد وقف الحرب

وطن – وسط أجواء من الفرحة الممزوجة بالآلام، يستقبل أهالي غزة إعلان وقف إطلاق النار بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب التي خلفت وراءها دماراً شاملاً ودماء لا تزال شاهدة على مأساة إنسانية غير مسبوقة. الحرب التي اجتاحت القطاع دمرت البنية التحتية بشكل غير مسبوق، مع تقديرات تشير إلى أن إعادة الإعمار قد تستمر لعقود.

بحسب تقارير دولية، تهدم أكثر من 170 ألف مبنى، أي حوالي 69% من إجمالي المباني في القطاع، بينما بلغ حجم الأضرار في البنية التحتية 18.5 مليار دولار حتى يناير 2024. دمرت الحرب أكثر من 200 منشأة حكومية، 136 مدرسة وجامعة، 823 مسجداً، وثلاث كنائس، فضلاً عن تضرر أكثر من 70% من المدارس، ما أثر بشكل كبير على العملية التعليمية في غزة.

في القطاع الزراعي، الذي يعتبر شريان الحياة لسكان غزة، لحقت أضرار كارثية بأكثر من نصف الأراضي الزراعية. ما بين 80 و96% من شبكات الري والمزارع والبساتين تعرضت للتلف، ما يجعل الأمن الغذائي للسكان في خطر مستمر. وتشير التقديرات إلى أن إزالة الركام الناتج عن الحرب، والذي يبلغ نحو 42 مليون طن، ستحتاج إلى 14 عاماً بتكلفة تتجاوز 1.2 مليار دولار.

أما الفاتورة البشرية، فهي الأغلى والأشد إيلاماً، إذ سقط أكثر من 46 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، مع آلاف الجرحى والمصابين الذين سيحتاجون إلى سنوات من العلاج وإعادة التأهيل.

رغم إعلان وقف الحرب، لا تزال غزة تواجه تحديات هائلة، ليس فقط في إعادة الإعمار، ولكن أيضاً في استعادة الحياة الطبيعية لسكانها الذين يعانون من نقص حاد في المأوى والخدمات الأساسية. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.8 مليون شخص يحتاجون إلى مأوى عاجل، في ظل ضعف الموارد واستمرار الحصار.

يبدو أن الطريق نحو التعافي طويل، لكن غزة وشعبها، الذين اعتادوا الصمود أمام الأزمات، لا يزالون يتمسكون بالأمل في مستقبل أفضل رغم كل الجراح.

استعداد خليجي لإعادة إعمار غزة لكن بشروط.. الإعلام العبري يكشف الأسرار
Exit mobile version