بعد انتهاء حرب غزة: هل اقتربت ساعة التطبيع مع إسرائيل؟
وطن – ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يبدو الرابح الأكبر من إعلان وقف إطلاق النار في غزة، ولكن ليس لدوافع إنسانية أو تضامن مع أهالي القطاع المحاصر. الخطوة الأخيرة التي أُعلن عنها في الدوحة وضعت المملكة في موقف يمكنها من تحقيق شروط طالما كانت تنتظرها لإتمام صفقة التطبيع التاريخية مع إسرائيل.
التقارب السعودي الإسرائيلي ظلّ قيد الكتمان لسنوات، غير أن الأوضاع في غزة شكلت عقبة كبيرة أمام تطور هذه العلاقات بشكل علني. إعلان وقف الحرب وعودة الحياة إلى مسارها الطبيعي قد يكون الشرارة التي طالما انتظرها ابن سلمان للانتقال من السر إلى العلن في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
الاتفاق الجديد الذي تزامن مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي الأمريكي، يفتح الباب على مصراعيه أمام سيناريو تطبيع مرتقب بين الرياض وتل أبيب. ترامب، الذي يُعتبر الراعي الأول لاتفاقات إبراهيم، لعب دورًا حاسمًا في تقريب وجهات النظر بين السعودية وإسرائيل، ويبدو أن عودته المرتقبة ستكون دافعًا إضافيًا لتحقيق هذا الحلم السياسي لمحمد بن سلمان.
ليس من قبيل المصادفة أن إعلان الدوحة جاء في وقت حسّاس جدًا بالنسبة للمملكة، حيث يسعى ولي العهد لتعزيز نفوذ بلاده على الساحة الإقليمية، مستفيدًا من التراجع النسبي لإيران وتأثيراتها المتقلصة في المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تلعب السعودية دورًا محوريًا في إعادة إعمار غزة، وهو ما قد يُكسبها المزيد من النفوذ السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط.
تحقيق هذه الشروط قد يزيل الحرج الذي لطالما أحاط بموقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية، خاصة مع تأكيد ابن سلمان في تصريحات سابقة أن القضية لم تعد أولوية بالنسبة له. ومع قبول حكومة نتنياهو للاتفاق، يبدو أن الطريق أصبح ممهّدًا أمام تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، برعاية أمريكية، وبشروط لم تعد معقدة كما كانت في السابق.
ومع اقتراب هذا السيناريو من الواقع، تبقى الأسئلة مطروحة: هل ستشهد المنطقة صفحة جديدة من العلاقات بين الرياض وتل أبيب؟ وما تأثير هذه الخطوة على مستقبل القضية الفلسطينية وموقف الشعوب العربية من التطبيع؟
- اقرأ أيضا: