وطن – أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تغييرات جذرية في منظومته الدفاعية بغلاف غزة عقب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل، ستتمركز فرقتان نظاميتان على حدود القطاع، وهو ما يعكس تصاعد التحديات الأمنية بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة.
وفقًا لتقارير إسرائيلية، ستضاف الفرقة 162 النظامية إلى فرقة غزة التي كانت مسؤولة سابقًا عن المناطق الحدودية. الفرقة الجديدة، التي تضم ألوية غفعاتي، ناحال، 401 وفوج مدفعية، ستتولى مسؤولية الجزء الشمالي من القطاع. في المقابل، ستواصل فرقة غزة بألوية الشمال والجنوب الإشراف على القاطع الجنوبي.
هذا التغيير يعني زيادة القوة القتالية للجيش الإسرائيلي في المنطقة إلى ما يعادل فرقتين، مع إضافة 3 ألوية وفوج مدفعية، بالإضافة إلى إنشاء 14 موقعًا عسكريًا جديدًا على طول الشريط الحدودي مع غزة. المنظومة الأمنية المحدثة ستتضمن حقول ألغام، أسلاك شائكة، خنادق، جدارًا عازلًا، وأبراج مراقبة. الهدف من هذه الإجراءات هو منع أي عمليات تسلل من القطاع إلى غلاف غزة، وفقًا لمصادر عسكرية.
قبل هجوم 7 أكتوبر، كان التوزيع الدفاعي الإسرائيلي يقتصر على فرقة غزة بألوية الشمال والجنوب. اللواء الشمالي كان يضم كتيبتي يفتح وناحل عوز، بينما اللواء الجنوبي كان يضم كتيبتي كيسوفيم وصوفا. الآن، ومع إدخال الفرقة 162، يبدو أن إسرائيل تحاول تحسين جاهزيتها لأي تهديد مستقبلي محتمل.
هذه التحركات تأتي في وقت حساس بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تسعى إسرائيل لتأمين غلاف غزة ضد أي تصعيد مستقبلي، في ظل التحديات الأمنية المتزايدة. كما تعكس هذه التغييرات المخاوف الإسرائيلية من إمكانية استئناف الهجمات بعد انتهاء الهدنة، أو حتى خلال مرحلة إعادة الإعمار التي تنتظر القطاع.
الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة تُظهر أن الاحتلال يحاول موازنة هزيمته المعنوية والسياسية بتعزيز قوته العسكرية. بينما ترى غزة في هذا الاتفاق انتصارًا لإرادة شعبها ومقاومتها، يظهر أن الاحتلال يعيد ترتيب أوراقه لمحاولة تقليص أي تهديد مستقبلي من القطاع.
-
اقرأ أيضا: